اتهم رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال تييري بوركار، يوم الجمعة، الصين بالوقوف وراء حملة تضليل إعلامي ممنهجة استهدفت الطائرة المقاتلة "رافال" من إنتاج شركة "داسو"، عقب المواجهات الجوية بين الهند وباكستان في مايو 2025، والتي فقدت خلالها نيودلهي إحدى طائراتها. وفي ظهور صحافي نادر، قال بوركار إن "الحملة التي شنتها الصين بمهارة تهدف إلى تشويه سمعة صناعتنا العسكرية، وبشكل مباشر طائرة رافال، بعد خسارة طائرة واحدة في سياق المواجهات الصعبة بين القوات الجوية الهندية والباكستانية". وأشار إلى أن عكس ما تم تداوله في العديد من المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، فإن الهند فقدت طائرة واحدة فقط، وليس ثلاث طائرات كما زُعم. وتعتقد السلطات الفرنسية أن تلك المزاعم تندرج ضمن حملة تضليل صينية تهدف إلى التشويش على سمعة الصناعات الدفاعية الفرنسية، والترويج بالمقابل للمنتجات العسكرية الصينية، خصوصًا في الأسواق التي تمثل فرصًا محتملة لمبيعات "رافال"، مثل إندونيسيا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني مطّلع أن الحملة عملت على جبهتين: الأولى عبر حسابات إلكترونية صينية نشرت بشكل مكثف أخبارًا وصورًا مفبركة عن خسائر مزعومة في صفوف طائرات رافال، والثانية من خلال إعادة الملحقين العسكريين في السفارات الصينية نشر تلك المزاعم في أوساط شركائهم ومعارفهم في الدول المستهدفة. وفي مواجهة هذه الحملة، قال رئيس أركان القوات الجوية والفضائية الفرنسية، الجنرال جيروم بيلانجيه، أمام البرلمان الأربعاء، إن ما جرى "مناورة معلوماتية واضحة تم تنظيمها لخدمة مصالح الصناعات الدفاعية الصينية"، مؤكدًا أن الهند "أبدت رضاها التام عن أداء المعدات الفرنسية"، ومضيفًا أن "حدوث بعض الخسائر في مواجهات بهذا الحجم أمر طبيعي". وتُعد الهند من أكبر زبائن الطائرة الفرنسية، إذ تتوفر قواتها الجوية والبحرية على أكثر من 60 طائرة من طراز رافال. وأضاف بوركار أن "الصين تواجه الولاياتالمتحدة بشكل مباشر، لكننا في أوروبا لسنا بمنأى عن تداعيات هذه المنافسة، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي"، مشيرًا إلى ارتباط ذلك بملفات تجسس سبق الكشف عنها لصالح بكين. من جهتها، نفت وزارة الخارجية الصينية علمها بأي من المزاعم المتداولة، في بيان مقتضب صدر بداية يوليوز.