يسير "حراك الريف" لإعادة المغرب إلى أجواء "20 فبراير"، التي تميزت بتنظيم سلسلة من الأشكال الاحتجاجية ضد "الفساد والاستبداد"، بدعوة من الحركة التي حمل تاريخ ميلاد "مسيرات الغضب". وبدأ المغاربة يستشعرون احتمال عيش هذه الأجواء من جديد، بعد اجتياح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نداءات تدعوا إلى النزول للشارع، في 96 ساعة المقبلة، للاحتجاج على "التهميش والحكرة".
وبلغ عدد المدن التي أطلقت فيها هذه الدعوات إلى حد الآن إلى ما يقارب العشرين. وآخر الملتحقين بموجة الاحتجاج، التي ركبتها أولا عدد من مناطق الشمال قبل أن تنتقل إلى مدن أخرىk وارزازات، حيث ضرب "فيسبوكيين" موعدا، غدا الجمعة، للخروج إلى ساحة الموحدين للمطالبة برفع التهميش والحكرة والصدح، على حد تعبير أصحاب الدعوة، بصوت واحد، "باركا من الفساد راكم شوهتو هذا البلاد".
وجاء ضم وارزازات "فيسبوكيا" إلى قائمة المحتجين، بعد ساعات قليلة فقط من إطلاق دعوات ممثلة في كل من كلميم، وفاس، وجرادة، والقنيطرة، والدار البيضاء، ومدن أخرى في شمال المملكة.
وتزامنت هذه النداءات مع "فورات" احتجاجية نظمت دون إعلان مسبق، كما هو الشأن في عين تاوجطات، التي تعيش على إيقاع الاحتجاج، منذ مساء أمس الأربعاء، والذي فجره وفاة طفل بسبب "الإهمال الطبي".
ويأتي هذا الغليان في وقت لم تفلح زيارة الوفد الوزاري إلى الشمال، وخاصة الحسيمة، في امتصاص حالة الغضب في المنطقة، بل زادت من حدتها إلى درجة دفعت ساكنة "تلاوراق" التابعة لجماعة إساكن بمنطقة كتامة إلى تنظيم مسيرة على الأقدام في اتجاه الحسيمة، رغم فتح وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الحوار معهم بالانتقال إلى المنطقة والاستماع إلى المشاركين في المعتصم الذي نظم للمطالبة باسترجاع الأرضي التي يتهم المحتجون أطرافا نافذة إداريا، بتواطؤ أطراف سياسية، بالوقوف وراء تفويتها لتعاونية لم تنتج سوى بضعة شجيرات لا ثمار لها قصد الاستحواذ عليها بثمن زهيد وإعادة بيعها لشركة عقارية لإنجاز مشروع المدينةالجديدة إساكن.