كشفت مصادر بوزارة الحج والعمرة السعودية عن أن الوزارة لم تقدم أي تنازلات للإيرانيين فيما يخص ترتيبات الحج والعمرة، التي تطبقها المملكة على كل بعثات الحج القادمة لأداء الفريضة من خارج المملكة، وذلك حفاظا على أمن وسلامة الحجاج. وأشارت المصادر، في تصريحات خاصة لصحيفة "الوطن" السعودية، إلى أن الاجتماع مع بعثة الحج الإيرانية يأتي لمناقشة تلك الترتيبات مع وزير الحج والعمرة، والتوقيع النهائي على محضر الحج. وأكدت المصادر أن الإيرانيين رفضوا مسبقا التوقيع على محضر ترتيبات الحج، الذي يناقش آلية قدوم وسكن وتنقلات الحجاج، منذ إصدار تأشيراتهم وحتى عودتهم إلى بلدهم، ومتابعة سكنهم وتنقلاتهم، وسط ضوابط وشروط صارمة فيما يتعلق بسلامة وأمن الحجاج، وتحييد شعيرة الحج عن أي شعارات سياسية أو مذهبية. وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية أوضحت سابقا أن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، رفض التوقيع على محضر ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج الإيرانيين لمناسك هذا العام، معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، مبديا إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في منح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، إضافة إلى إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، ما يعد مخالفة للمعمول به دوليا. وذكرت الوزارة، في بيانها، أن المسؤول الإيراني أصر على ضرورة تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة مراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي وفق السلطات السعودية. رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، ذكر في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" أن إيران قدمت للسعودية أربعة مقترحات حول موسم الحج المقبل، بهدف الحفاظ على أمن الحجاج الإيرانيين، لكن الرياض لم ترد بعد على هذه المقترحات التي تمثلت في الاستفادة من أسطول الملاحة الجوية الإيرانية ومن الخدمات القنصلية، وطريقة إصدار تأشيرات الزيارة، وربطت بعثة الحج الإيرانية مشاركة الإيرانيين في أداء فريضة الحج لهذا العام بموافقة السعودية على المقترحات الأربعة.