تناولت صحف أوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء جملة من المواضيع كان من ضمنها على الخصوص موضوع القمة الأوروبية التي تنطلق اليوم الثلاثاء ببروكسل ، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على اثر نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجرته ، والاضطرابات داخل الحزب العمالي البريطاني المعارض ، والوضع بالمشهد السياسي الاسباني بعد الانتخابات التشريعية. ففي بلجيكا ، اهتمت الصحافة بالقمة الأوروبية التي تنطلق اليوم الثلاثاء ببروكسل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكتبت صحيفة (لوسوار) أن قادة الاتحاد الأوروبي سيحاولون استخلاص العبر وخاصة اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد الاستفتاء البريطاني ، مشيرة إلى أنه وأمام الجدل الذي لازال قائما في لندن ، فإن شركاء المملكة المتحدة سيطالبون رئيس الوزراء البريطاني قبل كل شيء بتقديم توضيحات. وتحت عنوان " الاتحاد يريد أن يغلق على الفور ملف بريكزيت "، أكدت صحيفة (لاليبر بلجيك) أنه ومنذ انتصار مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يتوقف القادة الأوروبيون على حث بريطانيا على توضيح مواقفها. أما صحيفة (لاديرنيير أور) فاعتبرت من جانبها أن فكرة يتم تداولها مفادها تمكين لندن من عدم تقديم طلب الانسحاب من الاتحاد ، مشيرة إلى أن الأمر سيتطلب انتخابات سابقة لأوانها وانطلاق النقاش مرة أخرى حول انتماء بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن بريطانيا لم تضع بعد قدمها خارج الاتحاد. وفي سويسرا ، تساءلت (لا تريبون دو جنيف) في هذا الإطار عن أي نموذج لأوروبا تسعى برلين وباريس وروما بنائه بعد خروج بريطانيا "سوى اتحاد أوروبي يستطيع الاستمرار ". وأكد كاتب العمود في الصحيفة أن هذه البلدان الأوروبية الثلاث هي التي ستقود من الآن فصاعدا الاتحاد مشيرا إلى أن هذه البلدان تسعى إلى إعطاء دفعة جديدة للمشروع الأوروبي. من جانبها ، ذكرت صحيفة (24 أور) أن الوقت لا يسمح بالثورة كما أكدت على ذلك أنغيلا ميركل أمام الصحافة وعيا منها بالحذر الذي ينتشر في صفوف الأوروبيين اتجاه المؤسسات الأوروبية. واعتبرت أن ميركل تسعى داخل التحالف الحاكم في برلين إلى تهدئة مطالب وزير الخارجية الألماني والفرنسي بضرورة تحقيق خطوات جديدة في اتجاه وحدة سياسية بين بلدان الاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (لوطون) فقد أكدت على أن الرد على الوضع الحالي في أوروبا قد يأتي من خلال التأكيد على الأمن الجماعي الذي من شأنه طمأنة الشعوب ويشكل أرضية للوفاق بين بلدان الاتحاد . وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها ببحث التداعيات السياسية والاقتصادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والضغوطات الممارسة عليها . فاعتبرت صحيفة (مانهايمر مورغن ) ،أن دعوة العديد من ساسة الاتحاد الأوروبي للمملكة المتحدة إلى الإسراع في تنفيذ إجراءات الخروج "دعوة خاطئة " لأنها تضع لندن تحت ضغوط لتنفيذ المادة 50 من معاهدة لشبونة لعملية الخروج إلا أنها غير قادرة حاليا على اتخاذ الخطوات اللازمة لذلك. من جهتها أشارت صحيفة ( زودفيست بريسه) ، إلى الركود الذي عم أسواق الأسهم وتوقعات النمو المتشائمة على خلفية قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي معربة عن اعتقادها أن مطالبة لندن بالإسراع بالخروج جاء بهدف خلق الثقة بين المستثمرين والشركات ، إلا أن هذه القضية بينت أن الاتحاد الأوروبي انقسم