"المَسابح" ظاهرة عالمية و"الكرّاطة والمْلاير" حَوّلتها إلى فضيحة‎

لا تنحصر ظاهرة تحول أرضية ملعب مخصصة لرياضة كرة القدم إلى برك مائية أو ما يشبه "المسبح" على أرضية مولاي عبد الله بالرباط، فقط، فقد عرفت ملاعب بمختلف القارات وفي مختلف التظاهرات العالمية أحداث مشابهة. غير أن تكنولوجيا "الكراطة" التي استخدمت في التقليص من حجم البرك المائية بالملعب، ناهيك عن المبلغ المالي الكبير الذي خصص لإعادة تأهيل ستاد "النجمة" التي أوصى بها محمد أوزين، وزيرة الشباب والرياضة، منح الحق للجميع في وصف الحدث ب"الفضيحة".
ملعب بالمملكة السعودية عرف بدوره تحول أرضية ميدانه إلى بركة مائية استعملت فيه "كراطات" أقل تطورا، أو من الحجم الصغير، إضافة إلى ملاعب أخرى بالقارة الآسيوية، عانت من نفس مشاكل ملعب الرباط، وفي مباريات دولية، جمعت إحداها الهند والإمارات برسم تصفيات كأس العالم الأخيرة، وليبيا وزامبيا في كأس أمم إفريقيا التي نظمت مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية.
ملعب أولد ترافورد بمانشستر الإنجليزية شهد بدوره سنة 2012 هطول أمطار أثرت ولو بشكل نسبي على أرضية الملعب التي كانت تحتضن مباراة بين منتخبي المغرب وإسبانيا ضمن أولمبياد لندن، كما توقفت مباريات للسبب عينه في منافسات مغايرة بأوروبا وأجلت أخرى.
استخدام مسؤولي ملعب الرباط لتقنيات بدائية لإزالة المياه من أرضية الملعب، وحدوث الواقعة في مباراة لحساب ربع نهاية كأس العالم للأندية، تبث على أزيد من 60 قناة عالمية، نشرت صورا أساءت جدا للمغرب وغطت عن المؤهلات التي تتوفر عليها المملكة، مثل ملاعب مدن أكادير ومراكش وطنجة، ولهذا وصفت ب"الفضيحة".
صرف 22 مليار سنتيم، وإغلاق الملعب لمدة طويلة بهدف إصلاحه، والإصرار على إجراء 4 مباريات من الموندياليتو بملعب الرباط، رغم معرفة المسؤولين عن الملعب والمكلفين بتتبع مشروع إعادة تأهيله المسبقة بعدم جاهزيته الكاملة لاحتضان حدث عالمي مثل كأس العالم للأندية، منح الحق لكل مغربي أن يثور و ينعت الواقعة ب"الفضيحة".
خروج الوزير في أكثر من مناسبة للرد على مقالات صحافيين انتقدوا الحالة المزرية لأرضية ميدان مولاي عبد الله قبل أسابيع قليلة على انطلاق الموندياليتو، وتصريحه بأن الملعب في حال جيدة وجاهز لاحتضان أكبر التظاهرات العالمية، مع اكتشاف اختلالات عديدة في مرحلة استصلاح الملعب، يجعل ظاهرة "المسبح" فضيحة و"شوهة" رغم تكررها في عدد من ملاعب العالم.