بكثير من الانتشاء، تتداول وسائل إعلام إسبانية تصريحات لينس سنولتنبرغ، الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي، في ندوة صحافية بعد أن ترأس جلسة العمل الثالثة مع قادة الدول الأعضاء في الحلف بمدريد، يقول فيها إن "الناتو موجود هنا لحماية الحلفاء من أي تهديد"، وذلك بعد سؤاله بشأن الحماية الدولية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وقال سنولتنبرغ: "اعتمدت هذه القمة قرارات تحويلية لحلفنا. لدينا المفهوم الإستراتيجي الجديد، المفهوم الإستراتيجي لمدريد، ونحن ممتنون جدًا لبيدرو سانشيز ومواطني مدريد على الطريقة التي استقبلونا بها؛ وهذا يدل على أن إسبانيا حليف ذو قيمة عالية ومهم للغاية، وهي طريقة جيدة لإسبانيا للاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيسها في الناتو". وأضاف الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي: "الناتو موجود هنا لحماية الحلفاء من أي تهديد. وسيكون هناك دائمًا قرار سياسي بالاستناد إلى المادة 5، لكن حلف الناتو موجود هنا للدفاع عن جميع حلفائنا وحمايتهم". واعتبرت صحيفة "إلباييس" أن إسبانيا "تمكنت من خلال استضافتها قمة الناتو من تضمين بعض التغييرات في الصياغة النهائية للمفهوم الإستراتيجي، وهي خطة السنوات العشر القادمة، تحمي بشكل غير مباشر سبتة ومليلية، وهما مدينتان مستقلتان غير مدرجتين في المعاهدة". وأشارت الصحيفة الإيبيرية إلى أنه عند الحديث عن "وحدة أراضي جميع الحلفاء" فهذا يقود المرء إلى الاعتقاد بأنها تشمل المنطقة المشمولة بمعاهدة واشنطن فقط، لكن الواقع أنها تعني الأراضي المحددة في دساتير كل دولة عضو في الحلف، مشيرة إلى تصريح لخوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، قال فيه "إن الأمر واضح". وأوضحت إلباييس أن هذه الفقرة رغم كونها لا تعدل معاهدة واشنطن، التي تستثني سبتة ومليلية من المنطقة الأوروبية الأطلسية، "إلا أنها رسالة سياسية قوية للغاية، وتعتقد الحكومة الإسبانية أنها ستكون بمثابة غطاء للمطالبة بدعم حلفائها إذا تعرضت الساحات الإسبانية في شمال إفريقيا للتهديد أو الهجوم". وتعتبر الحكومة الإسبانية، وفق إلباييس، أن سبتة ومليلية "محميتان بالفعل، لأنه من غير المعقول أن يجرؤ شخص ما على دخول أراضي عضو في الناتو، حتى لو لم يتم تحديد ذلك صراحة في المعاهدة"، مردفة: "بالإضافة إلى ذلك، تشير مصادر من الوفد الإسباني إلى أن وحدة الأراضي هي الآن مهمة أساسية لحلف شمال الأطلسي في أهم وثيقة له، وهي 'المفهوم الإستراتيجي'، التي يتم تحديثها كل 10 سنوات". وأضافت الصحيفة: "كما أن إسبانيا راضية جدًا لأنها تمكنت من تضمين عدة إشارات في الوثيقة المذكورة إلى التهديدات من الجنوب، وخاصة من منطقة الساحل".