مرة أخرى بعد أن كان بمثابة نادي للنقاش والحوار . ولاحظت الصحيفة أن موقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، التي أكدت تفهمها حاجة بريطانيا للوقت لتقديم طلب خروجها من الاتحاد بشكل رسمي وفي نفس الوقت حذرت من أي مماطلة خلال المفاوضات المتعلقة بهذا الخروج ، موقف مألوف لكنه كان هذه المرة " خطأ جوهريا ". أما صحيفة (لودفيغسبورغر كرايتسايتونغ ) ، فترى أن أوروبا في حاجة إلى أن تستمر بريطانيا كشريك تجاري وحليف في السياسة الخارجية والأمن مشيرة إلى أن حجم الصادرات الألمانية إلى المملكة المتحدة مهم جدا . وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على تصويت البريطانيين الاسبوع الفارط لفائدة خروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) انه بين بريطانيا التي تشهد حالة من الفوضى، واتحاد اوروبي متردد بين موقف متشدد يتمثل في خروج فوري تعتمده المانياوفرنسا وايطاليا بعد قمة مصغرة الاثنين ببرلين ،وموقف متفهم يترك مزيدا من الوقت، يبدو ان الخروج الفعلي للندن لازال بعيدا. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان بريطانيا وحدها القادرة على تفعيل بند الانسحاب وان رئيس الوزراء دافيد كامرون يرفض تحمل هذه المسؤولية. واضافت الصحيفة ان لندن ترغب في التفاوض بشأن علاقاتها المستقلبية مع أوروبا مخافة شل المؤسسات لسنوات، مشيرة الى ان الاتحاد الاوروبي لازال قائما على 28 بلدا خاصة وان البرلمان السكوتلاندي يهدد بوقف خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى القمة التي عقدت بعد ازمة الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي التي عقدت امس الاثنين بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رونزي، مبرزة ان القادة الثلاثة حاولا الحفاظ على وحدة هشة لأوروبا وفي هولندا اهتمت الصحف بالنقاش الجاري في الغرفة الثانية من البرلمان على إثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . فكتبت صحيفة (دي فولكسكرانت) أن قائدي حزبي ، العمال ديدريك سامسوم والديمقراطي66 ألكسندر بيختولد أعربا عن معارضتها لفكرة حزب الحرية (أقصى اليمين) لإجراء استفتاء على انسحاب هولندا من الاتحاد الأوروبي كما فعلت المملكة المتحدة ، بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في 2017. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لزعيم العمال ، فإن الاستفتاء المحتمل إجراؤه حول خروج المملكة الهولندية من الاتحاد الأوروبي ، سيسفر عن حالة اضطراب اقتصادي في البلاد ، في حين رفض بيختولد هو الآخر "استفتاء فيلدرز"، الذي اعتبره لا يقدم أي بديل للاتحاد الأوروبي ، مشيرة الى أن الزعيم الشعبوي خيرت فيلدرز قد تعهد أن يدرج في جدول الأعمال استشارة شعبية بهذا الخصوص. من جهتها كتبت صحيفة (إين إير سي) أن نتائج استطلاع رأي أجراه معهد "موريس دي هوند " في عطلة نهاية الأسبوع ، كشفت أن 50 في المائة من الهولنديين ضد تنظيم استفتاء على الخروج أو البقاء في الاتحاد الأوروبي ، في حين أن 47 في المائة منهم أعربوا عن تأييده للاقتراح ، مشيرة إلى أن النقاش أمس الاثنين في الغرفة الثانية على تداعيات الخروج كانت صاخبة. وقالت الصحيفة ، إن الأحزاب الممثلة في البرلمان تدعم اتخاذ إجراءات سريعة من أجل معالجة الملفات التي تربط الاتحاد الأوروبي ببريطانيا ، لكنها حذرت من أي " عمل متسرع "، مضيفة أن الخروج تسبب يوم الاثنين في خسائر فادحة في أسواق الأسهم في أوروبا ، بما في ذلك أمستردام ، حيث أغلق مؤشر بورصة