عزا نور الدين الصايل، المدير السابق للمركز السينمائي المغربي، عدم انتشار السينما المغربية عند الجمهور المشرقي خارج البلاد، إلى مشكلة اللهجة المحلية الدّارجَة، وذلك رغم وجود أفلام عالية المستوى، بينما وصف الناقد السينمائي، أحمد سجلماسي، هذا النقاش بالمغلوط. وقال الصايل، في تصريحات نشرتها اليوم جريدة الدستور المصرية، على هامش تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي بمنحه الهرم الذهبي الشرفي للمهرجان، إن صعوبة اللهجة المغربية طامة كبرى تواجه انتشار السينما المغربية والتونسية والجزائرية". نائب الرئيس المنتدب لمهرجان مراكش السينمائي لم يُخْفِ أنه في مرحلة معينة من تاريخ السينما المغربية، "فكرنا في دبلجة أفلامنا إلى اللهجة المصرية، ووجدنا أنها مكلفة للغاية، كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في التعود نفسه". ويشرح الصايل بأنه "كان ممثل معروف يدعى حسن دلدول، وقام بدبلجة فيلمه إلى اللهجة المصرية، وجاء لعرضه بمصر، ولكن لم يشاهده أحد، وخسر مبلغًا ضخمًا"، مبرزا أن "الخلفية الثقافية نفسها تسهم في الإقبال على الفيلم". واسترسل بأن "اللهجة المغربية لم تكن العائق الوحيد، ولكن المشكلة الأساسية هي التعود، وبالطبع من لديه طول النفس والأموال لخلق تعود لدى الجمهور على سينما معينة بلهجة هذا الجمهور، عندئذ سينجح، ولكن هذا يتطلب وقتًا طويلًا ومالًا وفيرًا، وأصحاب مصالح". التعود على اللهجة المغربية الناقد السينمائي، أحمد سجلماسي، اعتبر في تصريحات لهسبريس بأن الحديث عن صعوبة اللهجة المغربية نقاش مغلوط، مشيرا إلى المصريين بشكل خاص يعمدون بشكل شوفيني إلى إقامة حصار على الإنتاجات السينمائية غير المصرية، حماية لسينماهم المحلية". وأفاد سجلماسي أنه يمكن للجمهور المصري والعربي عموما أن يفهم اللهجة المغربية لو تعود عليها، لافتا إلى أن صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي، اقترح على المصريين عرض أفلام مغربية مدة عام أو عامين في قاعاتهم السينمائية وقنواتهم التلفزية بدون مقابل ". وتابع المتحدث بأن عرض أفلام سينمائية أو مسرحات أو مسلسلات تلفزية لمدة زمنية معينة بشكل متوالي، سيتيح للجمهور المصري أن يتعود على اللهجة المغربية، ثم يستوعبها ويفهم معانيها، خاصة أن اللهجة المغربية أقرب اللهجات المحلية إلى اللغة العربية". وأفاد سجلماسي بأن إثارة صعوبة اللهجة المغربية كعامل يحد من انتشار السينما الوطنية نقاش مغلوط أيضا، لأن الحوار في السينما الجديدة عنصر مكمل فقط، بينما الاعتماد على الصورة بات الأهم، فضلا عن رسائل الفيلم من خلال حركات جسد الممثلين وتقاسيم وجوههم. ونبه الناقد إلى أن تراجع الحركة السينمائية في مصر للعديد من العوامل، منها وفاة كبار المخرجين مثل صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وغيرهما، دفع القائمين على الشأن السينمائي هناك إلى التخوف من سينمات عربية بدأت تتطور بشكل لافت، مثل السينما المغربية. وذهب سجلماسي إلى أن المصريين ينهجون سياسة حمائية على الإنتاجات السينمائية العربية، حتى أن الفيلم العربي قد يكون مرشحا لمهرجان دولي بمصر، فيتم اختلاق مشاكل حتى لا يعبر المنتج السينمائي الجمارك، فضلا عن إثارة عراقيل أمام صحفيين وإعلاميين حتى لا يحضروا الدورة الحالية لمهرجان القاهرة الدولي.