مباشرة بعد الهجمات الانتحارية التي عرفتها العاصمة البلجيكية بروكسل، عاد التساؤل، مرة أخرى، عن الدول الأكثر أمنا للسفر إليها، وهو ما تفاعلت معه وزارة الخارجية البريطانية التي قامت بتحيين معطياتها عن الدول المعرضة لتهديدات إرهابية، وتصنيفها حسب درجة التهديد، حيث وضعت المغرب في خانة الدول التي تواجه "تهديدات مرتفعة"، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضا للتهديدات الإرهابية. ويظهر من خلال تقييم الخارجية البريطانية التي تقدم نصائح لمواطنيها الراغبين في السفر، أن التهديدات الإرهابية باتت مرتفعة حتى داخل الدول الأوروبية، ذلك أن فرنسا باتت في المركز 13 كأكثر الدول المهددة بالإرهاب، خصوصا بعد أحداث باريس من العام الماضي، تليها ألمانيا في المركز 14 على الصعيد العالمي. أما بلجيكا التي شهدت عمليات انتحارية بداية الأسبوع الحالي، فأصبحت سادس دول العالم المهددة بالهجمات الإرهابية. معطيات وزارة الخارجية البريطانية كشفت أن الجارة الشرقية الجزائر هي ثاني دول العالم من حيث درجة تعرضها للتهديدات الإرهابية، خصوصا بعد الهجمات المسلحة التي تعرضت لها في الأيام القليلة الماضية. أما تونس، والتي تعاني هي الأخرى من هجمات إرهابية متفرقة ضربت مختلف مناطقها، فقد تم تصنيفها في خانة الدول المعرضة للتهديدات الإرهابية بشكل كبير. ويظهر من خلال اللائحة التي وضعتها الخارجية البريطانية أن التهديدات الإرهابية لم تعد حكرا على بلد دون غيره، حيث وضعت حتى أستراليا في مقدمة الدول المهددة بالإرهاب، كما ضمت اللائحة دولا آسيوية؛ مثل إندونيسيا وماليزيا وروسيا، بالإضافة إلى دول من أمريكا اللاتينية؛ كما هو الحال بالنسبة لكولومبيا. دول الشرق الأوسط كانت حاضرة بقوة في قائمة الدول التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة؛ كما هو الحال بالنسبة لمصر التي تم وضعها في المركز 11 على الصعيد العالمي، وذلك بالنظر إلى العمليات المتكررة الذي تعرفها منطقة سيناء، كما تم وضع الأردن والبحرين والسعودية والإمارات في هذه القائمة. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الخارجية البريطانية بوضع قائمة للدول التي تعرف تهديدات إرهابية مرتفعة، حيث تقوم، بين الحين والآخر، بتحيين معطياتها الخاصة حول التهديدات الإرهابية لتنبيه مواطنيها الراغبين في السفر.