واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    هذه توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    اتفاقية الصيد البحري..حجر ثقيل في حذاء علاقات إسبانيا والمغرب!    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    الشاطئ البلدي لطنجة يلفظ جثة شاب فقد الأسبوع الماضي    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    أخنوش يرد على خصومه: الدولة الاجتماعية ليست مشروعا ل"البوليميك" والحكومة أحسنت تنزيله    مكافأة مليون سنتيم لمن يعثر عليه.. هذه معطيات جديدة عن حيوان غريب ظهر في غابة    بالأرقام .. أخنوش يكشف تدابير حكومته لمساندة المقاولات المتضررة جراء الأزمة الصحية    سانشيز: أفكر في إمكانية تقديم الاستقالة بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجتي بتهمة استغلال النفوذ والفساد    هادي خبار زينة.. أسماء المدير مخرجة "كذب أبيض" فلجنة تحكيم مهرجان كان العالمي    قميصُ بركان    مطار مراكش المنارة الدولي: ارتفاع بنسبة 22 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    طقس الخميس.. أجواء حارة وقطرات مطرية بهذه المناطق    المغرب ومنظمة "الفاو" يوقعان على وثيقة "مستقبل مرن للماء" بميزانية 31.5 مليون دولار    تسريب فيديوهات لتصفية حسابات بين بارونات بتطوان    اللجنة الجهوية للتنمية البشرية بالشمال تصادق على برنامج عمل يضم 394 مشروعا برسم سنة 2024    الجزائر تتوصل رسميا بقرار خسارة مباراة بركان و"الكاف" يهدد بعقوبات إضافية    بنكيران يهاجم أخنوش ويقول: الأموال حسمت الانتخابات الجزئية    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    أخنوش مقدما الحصيلة المرحلية: إجراءات الحكومة هدفها مناعة الأسرة التي هي "النواة الصلبة لكل التدخلات"    خارجية أمريكا: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    إستعدادُ إسرائيل لهجوم "قريب جداً" على رفح    سنطرال دانون تسلط الضوء على التقدم المحقق في برنامج "حليب بلادي" لفلاحة مستدامة ومتجددة    أيام قليلة على انتهاء إحصاء الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتشكيل فوج المجندين .. شباب أمام فرصة جديدة للاستفادة من تكوين متميز يفتح لهم آفاقا مهنية واعدة    برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    صدور رواية "أحاسيس وصور" للكاتب المغربي مصطفى إسماعيلي    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغذية الصحية
نشر في هسبريس يوم 18 - 05 - 2010

التغذية الصحية : بين الحق في الغذاء، وحسن تدبير المعيشة، والرفاه
(قبل الشروع في الموضوع: كل العناوين التي نشرتها في موضوع سابق للمدارس والكليات بالمغرب وعناوين أخرى هي طور التسجيل في موقع (بلوڭ) خاص سأنشر عنوانه قريبا جدا)
التغذية عادات تختلف بتعدد جغرافية المناطق، والمناخ، وظروف العيش. فلكل منطقة خاصياتها الزراعية التي تسمح بتواجد نوع من الغذاء بكثرة دون آخر، وبالتالي تدعم استهلاك ذلك النوع من الغذاء بكثرة. أيضا ظروف العيش الناتجة عن المستوى الاجتماعي لها تأثير في نوعية الغذاء المتاحة حسب الوضعية المادية لكل فرد أو أسرة باعتبار أثمنة الأغذية المتوفرة في الأسواق.
كما أن التغذية هي طريقة أكل، تختلف بين الأفراد والجماعات، حسب الأوقات المخصصة للأكل، وعدد الوجبات، والكمية والكيفية التي تعود أن يتناول بها كل فرد طعامه. إضافة إلى النوعية المفضلة لدى كل شخص وذوق الفرد في الأكل، الذي يجعله يكثر في تناول طعام دون آخر.
