"هكذا تُضرب بعرض الحائط مجهوداتنا في إدماج أبناء الجالية في المجتمعات وفي تعزيز الشعور بالانتماء إلى بلدهم الأصلي"، بهذه العبارات تلخص أمينة بحيرة، عضوة البعثة الثقافية بإسبانيا وأستاذة اللغة العربية والثقافة المغربية ببرشلونة، معاناتها المادية والاجتماعية جراء قرار مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج إنهاء مهامها متم يونيو القادم، لتجد نفسها أمام مصير مهني مجهول. قصة أمينة، إلى جانب زملائها من الأساتذة الآخرين، بدأت قبل سنوات، حين وجدت نفسها أمام وضعية إدارية "حرجة"، تقول أمينة بحيرة في تصريح أدلت به ل"هسبريس"، إنه لم يجر تحيين راتبها الذي كان مجمدا لأزيد من 20 سنة في آخر رتبة ودرجة عند الإلحاق بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بصفتها الطرف المشرف على الملف. "المستحقات المتراكمة على مدى 20 سنة وعدم دفع أقساط التقاعد التي كانت تقتطع من رواتبنا ولا تؤدى للصندوق وعدم مساواتنا بباقي موظفي الدولة في الخارج على رأسهم موظفو وزارة الخارجية.. كتمتيعهم بالسعر التفضيلي، التعويض عن الإقامة، التغطية الصحية الأساسية والتكميلية وتمدرس الأبناء في البعثات الفرنسية الباهضة الثمن في الدول غير الناطقة بالفرنسية كاسبانيا وإيطاليا.."، هي بعض المطالب التي تقول أمينة إن المؤسسة الوصية، اختارت أن تقابلها ب"صم الآذان".. هذه الوضعية دفعت أمينة وبعض زملائها وزميلاتها في المهنة إلى الخروج للاحتجاج عام 2012، داخل سفارة المغرب في بلجيكا وأمام سفارة المملكة في باريس، مشيرة أن الرد على هذا الخروج الاحتجاجي كان "مزلزلا" بقرار "إنهاء المهام" لكل الأفواج وعلى ثلاث دفعات، مصحوبا بتحيين الرواتب، "صار الجميع في السلم 11 باستثنائي أنا، إذ مرّ علي 18 سنة في السلم 10 و لا أزال قابعة فيه". القرار الذي وصفته أمينة ب"الفجائي" و"الانتقامي" قالت إنه لم يراع مستقبل الأبناء الدراسي الذين يدرسون بلغات أجنبية والمندمجين في أنظمة تربوية مختلفة عن المغرب، وهو ما دفع مجموعة من المدرسين المغاربة إلى الاحتجاج مرة أخرى في 3 يونيو من العام الماضي، أمام سفارات المغرب بكل من باريسوبلجيكا ومدريد. المسلسل سيستمر بعد قرار إنهاء مهام الأفواج المذكورة من التدريس، بتوظيف أساتذة جدد، حسب تصريحات أمينة، "بشروط مجحفة منها السلم 10 كالسابق وجواز سفر عادي وتوقيع عقد مدته 4 سنوات"، مضيفة "علما أنه قبل 2013 لا أحد يوقع العقد لتحتفظ المؤسسة بحق التصرف في مصائرنا". وزادت أمينة توضيحا حول ظروف إنهاء مهامهم بشكل فجائي من التدريس، بالقول "تحدد تاريخ إنهاء مهامنا لأول مرة في تاريخ 30 يونيو، وتمت قرصنة راتبي شهري يوليوز وغشت لأول مرة دون وجه حق.. وامتناع الدولة المغربية تسليم جواز السفر العادي رغم وجود مذكرة وزارية تنص على تسليمه لدوافع انسانية"، مضيفة أن في حالتها تتوقف تسوية وضعية أبنائها القانونية على الجواز، "الجواز الخاص الذي في حوزتنا تنتهي صلاحيته يوم 18 ماي الحالي". أستاذة اللغة العربية والثقافة المغربية ببرشلونة أردفت ل"هسبريس" بالقول إن "الوضعية المهينة" التي تعيشها فرضت عليها ترك أحد ابنيها ذي 13 سنة مع عمه، بسبب التعقيدات التي ستعرفها عملية إعادة إدماجها في وزارة التربية الوطنية بالمغرب، وهو ما دفعها لإعلان دخولها في اعتصام مفتوح أمام القنصلية العامة للمملكة شهر يونيو القادم، قد يتطور إلى إضراب عن الطعام "أمام تعنت المؤسسة.. أحمل مسؤولية العواقب للدولة المغربية ولمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج"، تورد "بحيرة".