قُبَيْل نهاية كل موسم رياضي، تعيش الكرة الوطنية حالة من الغليان داخل الأوساط الرياضية، إذ أن التشكيك بنزاهة الدوري الاحترافي، بات عبارة عن سيناريو يتكرر مع اقتراب إسدال الستار على منافسات البطولة الوطنية، وهو الشيء الذي يؤكد فعلا وجود تلاعبات أو ما بات يعرف ب"البيع والشراء"، حسب متتبعي الشأن الكروي، ومجموعة من مسؤولي الأندية، بل أعضاء جامعيون منهم من اعتبر أن الأمر بات "مفضوحا". الجميع يتذكر التصريحات "الفجائية" التي أدلى بها العميد أمين الرباطي، والتي اتهم من خلالها فريقه بالتلاعب في نتائج المباريات للظفر بلقب البطولة، وقبلها اتهامات المدرب الإيطالي "كارزيطو" الذي أكد شراء الوداد ثلاث مباريات تخول له التتويج بدرع البطولة، وغيرها من الاتهامات والشكوك التي سبقتها، غير أن الموضوع يغلق بمجرد صعوبة وجود إثباتات تؤكد صحة أقوال المتهمين، حيث سبق لعبد الحق رزق الله الملقب ب"مندوزا" أن أشار هو الآخر إلى وجود تلاعبات بالقسم الوطني الثاني، إلا أن الكشف عنها يتطلب دلائل قوية. وبالعودة إلى الموسمين الماضيين، نجد عدد كبير من مسؤولي الأندية، وآخرون أعضاء جامعيون، شككوا في نزاهة الدوري الاحترافي مع اقتراب نهايته.. العضو الجامعي نور الدين بيضي الذي أكد وجود تلاعبات في آخر دورات الموسم الماضي، واتهم ثلاثة فرق ساهمت في إبقاء فريقه يوسفية برشيد في القسم الوطني الثاني، أمين الضور العضو الجامعي السابق وأمين مال الحسنية سابقا، الذي شكك بدوره في نتيجة المواجهة التي جمعت بين فريقه والوداد البيضاوي خلال الجولة ال29 من الموسم الماضي، بالإضافة إلى الرئيس ابراهيم أوعابا الذي أقر بوجود "مؤامرة" ضد فريقه شباب الريف الحسيمي لإنزاله إلى القسم الثاني. حسن بلخيضر الكاتب العام لاتحاد طنجة، أكد هو الآخر استغلال بعض المسؤولين مناصب بالجامعة للدفاع عن أنديتهم، ومن بين آخر الوقائع، خرج الفيلالي رئيس الاتحاد الزموري للخميسات بتصريح يكشف عن محاولة لإرشاء حارسه قصد تفويت المباراة لصالح النادي المكناسي، قبل أن ينضم محمد بودريقة أمس إلى لائحة المحتجين والكاشفين عن وجود تلاعبات في مباريات الدوري الاحترافي. ما باتت تعيشه الكرة خلال المواسم الأخيرة ليس بغريب عنها، غير أن الغريب في الأمر هو أن أغلب المشككين في نزاهة الدوري، يشغلون مناصب بالجامعة الملكية لكرة القدم، أي بالجهاز الوصي على اللعبة، وهو الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، أو يعري واقع الكرة المغربية، على اعتبار أن من يعملون على تسيير شؤون المستديرة لا يثقون في الجهاز الذين ينتمون إليه، بل أكثر من ذلك يتهمونه بخدمة أجندة فرق دون أخرى في البرمجة والتحكيم، فكيف للمتتبع العادي أن يثق في مصداقية الدوري؟ وفي ظل كل هذه الاتهامات والشكوك التي تحوم حول مدى نزاهة الدوري الاحترافي، إلى أي حد يمكن اعتبار تتويج الأندية بدرع البطولة أمرا مستحقا؟ وهل نزول البعض الآخر يعتبرا ظلما في حقه؟