أجرى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مرفوقاً بوزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، زوال اليوم الإثنين 30 يناير 2023، زيارة ميدانية إلى ثلاثة مراكز صحية تقع بثلاثة أقاليم مختلفة، خضعت جميعُها لعمليات إعادة تأهيل وهيكلة مع تجديد تجهيزاتها؛ هذا بينما عاينت هسبريس فتحَها في وجه المواطنين للاستفادة من خدماتها عبر مسارات جديدة للعلاجات. ويتعلق الأمر، حسب بلاغ لرئاسة الحكومة توصلت به هسبريس، بمركز صحي قروي في بنسليمان، ومركزين حضريَيْن بكل من المحمديةوالرباط، بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها سنة 2022، في إطار المخطط الحكومي الرامي إلى تجويد وتوسيع العرض الصحي تنفيذا للتعليمات الملكية. وكان المسؤولان الحكوميان مرفوقيْن في زيارتهما إلى المركز الصحي الحضري بالرباط بكل من محمد يعقوبي، والي جهة الرباطسلاالقنيطرة وعامل عمالة الرباط، وأسماء غلالو، عمدة مدينة الرباط؛ كما رافقهما هشام المدغري العلوي، عامل عمالة المحمدية، في زيارة المركز الصحي الحضري بالمحمدية، وسمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، في زيارتهما المركز الصحي القروي في بنسليمان. وعلى هامش المناسبة، اعتبر رئيس الحكومة، في تصريح لوسائل الإعلام، أن "إعادة تأهيل هذه المراكز الصحية والرفع من جودة خدماتها للمواطنين تدخل في سياق وفاء الحكومة بالتزاماتها"، موردا أنها "نجحت في تأهيل 100 مركز صحي للقرب في السنة الأولى من ولايتها، في أفق بلوغ 1400 مركز صحي مبرمجة". وأكد عزيز أخنوش، في حديثه لوسائل الإعلام، وجود "برامج إعادة هيكلة الخدمات بالمستشفيات الإقليمية والجهوية اعتمادا على الملف الصحي لكل مواطن وأسرة"، مسجلا "مواكبة هذه المشاريع الإقليمية والمحلية للمشروع الملكي لتعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية". وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية بالمركز الصحي "المسيرة"، الكائن بحي يعقوب المنصور في العاصمة الرباط، واقع هذه المنشأة الصحية، في حلتها الجديدة، بعدما جرت "إعادة تأهيلها وتجهيزها بوسائل ومعدات حديثة ومتطورة، إضافة إلى مدّها بالموارد البشرية اللازمة، للاستجابة لحاجيات المواطنين في مجال الخدمات الصحية الأساسية، والارتقاء بها وتقريبها من الساكنة"، التي استحسنت في تصريحات للجريدة هذه المبادرة، مشيدة بالمسار الجديد للخدمات العلاجية. وذكر البلاغ المشار إليه أن إعادة تأهيل وهيكلة هذه المراكز الصحية تُعتبر "ضمانا للعدالة الاجتماعية والمجالية في ولوج المرتفقين إلى العلاج". هذه الزيارة، وفق المصدر ذاته، تجسد "الأهمية التي توليها الحكومة لتسهيل ولوج المواطنين إلى خدمات صحية ذات جودة، في إطار ورش إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، انسجاما مع الرؤية الملكية الرامية إلى إحداث إصلاح جذري وعميق في المنظومة الصحية، وكذا تعميم التغطية الصحية والاجتماعية، ترسيخا لأسس الدولة الاجتماعية". وبالموازاة مع جهودها على صعيد تعزيز العرض الصحي، وعملا بالتوجيهات الملكية، تراهن الحكومة أيضا على تمكين هذه المراكز الصحية من الموارد البشرية اللازمة. وبينما "تباشر الحكومة تنظيم مسار العلاج، وتحفيز مهنيي قطاع الصحة على الاشتغال في القطاع العام، قصد محاربة الصحاري الطبية وتحسين الكثافة الصحية في مختلف جهات المملكة، وتخفيف العبء عن المستشفيات الجامعية"، تجدد التأكيد على مواصلتها العمل على صعيد آخر من أجل الرفع من عدد الأطباء والممرضين المتخرجين سنة 2023 بنسبة 20 في المائة، في أفق بلوغ نسبة 100 في المائة سنة 2026، بما يزيد عن 90 ألف عامل في القطاع الصحي. من جانبها، أبرزت الدكتورة خديجة صنوري، طبيبة رئيسة في المركز الصحي المسيرة بحي يعقوب المنصور بالرباط، في تصريح ل هسبريس، أن "المركز الصحي للقرب المفتتَح في حلة جديدة يشكل إضافة نوعية للخدمات الصحية الموجهة لفائدة ساكنة تبلغ 25 ألفا و300 مواطن ومواطنة، بعد أن كان المركز في حلة قديمة لا ترقى إلى تطلعات مرتفقيه". وتابعت الطبيبة الرئيسة بالمركز الصحي الذي زاره وزير الصحة ورئيس الحكومة صباح الإثنين: "هدفنا تحسين الخدمات وتدبير مسار جديد من العلاجات، بدءا من مضيفات الاستقبال ورقمنة الملف الطبي، الذي يتيح العمل بشكل متكامل بين جميع المراكز الصحية في الإقليم أو الجهة نفسها". وخلصت المسؤولة الصحية ذاتها: "يُفيدنا في العمل وتنظيم مسارات العلاج، لاسيما في تخصص طب الأسرة، إذ يصبح لكل أسرة ملف طبي خاص بها". جدير بالذكر أن الحكومة تمتلك تصورا متكاملا لإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، يرتكز على أربع دعامات أساسية؛ تتمثل في "اعتماد حكامة جيدة تهم تقوية آليات التقنين، وضبط عمل الفاعلين وتعزيز الحكامة الاستشفائية والتخطيط الترابي للعرض الصحي، وتحفيز مهنيي القطاع، وتجويد فضاءات الاستقبال؛ هذا فضلا عن رقمنة المنظومة الصحية، لضبط وتتبع مسار علاج المواطن في مختلف مراحل العلاج". وتم فعليا، إلى حدود متم يناير، الوصول إلى 100 مركز صحي للقرب تم الانتهاء من تأهيلها بمختلف جهات المملكة، في أفق إتمام تأهيل 1400 مركز صحي للقرب؛ بينما تتم مواصلة تنزيل التزامات البرنامج الحكومي، من خلال تحسين العرض الطبي وتحفيز العاملين في القطاع، ارتقاء بالخدمات الصحية العمومية.