تناولت ندوة علمية نظمتها جمعية ناظور المستقبل لقادة التنمية "ANAF"، بشراكة مع مؤسسة حوار – هولاندا، ضمن النسخة الأولى من فعاليات "حوار ناظور المستقبل"، موضوع "مغاربة العالم.. جسور الانتماء وتحديات الاستثمار في الوطن الأم". الندوة ذاتها، التي احتضنتها قاعة العروض التابعة لأحد الفنادق المصنفة بالناظور وسيّرها أكرم بوستار، ناقش المشاركون فيها من أطر وكفاءات دولية من مغاربة العالم مواضيع ذات ارتباط بقضايا الهجرة والدبلوماسية والاستثمار والارتباط بالوطن الأم. وفي كلمته الافتتاحية، قال ميمون بيدغاغن، نائب رئيس الجمعية المنظمة، إن اللقاء يأتي في إطار تخليد اليوم الوطني للمهاجر الذي له رمزية كبيرة باعتباره احتفاء بالجالية المغربية الذين هم بمثابة جسور بين العالم والوطن الأم. وأكد بيدغاغن أن جمعية ناظور المستقبل لقادة التنمية استضافت، في هذه النسخة الأولى من فعاليات "حوار ناظور المستقبل"، أسماء لامعة من مغاربة العالم للحديث عن مستقبل الاستثمار في الناظور. ومن جانبه، قال محمد الطلحاوي، رئيس مؤسسة حوار هولاندا، إن هذا اللقاء ليس مجرد فرصة احتفالية؛ بل إنه يعد مناسبة للتفكير في قضايا أساسية تشغل المهاجرين، كما يعكس تعزيز روابط الانتماء وتحويل التحديات إلى فرص لبناء الجسور بين مغاربة العالم والوطن. ودعا الطلحاوي في الكلمة ذاتها إلى ضرورة إشراك مغاربة العالم، وتثمين كفاءاتهم، ورفع الحواجز القانونية أمام مساهمتهم في تنمية المغرب. في المداخلة الأولى من أشغال الندوة، قدم عبد الوهاب بلوقي، سفير سابق للمملكة المغربية لدى مملكة هولندا، قراءة تاريخية حول اهتمام الملوك العلويين بمغاربة العالم، مؤكدا أن هذا الاهتمام كان دائما حاضرا في التوجيهات الملكية والسياسات العمومية، إيمانا بأهمية الجالية في النسيج الوطني. وفي المداخلة الثانية، تناول حسن بلعربي، أستاذ محاضر بجامعة ألميريا، موضوع الجالية المغربية في الخارج بين التحديات وانتظارات الوطن، مبرزا ضرورة تعزيز ثقة المهاجرين في السياسات العمومية، خاصة لدى الجيلين الثاني والثالث، وداعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة الاستثمار في الكفاءات كفرصة وطنية لتحقيق التنمية. وأكد بلعربي، في ختام مداخلته، أن اليوم الوطني للمهاجر يجب ألا يظل موعدا موسميا؛ بل ينبغي أن يكون محطة لمراجعة السياسات تثمين المكاسب ومواجهة مختلف التحديات. واختتم سعيد الحميدي، بروفيسور مغربي بهولندا، باب مداخلات الندوة بمداخلة بعنوان "من المغربة إلى الريادة.. الناظور الريف بعقل عالمي وقلب محلي"، حيث تقاسم مع المستمعين تجارب رائدة في البحث العلمي وريادة الأعمال، مؤكدا أن الناظور والريف عموما بإمكانهما أن يتحولا إلى فضاء للريادة العالمية. وفي ختام أشغال اللقاء، قامت الجمعية المنظمة بتكريم فاعليْن من فعاليات الناظور؛ وهما القنصل الشرفي للمملكة الهولاندية العربي سلامة، والمستشار الجماعي حكيم شملال.