تمثيل جريمة قتل وراءهَا "شذوذ جنسي" يشدّ الأنفاس في سطات

أعادت عناصر الشرطة القضائية بمدينة برشيد، اليوم الأحد، تمثيل جريمة القتل التي راح ضحيتها أربعيني، متزوج وله أبناء، وينحدر من الحي الحسني بالمدينة نفسها، بعد تعرضه للذبح بواسطة سكين مع الضرب والجرح بحجر على مناطق مختلفة من جسده، يوم الجمعة الماضي، من قبل أحد نديميه خلال جلسة خمرية، بمقبرة سيدي زاكور على مستوى شارع الحسن الثاني بمدينة برشيد.
ومن خلال إعادة تمثيل الجريمة، تبين أن ثلاثة أشخاص ينحدرون من الحي الحسني بمدينة برشيد كانوا مساء يوم الجمعة الماضي يعاقرون الخمر بمقبرة سيدي زاكور بالمدينة ذاتها، إلا أن الضحية البالغ من العمر 44 سنة حاول الاعتداء جنسيا على أحدهم، وهو شاب يبلغ من العمر 24 سنة، مستعملا سكينا من أجل إرغامه على الرضوخ لنزواته الشاذة، إلا أن الشاب نزع منه السكين ووجه له عدة طعنات على مستوى العنق والفخذ والمؤخرة، إلى أن أسقطه أرضا، ثم وجه إليه ضربتين بواسطة حجر على مستوى الوجه، في حين ظل رفيقهما الثالث يراقب الوضع عن كثب، وبعد ما تيقنا من انهيار القوة البدنية للضحية، فرّا وتركاه يصارع الموت.
بعدما كانت العناصر الأمنية بمدينة برشيد تقوم بجولات روتينية على مستوى شارع الحسن الثاني بالقرب من مقبرة سيدي زاكور، لفت انتباهها شخصان مشبوهان يغادران المقبرة المهجورة جريا في اتجاه مجهول، فتم إيقافهما، ليتبن أن أحدهما يحمل بقعا من الدم على ملابسه.
وبعد تفتيش وقائي للفاعل، اكتشفت العناصر الأمنية سكينا ملطخا بالدماء بحوزته، وبعد محاصرته ورفيقه بالأسئلة، أفاد أحدهما بأن آثار الدم ناتجة عن طعن شخص بمقبرة سيدي زاكور، لا يزال هناك بين الحياة والموت.
انتقلت العناصر الأمنية إلى مكان تواجد الضحية، وبعد معاينته تبين أنه يحمل إصابة خطيرة على مستوى العنق، وأخرى بادية على الفخذ والمؤخرة والرأس والجبين، ليتم استدعاء سيارة إسعاف نقلته على وجه الاستعجال إلى مستعجلات مستشفى الرازي ببرشيد، وبعد إخضاعه للإسعافات الأولية أمر الطبيب المداوم بتوجيهه إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، لكنه فارق الحياة فور وصوله إليه، فتم وضع جثته بمستودع الأموات بالمستشفى نفسه، حيث خضعت للتشريح الطبي تحت إشراف النيابة العامة.
بعدما أوقفت العناصر الأمنية المشتبه فيهما، وبعد إشعار نائب وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بسطات بمستجدات النازلة، أمرت سلطة الملاءمة بوضع المشتبه فيهما تحت تدابير الحراسة النظرية، والاستماع إليهما.
وبعد تنقيط كل من الضحية والمتهمين على الناظم الآلي، تبين أنهما من ذوي السوابق العدلية المختلفة في مجال السرقة والاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة.
وبعد استماع عناصر الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي ببرشيد لهما، اعترفا بالمنسوب لهما من تهم، ليتقرر تقديمهما غدا الاثنين أمام أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات، من أجل القتل العمد وعدم التبليغ وعدم تقديم المساعدة والإسعاف لشخص في خطر.