على خلفية حادثة اختطاف جديدة طالت سائقين سنغاليين في مجال نقل البضائع على أيدي مسلحين، غربي مالي، طالبت منظمات نقابية مغربية وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالتنسيق مع وزارات الخارجية بدول الساحل من أجل توفير حماية أمنية للشاحنات المغربية، معتبرة أن "المنتظم الدولي والإقليمي، بما فيه الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، مطالب بالتدخل لضمان سلامة السائقين المغاربة". وأفاد اتحاد السائقين السنغاليين URS، في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية، باختطاف 6 من منتسبيه، الخميس الماضي، بين بلدتي "خاي" و"سيغالا" غربي مالي، على أيدي مسلحّين. واعتبر الاتحاد المهني سالف الذكر أن هذا "الاختطاف ليس اعتداء خطيرا على أمنهم وأمن أسرهم فحسب؛ بل يشكل أيضا تهديدا لحرية التنقل والتجارة في المنطقة". غورا خوما، الأمين العام لاتحاد السائقين السنغاليين، ذكر، في تصريح إعلامي، بأنه تمّ لفت انتباه السلطات إلى "هذا الوضع المقلق بشكل متزايد منذ غشت الماضي، حيث ترد هجمات من كل الجهات؛ لكن الملاحظ أن دولة السينغال لا تزال ضعيفة إزاء هذا الوضع". تأتي هذه الحادثة شهرا فقط بعد تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة، كانوا قد اختطفوا في يناير الماضي بشمال شرق بوركينا فاسوا قرب الحدود مع النيجر، في يناير 2025، من قبل الجماعة الإرهابية "تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الساحل". وتكلل التحرير بالنجاح بفضل التنسيق بين الوكالة الوطنية لأمن الدولة في مالي وبين المديرية العامة للدراسة والمستندات. حماية أمنية الشرقي الهاشمي، الكاتب العام الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني، قال إن "التجربة أثبتت أن الجماعات الإرهابية والإجرامية بدول الساحل والصحراء، حينما تستهدف السائقين الدوليين، لا تستثني جنسية معيّنة دون غيرها. إنها تعمل على حصد الأخضر واليابس"، مشيرا إلى "إطلاق النار الذي طال شاحنات من جنسيات متعددة، في "نيورو دو الساحل" بين موريتانياومالي، يناير الماضي". وأوضح الهاشمي، في تصريح لهسبريس، أن "الجماعات الإرهابية باتت تعمل على إقامة سدود تستهدف الشاحنات، على الطرق التي تمر منها، خصوصا بالمناطق الحدودية". وأفاد المتحدث عينه بأن "العوامل اللوجيستية تؤخر، في حالة مالي مثلا، وصول قوات الأمن من العاصمة أو غيرها إلى وقت يكون فيه الإرهابيون قد غنموا ما يريدون أو اختطفوا أو قتلوا السائقين ولاذوا بالفرار". وفي ظل هذا الوضع، طالب الفاعل المهني "وزارة الشؤون الخارجية المغربية بعقد اجتماعات مع وزارات الخارجية في دول الساحل والصحراء من أجل مطالبتها بتوفير حماية للسائقين المهنيين، خصوصا أن قلة فقط من المهنيين من باتوا يقبلون بالاشتغال في الوجهات الإفريقية، نتيجة تزايد المخاوف الأمنية". على وجه التحديد، يريد المهنيون، وفق الهاشمي، "توفير قوات مرافقة للسائقين المهنيين بغرض تأمين وصولهم إلى جهاتهم ولما لا أن تكون هذه القوات من الدرك". وشدد الكاتب العام الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني على أهمية تحقيق هذا الأمر، "حيث تعد الشاحنات المغربية شريانا لهذه الدول الإفريقية، حيث تدخلها شهريا 1650 شاحنة، وفي الصيف يرتفع هذا العدد". تدخل دولي مصطفى شعون، رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجيسيتك، طالب "المنتظم الدولي، من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، بالتدخل بناء على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المؤطرة لأجل ضمان سلامة السائقين المغاربة وعموم المهنيين الأفارقة بهذه المناطق الإفريقية التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية، خاصة بالمثلث الحدودي بين النيجروماليوموريتانيا وبوركينا فاسو والسينغال". وأكد شعون، في تصريح لهسبريس، أن "غياب الاستقرار في دول الساحل الإفريقي يضع سلامة السائقين المهنيين والشاحنات التي تؤمن المبادلات التجارية بين المغرب وهذه الدول في دائرة الخطر"، متوقعا أن "المعبر المرتقب افتتاحه بين مدينة بير أم اكرين الموريتانية والسمارة المغربية عبر طريق أمغالة أن يجنب السائقين المرور ببعض المناطق الإفريقية حيث تنشط الجماعات الإرهابية". وشدد رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك على أنه "لا يمكن السماح أبدا بتغول الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل التي يتضح بأنها تستهدف مصالح المغرب والدول الإفريقي". وحذر المتحدث عينه، في ختام تصريحه، من أن "استمرار أنشطة هذه الجماعات المستهدفة للمبادلات التجارية يعطّل التفعيل الحقيقي الكامل لمنطقة الزليكاف".