إذن فهناك فرق بين الشبع وحسن التغذية، كما أن هناك فرق بين الجوع وسوء التغذية. فالجوع هو الحالة التي تصيب الشخص عندما لا يستطيع الحصول على الغذاء الكافي. أما سوء التغذية فيتسبب به الجوع أو نوعية الغذاء الضعيفة أو الأمراض. فبالرغم من أن الشخص قد يستهلك أو يتناول عدد سعرات حرارية ملائمة يوميا، إلا أنه قد ينقصه مواد غذائية حيوية و أساسية في حميته الغذائية. مما قد يتسبب في أمراض عديدة وعاهات بالنسبة للأطفال، ونقص في الذاكرة والبديهة.
الحق في الغذاء:
مشاكل الجوع و سوء التغذية أصبحت ملحوظة عالميا:
فقرة قانونية من سجلات منظمات الصحة العالمية
لكل البشر الحق في الحصول على كافة العناصر التي من شأنها جعل الحياة ممكنة، بما في ذلك المياه و الغذاء.
وجاء التعليق العام 12 لمنظمة الأمم المتحدة مؤكدا على ضرورة الحصول على "الكمية المتوسطة الأساسية للغذاء، التي تعد كافية و ملائمة لاحتياج الجسم و آمنة صحيا"، إضافة إلى" كمية مياه ملائمة لاحتياج الجسم و آمنة صحيا ، بسعر ملائم و معقول" حيث أصبحت هذه الضروريات بذاتها حقوقا إنسانية.
الحق في الحصول على الغذاء تم النص عليه صراحة في الاتفاق الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية و الثقافية 1966 بالمادة 11 و التي تنص على ما يلي:
"تؤكد على حق كل شخص في مستوى معيشي كافي لنفسه و عائلته، بما في ذلك توفر غذاء كاف ... و التحسن المستمر للأوضاع المعيشية."
تقدرمنظمة الصحة العالمية(الفاو) أن هناك حوالي 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية عالميا بما فيهم أطفال و بالغين
.ما هي الأسباب الرئيسية لنقص الغذاء و سوء التغذية؟
إن الفقر يحد بشدة من أمكانية الحصول على الغذاء. فسوء التغذية بالنسبة للعديد يكون نتيجة نقص في القدرة المالية لشراء الغذاء الكافي. و ضمن العائلات الفقيرة، فإن غلابا ما تكون قدرة الأطفال و النساء للحصول على الطعام أقل من الرجال.
الكوارث الطبيعية مثل: القحط،الفيضانات أو الأعاصير ممكن أن توقف أو تعطل أو تعيق إنتاج الطعام، الشحن أو التسويق متسببة بنقص الطعام.
الكوارث من صنع الإنسان بما فيها الحروب، في معظم الأحيان تحد من وصول الطعام بإعاقة الحركة العامة و توزيع الطعام ، و يستخدم الطعام في بعض الأحيان كسلاح، ففي بعض المنازعات يتم احتباس الغذاء عن السكان المدنيين الشيء الذي يتسبب في مجاعة عامة.
.من هم الأكثر عرضة للتعرض للجوع و سوء التغذية؟
الأطفال من هم دون سن الخامسة الأكثر عرضة لسوء التغذية. تعزي منظمة الصحة العالمية سوء التغذية كسبب لوفاة على الأقل 10 ملايين طفل سنويا تقريبا. أما الأطفال الأكبر عمرا فيكونون أكثر قابلية للتعرض لأمراض نتيجة لسوء التغذية، فيعانون من إصابات جسدية و عقلية غير قابلة للمعالجة و التي تؤثر عليهم مدى حياتهم.
معاهدة حقوق الطفل 1989، تخاطب و تؤكد على ضرورة ضمان غذاء صحي و مغذي للطفل، آخذة بعين الاعتبار ضرورة توفر مياه نظيفة أيضا للشرب.
