بعد وفاة أمينها العام السابق، تعد جبهة البوليساريو لمرحلة ما بعد عبد العزيز، من خلال التحضير للمؤتمر الاستثنائي الذي تختلف وجهات النظر بشأنه بين من يعتبره محطة للتغيير ومن يرى فيه تكريسا للوضع القائم. الإعلان عن المؤتمر الاستثنائي جرى أمس الأحد من طرف الأمين العام الجديد لجبهة البوليساريو خطري أدوه الذي كشف عن أعضاء اللجنة التحضيرية. وتضمنت القائمة أكثر من 80 قياديا وقيادية ستوكل لهم مهام الإعداد لهذا المؤتمر الاستثنائي لإيجاد خليفة لعبد العزيز الذي دامت قيادته للجبهة سنوات طوال تكرست من خلال المؤتمرات الدورية. وسيترأس اللجنة التحضيرية القيادي في الجبهة إبراهيم غالي، وتضم في عضويتها قياديين بارزين من أمثال البشير مصطفى السيد، وعبد الله لحبيب، ومحمد الأمين البوهالي، وكذا الطالب عدي ديه، وإبراهيم محمد محمود، ومحمد الولي أعكيك، إلى جانب عدد من القيادات الأخرى. حمادة البيهي، أحد العائدين من مخيمات تندوف، اعتبر أن وفاة محمد عبد العزيز تعد حدثا إنسانيا أكثر منه سياسيا، مشددا على أن شيئا لن يتغير في قضية الصحراء مادامت الجزائر هي الآمر والناهي في المخيمات، خصوصا وأنها كانت تستعد لمرحلة ما بعد عبد العزيز. وقال البيهي، في تصريح لهسبريس، إن الجارة الشرقية حريصة على تقرير مسألة الأمين العام في الجبهة، مطالبا الصحراويين باختيار شخص مهْما كان الاختلاف حول أفكاره، إلا أن يكون أداة في يد الجزائر، على الرغم من أن المؤتمر الرابع عشر، الذي جرى نهاية العام الماضي، كان محطة لتهيئة مرحلة ما بعد عبد العزيز، خاصة مع تنحي محمد الأمين ولد البوهالي عن وزارة الدفاع، وتكليفه بالشق المدني المتعلق بإعادة الإعمار. وذكر المتحدث ذاته أن جبهة البوليساريو ألغت "أمانة الفروع"، وعوضتها بهيئة المكتب السياسي، وأسندت رئاسته إلى إبراهيم غالي بعضوية 9 من أعضاء الأمانة الوطنية، لعل أبرزهم أصحاب مناصب الدفاع والخارجية والداخلية ومنسق الجبهة مع بعثة الأممالمتحدة، وأضحت هذه الهيئة تتخذ عددا من القرارات. ويرى حمادة البيهي أن على جميع الصحراويين أن يدفنوا "الخطابات الرنانة" لأن الواقع تغير وأصبحوا أمام خيارين؛ الانخراط الجدي في مقترح المغرب القاضي بمنح الحكم الذاتي، أو الاستمرار في ما يسمى "أبدية المنفى"، مشددا على أن "كل ما تعيشه المخيمات لا يعدو أن يكون حكما ذاتيا جزائريا بئيسا تقوم فيه الجبهة بدور تسيير هذه المخيمات"، على حد تعبيره.