دعا والي جهة الدارالبيضاءسطات محمد امهيدية إلى توحيد جهود جميع المتدخلين من أجل إنجاح الورش الملكي المتعلق بالجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة. وشدد والي جهة الدارالبيضاءسطات، في معرض كلمته في افتتاح اللقاء التشاوري الذي انعقد اليوم الإثنين بمقر الولاية، على أن "نجاح هذا الورش الملكي الجديد يستدعي انخراط الجميع، وتوحيد الجهود وفقا للمقاربة التشاركية بين كل المتدخلين، لوضع برامج ترابية مندمجة تعزز التماسك الاجتماعي وتتماشى مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب بشكل يمكن من الاستجابة لانتظارات المواطنين". ولفت ممثل الإدارة الترابية إلى أن المرحلة المقبلة التي ستلي هذه المشاورات تتمثل في إرساء آليات الحكامة لإنجاح وتحقيق النتائج المتوخاة بالسرعة المطلوبة. وسجل عامل عمالة الدارالبيضاء، أمام عدد من المنتخبين وفعاليات مدنية، أن لجانا تقنية موضوعاتية سيعهد إليها بإعداد برامج التنمية الترابية المندمجة بناء على مخرجات هذا اللقاء، وعلى نتائج تشاور معمق وموسع مع الفاعلين المحليين على مستوى عمالات الدارالبيضاء. وأشار المتحدث نفسه إلى أنه "بالنظر إلى عامل الاستعجال فإن هذه اللجان مطالبة بالتعبئة وإعداد برامج وعقود أهداف تتضمن المشاريع ذات الأولوية التي سيتم تنزيلها سنة 2026، وذلك لعرضها على مصادقة آليات الحكامة". وحث ممثل وزارة الداخلية الحاضرين والمشاركين في هذا اللقاء التشاوري على بلورة مقترحات عملية وتحديد الأولويات التنموية الخاصة بكل عمالة، خصوصا على مستوى قضايا النهوض بالتشغيل، وتطوير منظومة التربية والتعليم، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية، وتثمين الواجهة البحرية، والتأهيل الترابي المندمج وضمان الولوج إلى الماء الصالح للشرب. وجرى خلال اللقاء المذكور تقديم معطيات وتشخيص دقيق للإكراهات التي تعرفها العاصمة الاقتصادية باعتبارها قطبا ماليا، خاصة على مستوى قطاعات التشغيل والتعليم والصحة. ووفق المعطيات التي قدمتها ولاية الجهة فإن نقط ضعف الدارالبيضاء التي يتوجب التغلب عليها وحل الإشكالات المرتبطة بها تتمثل في الضغط على الموارد المائية، ناهيك عن وجود عدة أحياء تفتقر إلى التجهيزات الأساسية. كما تنضاف إلى المشكلات التي تؤرق بال الفاعل الترابي في العاصمة الاقتصادية ظاهرة الازدحام الحضري، إلى جانب وجود ضغط بيئي يتمثل في التلوث وتدبير النفايات وتلوث الهواء، دون إغفال النقص في البنى التحتية بالضواحي، ووجود تفاوت في جودة العرض التربوي والجامعي بين المؤسسات الخاصة والعمومية، وكذا النقص في العرض الصحي. وتواجه الدارالبيضاء، وفق المعطيات التي قدمتها السلطات الولائية، تهديدات يتوجب على الفاعلين ومختلف المتدخلين أخذها بعين الاعتبار، تتمثل في مخاطر مرتبطة بالتغير المناخي، والإجهاد المائي، مع مشاكل اجتماعية وبيئية بسبب الهجرة. كما أن حدة التنافس الإقليمي والدولي على جذب الاستثمارات تعتبر من بين التحديات التي تواجه العاصمة الاقتصادية، دون نسيان الفوارق في التنمية الاجتماعية الاقتصادية وفي البني التحتية الأساسية. وترى السلطات أن هناك فرصا يجب استثمارها من أجل بلورة برامج تنموية قادرة على تجاوز الأعطاب وتلبية احتياجات المواطنين، وذلك من خلال الاستثمار في المدينة الذكية والمركز المالي نحو إفريقيا، وتعزيز القطاع التكنولوجي والابتكاري. كما أن استضافة مباريات كأس إفريقيا لكرة القدم وكأس العالم 2030 ستشكل فرصة سانحة أمام المدينة للنهوض بالبنية التحتية وتوفير فرص الشغل.