هل للدولة دور في تأمين الغذاء؟
فقرة 15 لمنظمة الأمم المتحدة تؤكد على ما يلي: "الحق في الحصول على غذاء ملائم و كاف... تفرض 3 أنواع من الإلتزامات على عاتق الدول: الإلتزام باللإحترام و الحماية و التنفيذ."
الإحترام: إن الدولة لا بد من أن تقر بأن الأشخاص لهم الحق بالحصول على غذاء ملائم وكاف. و احتراما لهذا الحق على السلطة الحاكمة بالدولة أن لا تقوم بأي حال من الأحوال بمنع أي شخص من الحصول على الغذاء الذي يحتاجه.
الحماية تقع على عاتق السلطة الحاكمة، بأن تتأكد من أن تحول دون أي مانع يعيق الأشخاص من الحصول على الغذاء الملائم و الكاف.
التنفيذ: توفير الغداء لسد الاحتياجات الغذائية للسكان يقع على عاتق الدولة في أن تسهل و تؤمن ذلك لشعبها.
و للتسهيل يجب على الحكومات البدء في تفعيل أو تطبيق برامج تهدف لتحقيق أمن غذائي، و لتحقيق أمن غذائي على الدولة أن تتأكد من توفر كل الوسائل التي يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي لدى الأشخاص.
و هذا يتضمن تثقيف الأشخاص عن أهم الوسائل للإستعمال الفعال لهذه الموارد، تخفيض و/أو إعادة توزيع الأراضي الصالحة للزراعة. أو التوظيف لإعطاء الأشخاص وسائل مالية لشراء الغذاء. من خلال التسهيلات فإن الدولة تتأكد من أن الغذاء متوفر ضمن مجموعة من الو سائل التي ما زالت تسمح بالإستقلالية و حرية اختيار النوعية وكيفية الحصول على الطعام.
الإلتزام بالتوفير: حيث يجب الاحتفاظ بالغذاء للأوضاع الطارئة عندما يتم إستنفاذ كافة الخيارات الآخرى، في هذه الحالة يجب أن تقوم الحكومة بإعطاء الغذاء للأفراد مباشرة.
فيما يلي لائحة ببعض المنظمات البارزة التي تأخذ على عاتقها مهمة التأكد أن الحقوق الإنسانية المتعلقة بالمياه و الغذاء يتم تطبيقها عالميا:
- منظمة الصحة العالمية. أنشأت هذه المنظمة في عام 1948 و هذه المنظمة التي هي جزء من منظمة الأمم المتحدة متخصصة بشكل خاص برعاية الصحة. أصدرت هذه المنظمة دستورها و الذي ينص بوضوح على أهداف المنظمة و هي "حصول جميع الأشخاص على أعلى مستويات ممكنة من الصحة". الغذاء الجيد هو أساسي للحصول على صحة جيدة و بالتالي فمسائل الغذاء هي من أكبر إهتمامات المنظمة، وهناك 192 دولة لها تمثيل في الجمعية العامة للصحة العالمية.
-منظمة الأمم المتحدة للغذاء و الزراعة.
-منظمة عالمية لحماية الطفل(اليونيسف) .
-برنامج الغذاء العالمي.
- الصندوق الدولي لتطوير الزراعة
-المنظمة الدولية للصليب الأحمر.
- منظمةالأهتمام العالمية.
- منظمة حماية الطفل.
التغذية وحسن تدبير المعيشة:
التقيت بالدكتور رشيد جوريو، خريج كلية الطب ليون فرنسا، وأخصائي في التغذية وأمراض الجهاز الهضمي بالرباط، حيث شرح لي تأثير نمط الحياة الجديد على عاداتنا الغذائية، وأبرز الفرق بين العادات التقليدية وإيجابياتها وسلبياتها، وبين الحياة العصرية، وتأثيرها ومساوئها على نوعية الغذاء وكيفية التغذية.