أمستردام بتراجع بنسبة 3 في المائة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالاضطرابات داخل الحزب العمالي البريطاني المعارض ، وبالمرشحين لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورد فعل السوق على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. صحيفة (تايمز) أشارت إلى موجة من الانشقاقات لقيادة الحزب العمالي البريطاني ، والضغوط المتزايدة على زعيمه جيريمي كوربين ، المتهم من قبل أعضاء من ديوانه بتحمل جزء من مسئولية فوز أنصار "المغادرة " في الاستفتاء الذي أجري في البلاد على عضوية الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة ، أن كوربين ، الذي يستبعد ترك منصبه ، أكد أن أي تغييرات يجب أن تتم على اثر تصويت ديمقراطي وأن يكون هو مرشحا لمثل هذا التصويت مشيرة إلى أن العديد من أعضاء "حكومة الظل " قدموا استقالتهم احتجاجا على زعيمهم. من جانبها ذكرت صحيفة (الغارديان ) أن السيدة تيريزا ماي وزير الداخلية الحالية تبدو المرشح المفضل لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي أعلن يوم الجمعة الماضي استقالته في شهر أكتوبر القادم عقب انتصار المتشككين في أوروبا في استفتاء الخميس الماضي. وبالمقابل ، عبرت (ديلي إكسبريس ) عن اعتقادها أن بوريس جونسون ، عمدة لندن السابق ومتزعم معسكر الداعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، مازال المرشح المفضل للمحافظين لخلافة كاميرون بفضل شخصيته الكاريزمية وشعبيتة . بالنسبة لصحيفة (ديلي تلغراف) فأبرزت الدعوة التي وجهها وزير الصحة البريطانية جيريمي هانت لتنظيم استفتاء ثان على عضوية الاتحاد الأوروبي إذا سمحت بروكسللبريطانيا بالتحكم بشكل كامل على حدودها. أما صحيفة (فاينانشال تايمز)، فقد عادت إلى مداخلة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان لتهدئة مخاوف المستثمرين ، مؤكدا أن اقتصاد بلاده قوي بما فيه الكفاية لمواجهة تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي . وفي إسبانيا ، واصلت الصحف اهتمامها بمستجدات المشهد السياسي في هذا البلد الإيبيري بعد الانتخابات العامة التي جرت أول أمس الأحد وفاز فيها الحزب الشعبي. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو) أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها ، ماريانو راخوي، دعا الأحزاب الأخرى إلى التحلي بروح المسؤولية والبدء في مفاوضات بهدف التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة وإخراج إسبانيا من الجمود السياسي. من جهتها ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي مد يده للحزب الاشتراكي وسيوددانس لتشكيل حكومة مستقرة، مشيرا إلى أن زعيم حزب المحافظين يعتقد أن انتخابات أول أمس الأحد أظهرت أن الحزبين لا زالا يهيمنان على المشهد السياسي في إسبانيا ، رغم الاختراق الذي حققه راديكاليو بوديموس. أما صحيفة (لا راثون) فأوردت تصريحات المتحدث باسم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ، أنطونيو هيرناندو، الذي أكد أن حزبه لا يعتزم دعم تنصيب حكومة يرأسها ماريانو راخوي، داعيا الحزب الشعبي للتفاوض مع الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومة. وفي سياق متصل قالت صحيفة (إلباييس) إن عددا من القادة الإقليميين للحزب الاشتراكي أكدوا أن على الحزب الشعبي تحمل مسؤولية تشكيل الحكومة المقبلة ، مشيرة إلى أن اللجنة الاتحادية للحزب ستجتمع يوم تاسع يوليوز المقبل لاتخاذ قرار بشأن دعم حكومة يقودها الحزب الشعبي.