وسط أجواء احتفالية مميزة، أقامت سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط، اليوم الاثنين، حفلا كبيرا بمنتزه الحسن الثاني في قلب العاصمة، تخليدا للذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي، بحضور واسع جمع عددا من الشخصيات الدبلوماسية وممثلين عن فعاليات جمعوية، إلى جانب أبناء الجالية السعودية المقيمة في المغرب، الذين شاركوا بلدهم الأم فرحة المناسبة. الاحتفال عرف تنوعا في فقراته؛ إذ استمتع الحاضرون بعروض فولكلورية عكست غنى الموروث الشعبي السعودي وتعدده، كما أقيم رواق خاص بالحرف والصناعات التقليدية، قدم فيه صناع سعوديون نماذج من إبداعاتهم التي تحمل بصمة التراث الأصيل، وهو ما منح الحفل طابعا ثقافيا وحضاريا بارزا. وتخللت الفعالية عروض وثائقية أبرزت الإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، بدءا من مشاريع توسعة المسجد الحرام، وصولا إلى مبادرات رؤية السعودية 2030، مرورا بمشاريع استراتيجية ضخمة مثل قطار الرياض، وإنشاء الملاعب الكبرى، وتوقيع اتفاقيات استثمارية مهمة، جسدت حجم الطموح التنموي الذي تسير في اتجاهه السعودية بثبات. وفي تصريح لهسبريس على هامش الحفل، توجه جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب بأحر التهاني إلى المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا، معتبرا أن مشاركة هذه المناسبة العزيزة تعكس فرحة الأمة العربية والإسلامية باليوم الوطني السعودي. وأضاف أن الاحتفال في المغرب يكتسي رمزية خاصة، لأنه يجمع بين دولتين شقيقتين تجمعهما روابط تاريخية متينة، معربا باسم الشعب الفلسطيني عن الامتنان للمملكة على الجهود التي بذلتها دفاعا عن القضية الفلسطينية والعمل على الاعتراف بدولة فلسطين. من جهته، أكد يحيى محمد إلياس، سفير جزر القمر بالرباط، أن "الاحتفال باليوم الوطني السعودي هو احتفال لكل مسلم وعربي، لأن المملكة هي قبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين ومنطلق رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم". وتابع قائلا: "السعادة مضاعفة لأنني أشارك هذا الاحتفال من قلب المملكة المغربية، البلد الذي أكن له محبة خاصة، والذي يبادل جزر القمر المحبة والاحترام والتقدير". وأردف أن هذه المناسبة تعكس أيضا "قوة العلاقات التي تربط المغرب بالمملكة العربية السعودية، وعلاقات الأخوة التي تجمع الشعب السعودي بكل الشعوب العربية والإسلامية". وجمعت الاحتفالية التي شهدت توافد مواطنين سعوديين من مختلف الأعمار بين البعد التراثي والثقافي من جهة، والبعد الرمزي والسياسي من جهة أخرى، لترسخ مرة أخرى عمق الروابط الأخوية التي تجمع الرياض بالرباط وبالعالم العربي والإسلامي.