صورة الدكتور رشيد جوريو
لقد تطورت التغذية مع تطور الحياة، حيث الكثير من التغيرات طرأت على البيئة والعادات وكيفية العيش، وبالتالي تغير نظامنا الغذائي بخضوعه لنفس التغييرات السابقة الذكر.
كيف ذلك؟
حين نتكلم عن البيئة، فإننا بالطبع نعني التلوث البيئي، وأول شيء يتأثر بهذا طبعا هو الزراعة، وطريقة نضوج الخضروات والفواكه، وكيفية سقيها ومعالجتها. وهذا يجعلنا نتطرق إلى طرق معالجة الخضروات والفواكه كيماويا، وكذلك اللحوم، فكثير من الأشياء الغير صحية، والتي قد تتسبب على متسع من الوقت لكثير من الأضرار تستعمل لمعالجتها وتصبيرها. ناهيك عن المصبرات، والمعلبات، حيث أن المواد المستعملة للحفاظ على الأغذية دون كساد مواد مسرطنة قد تأثر بعد وقت غير محدد على الجسم. من قبل، كانت الظروف الزراعية طبيعية، حيث أن الأحوال البيئية كانت تسمح بذلك لكثرة الأمطار، وهطولها في أوقاتها المناسبة، أما الآن فبسبب الاحتباس الحراري، يستعمل الري الاصطناعي، وكثير من المحفزات الاصطناعية لاستكمال نضج الخضراوات والفواكه.
كيف أثرت نوعية الحياة العصرية على عاداتنا الغذائية؟
يمكن أن نستخلص تأثير الحياة العصرية في طريقة أكلنا في هاتين الكلمتين التي نصف بهما حياتنا الآنية: عصر السرعة! لهذا دلالة ليس فقط على طريقة الأكل، لكن أيضا على نوعية الغذاء. فبمجرد ذكرنا لكلمتي لعصر السرعة، يتبادر إلى أذهاننا : فاست فود، أي الوجبات السريعة، والتي هي عبارة عن كمية هائلة من الدهون صعبة الهضم، صعبة الامتصاص، تعطل حركة الأمعاء ولا يستفيد من الجسم كثيرا. كما أنه مع تراكم الأشغال وقلة الوقت، لا يبقى حيز يخصصه الفرد للرياضة، وأنا أتحدث هنا عن الأغلبية الساحقة، وبالتالي لا يستطيع الجسم حرق كل تلك الدهون عن طريق الحركة والرياضة.
إضافة إلى ذلك، هناك التوقيت الجديد في العمل، وهو التوقيت المستمر، الذي لا يسمح للفرد بالأكل بانتظام، وبتأني، ويستفيد من طعام البيت النظيف والمحضر بعناية، والمتوفر على أغلب المكونات الضرورية لتغذية كاملة، إنما يضطر البعض للأكل في المطاعم، والتي تقدم أكلات مليئة بالدهون كما قلنا سابقا، والبعض يجلب معه أكلا قديما، غير طازج وبارد، مما يسبب عسرا في الهضم ... إلخ من مساوئ قد تحدث جراء تداخل وقت العمل مع وقت الأكل، أي وقت وجبة جد مهمة لتوازن الجسم أثناء النهار، وهي وجبة الغذاء.
كيف يكمن أن يؤثر نمط الحياة السريع على صحة الإنسان النفسية؟
أولا كما يقال: العقل السليم في الجسم السليم، والتغذية هي أساس الجسم السليم، وبدون تغذية سليمة مكتملة ومنتظمة لن يستطيع الفرد الحفاظ على توازنه وبالتالي القيام بمهامه الاجتماعية والأسرية والعملية على أكمل وجه. نمط الحياة السريع، إضافة إلى ما شرحت سابقا من تأثيرات سلبية قد يحدث في النظام الغذائي للفرد، فإنه يؤثر أيضا من خلال انعدام التوازن الغذائي على النوم، حيث يؤدي إلى اضطرابات في النوم، إلى السمنة الزائدة، مع تراكم الدهون وقلة الرياضة، إلى الإحساس بالإرهاق والعياء من جراء تغذية غير متكاملة ونقص في العديد من المكونات الغذائية اللازمة لضمان صحة جيدة.
