مُدرّسُو "العربيّة" في فرنسا يُضربون عن الطعام طلباً للتقاعد

في تطور خطير يطال ملف مُدرسّي اللغة العربية والثقافة المغربية في فرنسا، أعلن عدد من الأساتذة المغاربة، ممن تقرر إنهاء مهامهم في التدريس قبل سنة، خوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، أمام القنصلية العامة للمملكة المغربية بليون وأمام مقر البرلمان الأوروبي مصحوبِين بأُسَرهم، في خطوة تصعيدية احتجاجا على "تجاهل" الجهات المعنية في صرف مستحقاتهم الكاملة.
الإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي اتُّفِق على 19 ماي القادم تاريخا لانطلاقه، يأتي، حسب الأساتذة المنهاة مهامهم سنة 2013 والبالغ عددهم حوالي 144 أستاذا، (يأتي) بعد مرور العام على إنهاء مؤسسة الحسن الثاني للجالية المغربية بالخارج لمهاهم، دون الإيفاء بمستحقاتهم المادية، من تعويضات السفر وتغيير الإقامة، إضافة إلى عدم الإستفادة من حق التقاعد.
ويتحدث الأساتذة المعنيون، وفق إفادات توصلت بها "هسبريس"، أنهم اكتشفوا، عبر الصندوق الوطني للتقاعد، أن "مؤسسة الحسن الثاني" لم تكن تؤدي طيلة فترة عملهم، التي امتدت ل23 سنة، واجبات الصندوق الوطني التقاعد، وهو ما أدى إلى "حالة مادية ونفسية كارثية" تعيشها أُسَر الأساتذة، "أمام الصمت المطبق" للجهات المسؤولة.
رضوان السباعي الإدريسي، أحد مدرسي اللغة العربية في فرنسا الذين جرى إنهاء مهامهم العام الماضي، قال ل"هسبريس" إن مؤسسة الحسن الثاني "أجبرتهم على التقاعد النسبي بشكل تعسفي .. وحين وقعنا على القرار تفاجئنا بأننا لم نتوصل بمعاشاتنا ومستحقاتنا المالية".
ولم يستبعد السباعي وجود ما أسماها "نية انتقامية" تطال أستاذة 2013، بسبب احتجاجات نظموها قبل سنتين للمطالبة بحقوقهم، مضيفا "كنا نحتج على وضعيتنا الإدارية الكارثية المتمثلة في تجميد رواتبنا وحرماننا من الترقية"، موضحا "صدر قرار من المؤسسة بترقيتنا حسب رتبنا وسلالمنا لكن الأمر ظل حبرا على ورق ولم نستفد من أي شيء".
وكشف الأستاذ الذي التحق عام 1991 كمدرس للغة العربية والثقافة المغربية بموجب عقد عمل مع مؤسسة الحسن الثاني قابل للتجديد كل أربعة سنوات، أن هذا الاتفاق لم يتم احترامه "المؤسسة تنهي عقودها مع الأساتذة متى شاءت"، مشيرا أن الكيفية والظروف التي تم فيها إنهاء مهامهم اتسمت ب"الخرق السافر لميثاق التشغيل وقانون الوظيفة العمومية".
وحمّل السباعي مؤسسة الحسن الثاني للجالية المقيمة بالخارج المسؤولية المباشرة في تدهور الحالة الاجتماعية والنفسية للأساتذة المنهاة مهامهم رفقة أسرهم، مردفا "وضعيتنا كانت أصلا متدهورة لعِقدَيْن من الزّمَن.. لكن الإجراء التعسفي بإنهاء مهامنا دون الحصول على حقوقنا المشروعة زاد الأمر تعقيدا وتدهورا".
وفيما أوضح المتحدث أن رسائل الاحتجاج وطلب التدخل وصلت الملك محمد السادس ورئيس الحكومة، إضافة للسفارات المغربية وباقي المتدخلين الحكوميين، قال السباعي بأن الأساتذة المتضررين سيدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام يوم 19 ماي القادم أمام مقر القنصلية العامة للمغرب بليون الفرنسية، على أن يتم نقل الاحتجاج إلى مقر البرلمان الأوروبي بصحبة الأُسَر والعائلات.