ما بين بلاغ القوات المسلحة الملكية المغربية، الذي تحدث عن تحطم الطائرة المغربية F16 في الأراضي اليمنية، يوم الاثنين الماضي، بفعل "نيران معادية"، وتصريح قيادة التحالف العسكري الذي عزا تحطمها إلى "خطأ فني أو بشري"، مسافة شاسعة في فهم وتحليل الأسباب والنتائج. وكان المتحدث باسم التحالف، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين والموالين لهم من قوات الرئيس المخلوع، علي صالح في اليمن، قد نفى إسقاطهم المقاتلة المغربية من طراز "إف 16، مؤكداً أن سقوطها كان "بسبب خلل فني أو خطأ بشري"، نافياً أي دورٍ للحوثيين في سقوطها. تحليل ساقه منتدى القوات المسلحة الملكية، في اتصال مع هسبريس، أفاد بأن بلاغ القوات المسلحة المغربية حول الصور المنشورة لا يؤكد ولا ينفي أن الصور لجسم الطائرة، ولا لجثة الطيار، والسبب أنه في غياب أدلة مادية لدى القيادة، وعدم العثور على جثة الطيار، لا يمكن أن تعلن عن وفاته. وأكد عضو خبير في المنتدى، فضل عدم الكشف عن هويته، بأن فرضية الخطأ التقني في تحطم الطائرة المغربية باليمن غير قابلة للتصديق، لعدة عوامل رئيسة، من بينها أن البلاغ المغربي الأول كان جازما، خاصة أنه جاء بعد الحادث، ولم يترك المجال لأي تبرير إعلامي لما وقع". وتابع المصدر بأن "التضارب في الحديث عن الأسباب دليل على أن هناك خلل لدى قيادة التحالف، خاصة فيما يتعلق بتحديد المسؤوليات"، مبرزا أنه إذا كان هناك مشكل في التخطيط والتحضير للمهمة، فالحليف يجد نفسه محصنا بالحديث عن عطب تقني أو بشري، ليرمي اللوم على الفرق المغربية. وشدد المتحدث على أنه "خلال 16 عاما من الحرب في الصحراء المغربية لم نفقد قط طائرة بسبب عطب فني أو بشري"، مشيرا إلى أن الحديث عن عطب أو خطأ بشري، أخطر من فكرة السقوط، نتيجة التعرض لنيران معادية، باعتبار أن هذا يدل على أن الحلفاء يقومون باستغلال الطائرات المغربية". ويشرح العضو بمنتدى الFAR بأنه بحسب هذا المعطى، يُرجح استغلال التحالف للمقاتلات المغربية في عمليات مكثفة أكثر من الطائرات المحلية، ما يجعل الميكانيكيين المغاربة غير قادرين على استيعاب هذا الكم، ويرفع من نسبة استغلال الطائرات إلى مستويات تتجاوز المسموح". ولفت المتحدث إلى أن الطائرة كانت في طريقها للعودة إلى قاعدة الملك فهد، وباعتبار مهام السرب المغربي المشارك في هده الحرب، فإنه يمكن القول بأن مهمتهم كانت القصف خلال الذهاب، والعمليات الاستخباراتية في رحلة العودة، وغالبا ما تتم هذه العمليات على علو منخفض، والطيارون المغاربة لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال، بخلاف السعوديين". وزاد العضو شارحا بالقول "الطيارون المغاربة عادة ما يتمرنون على مثل هذه العمليات في علو منخفض، سواء في الأطلس أو التضاريس الوعرة لوادي درعة"، مردفا أن السعوديين ليست لديهم جغرافية تخول لهم التعاطي مع الأمر، مع امتلاكهم لطائرات كفؤة في الميدان". وأكمل المصدر تحليله "إن سقوط الطائرة كان ليلا، وهو ما يجعلنا نستبعد فكرة سقوطها بفعل صاروخ معاد، ولكن بنيران مدفعية مضادة للطيران"، مستحضرا ما وقع في صربيا في أواسط التسعينات، حينما استطاعوا بكل سهولة إسقاط أسطورة الطائرة الشبح F117" وفق تعبيره. واسترسل بأنه "في مثل هذه العمليات المسار لا يتغير سواء في الذهاب أو الإياب، فكان الحوثيون يرصدون زمن وصول الطائرات وقصفها، ومتى تعود، فوضعوا مدفعيتهم في طريق عودة الطائرة، وحسبوا الزمن بعد أن قامت برمي حمولتها من القنابل، ثم سقطت في فخهم، مع أنهم لم يرصدوها قط". وبعد أن أشار العضو بأن طائرة تطير في مستوى جد منخفض، تكون هدفا سهلا حتى لبندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف"، أورد أن "منتدى القوات المسلحة يدعم المشاركة المغربية في هذه الحرب، ويدعو بالنصر والتمكين لصقورنا، وأن يحميهم الباري للوطن وأهاليهم".