هل يمكن أن تخبرنا دكتور عن محاسن ومساوئ العادات القديمة في التغذية؟
بالطبع، قديما كانت عادات مختلفة في التغذية ونوعية الغذاء، فقد كان الأكل جيدا من حيث الغنى بالمواد الغذائية وتكامله من حيث العناصر، رغم كثرة الدسم، حيث كان الطجين في المغرب يقوم على كثرة المرق، والذي تشكل غالبيته مواد دهينة، إضافة إلى كثرة استهلاك الخبز، على شكل رغيف ومسمن وبغرير... إلخ، وكلها مواد يجدر عدم الإفراط في تناولها لأنها أول أسباب السمنة الزائدة. كما أن الكثير من الأسر كانت حميتها الغذائية تعرف نقصا كبيرا في البروتينات، وبعض أنواع الفيتامينات، حيث كان استهلاكها للحم ضئيلا، وكانت المأكولات غنية إضافة إلى الدهون، بالسكريات، الشيء الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول، أو مرض السكري.
كيف يمكن تحسين طريقتنا في اختيار الطعام وكيفية تناوله؟
هذا يعتمد على حسن تدبير الحياة، وذلك يبدأ بتنظيم الوقت. فكلما نظم الفرد وقته وترك وقتا وافرا وملائما لتناول وجبته بتأني، كلما كانت له الفرصة لتحضير طعام جيد وغني بجميع المكونات الضرورية لتغذية صحية، وكلما ترك لجسمه الفرصة للاستفادة من كل العناصر الغذائية. وعندما أتحدث عن المكونات الغذائية فإنني أقصد كلا من: الفيتامينات، البروتينات، السكريات، الدهنيات، الأملاح المعدنية، والماء.
إضافة إلى انتظام التغذية، وترك فترات لراحة المعدة، حيث يستطيع الجسم حرق ما ادخر من دهنيات، وأيضا لتفادي التخمة، يدخل في إطار حسن تدبير الحياة عن طريق التغذية السليمة، الراحة الجسدية والنفسية، وأيضا الرياضة.
هل العمل في البيت يعتبر نوعا من الرياضة؟
في الحقيقة، بغض النظر عن الاستثناءات، فإن القيام بأشغال البيت سواء من طرف المرأة أو الرجل غير كافية بالمرة لحرق الدهون المتراكمة في الجسم، خصوصا مع وجود الآلات الحديثة التي تقوم مقام المرأة في الغسل والكنس ...إلخ. وحتى في عياب الآلات، فإن طريقة عمل المرأة في البيت، وطريقة كنسها للأرض، وانحنائها الزائد، ووقوفها لساعات ليس فقط غير كاف، بل مضر لصحتها وسلامة العظام، فكثير من النساء أصبحن يعانين من تقوس العظام ومشاكل الظهر وأمراض العمود الفقري نتيجة لتلك الأشغال الشاقة والغير مريحة ومفيدة للعظام والمفاصل. فتلك العفوية في الحركة لا يمكن أن تحل مقام الرياضة المبرمجة لتقوية العضلات والعظام.
هل للتغذية دور يذكر في الحماية من الإنفلوانزا والأمراض المعدية خاصة في فصل الشتاء حيث تكثر أمراض الزكام والصدر؟
في الحقيقة يمكن للتغذية الصحية أن تكون وقاية، لكن ليس علاجا، فالإكثار من نوع الخضروات والفواكه الذي يتوفر علي فيتامين س، د، و أ، يقوي المناعة بشكل جد ملحوظ، وبالتالي يقي من التعرض بإصابات فيروس الانفلوانزا، وأيضا من العدوى.
الرفاه:
الأكل العضوي : ترجمة مايسة سلامة الناجي
انه أكثر من مجرد ظاهرة ، انه طريقة حياة. تعلم كيفية دمج الأغذية العضوية في نظامك الغذائي للحفاظ على نمط حياة صحي.
ماهو الأكل العضوي وما ضرورته؟
في الاندفاع لإنتاج المزيد والمزيد من المحاصيل الزراعية لتلبية الطلب المتزايد، اضطر المنتجون إلى اللجوء إلى استخدام خليط مميت من المبيدات لمكافحة الأمراض وهجوم الحشرات.
هل تعلم أنه إذا كنت تستهلك تفاحة متوسطة ستكون قد أكلت أكثر من 30 مبيد حشري، وحتى بعد غسلها؟
لقد انخفضت نوعية الطعام بالتأكيد منذ الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال ، فإن مستويات فيتامين (ج) اليوم في الثمار ينطبق مع المستويات التي وجدت عليها الفواكه في زمن الحرب.
الأغذية العضوية معروف بأنها تحتوي على 50 ٪ أكثر من المواد الغذائية والمعادن والفيتامينات من المنتجات التي تم زرعها بشكل مكثف.
في الوقت الحاضر يجب على كل فرد تناول المزيد من الفواكه لتعويض النقص، ولكن للأسف هذا يعني تناول المزيد من المواد الكيميائية، وأكثر ضررا على صحتك أكل شيء ينبغي أن يكون جيدة بالنسبة لك في حين أنه يشكل خطرا عليك ويؤثر سلبا على صحتك!
كما لا ننسى كوكتيل المضادات الحيوية والهرمونات التي يتم خلطها في غذاء الماشية والدواجن بكثافة.
ماذا يحدث لتلك المواد الكيميائية عندما يموت الحيوان؟
يتم هضمها وتخزينها في جسم الإنسان، هناك حيوانات تربى في مزارع ضيقة وظروف مريعة.
وبالتالي من المستحيل أن تعيش حيوانات في تلك الظروف الغير صحية بالمرة، لكن تبقى قادرة على إنتاج مواد غذائية بجودة عالية.
أكل الأخضر : دليل ميداني/ المواد العضوية قريبة منك
سواء كنت مزارعا أو متسوقا، هناك العديد من المحلات والموارد لمساعدتك على القيام باختيارات ذكية ودائمة فيما يخص اقتناءك للطعام..
لأفضل المصادر المحلية من المركبات التي تغذيها لحوم البقر أو المنتجات العضوية ، تحقق من تركيبتها بقراءة المكونات المسجلة خلف المنتوج، ستجد كلمة عضوي بخط عريض، وتأكد من عدم وجود أي كلمة غير قابلة للفرز والقراءة بين المكونات، فكل تلك الأسماء الصعبة القراءة تكون لمكونات كيميائية زائدة على المنتج لغذائين بغرض المحافظة عليه لمدة أطول قبل الكساد. وبذلك فإن المنتجات العضوية رغم ثمنها الباهظ تكون غير قابلة للترك في الثلاجة لمدة طويلة، بل يجدر استهلاكها فور اقتنائها لتتناول طازجة وينتفع بمكوناتها الطبيعية.
المعرفة قوة
لفهم تأثير اختياراتك أثناء التسوق ، قم بزيارة موقع العضوية رابطة المستهلكين:
http://organicconsumers.org
إذا أردت أن تقوم بذلك بنفسك، عليك زيارة موقع:
http://kitchengardeners.org
بمعنى المطبخ في الحديقة، حيث يساعد مزارعي الحدائق، وهواة الزراعة، حتى في الحدائق الخلفية للمنازل، على تعلم كيفية زراعة بعض من الخضروات والفواكه، وبالتالي الزيادة في الاكتفاء الغذائي الذاتي، والارتباط مع المجتمع المحلي وفي جميع أنحاء العالم من الناس الذين يزرعون مكوناتها الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.