تراهن سويسرا خلال حضورها مؤتمر المناخ الدولي "كوب 22" على فئة الشباب بشكل رئيسي، من خلال رواق خاص بالشباب كتعبير عن التزام البلد بالتحديات البيئة وعلاقتها بسكان العالم بشكل عام، وبالشباب بشكل خاص. ماسيمو باجي، سفير سويسرا المعتمد لدى المغرب، وخلال لقاء عُقد مساء أمس الخميس بمحل إقامته بالرباط، عرَّف بالمجهودات التي قامت بها بلاده لمواجهة التغيرات المناخية، "من خلال سياسة فعالة ومسؤولة وتشاركية للمحافظة على البيئة من كل التغيرات المناخية"، بتعبيره. وفضلا عن "رواق الشباب"، الذي جاء بمبادرة سويسرية وبتنسيق مع مؤسسة محمد السادس للحفاظ على البيئة، ووزارة التربية الوطنية وبعض المدارس، يضيف باجي أن "مؤتمر الأطراف يهمنا جميعا، وقمنا بمجهودات عدة لإنجاحه، خاصة من خلال التكوينات التي نظمناها في هذا الصدد، كما قمنا بدعم مبادرات عدة ساعية إلى الحفاظ على البيئة في بلدان شمال إفريقيا وبعض دول جنوب الصحراء". من جانبه أوضح بنجامين فراي، المكلف بالتنسيق الخارجي للسفارة السويسرية بالرباط، أن "رواق الشباب"، الذي تبلغ مساحته 300 متر مربع، سيتواجد بالمنطقة الخضراء المفتوحة للعموم، وسيكون فضاء للشباب المهتم بالتحديات البيئية قصد تبادل الأفكار والتجارب، ومناسبة للتعبير عن تصورات الشباب لمستقبل مناخ الكرة الأرضية، وسيضم العديد من الورشات والأنشطة الشبابية التي تدخل في الإطار نفسه. وزاد المتحدث ذاته أن فئة الشباب هي المستهدف الأول من مثل هذه التظاهرات البيئة الكبرى، مبرزا أن بلاده سعت إلى دعم العديد من المبادرات الشبابية البيئية، خاصة ببلدان إفريقية ناطقة باللغة الفرنسية. إدريس اليزمي، رئيس قطب المجتمع المدني خلال مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 22"، ثمن المبادرة السويسرية، معتبرا أن إشكالية الشباب من بين الإشكاليات الست التي سيهتم بها فضاء المجتمع المدني خلال القمة. وأضاف المسؤول ذاته أن 50 بالمائة من المغاربة أعمارهم تقل عن 25 سنة، و70 بالمائة تقل أعمارهم عن 30 سنة، وبالتالي ستكون فرصة لإدماج هذه الفئة، "فلا يمكن الحديث عن مواجهة التحديات البيئية بالمغرب دون إشراك الشباب المغربي" يقول اليزمي. وكشفت السفارة السويسرية، خلال اللقاء ذاته، عن مجسم مصغر ل "رواق الشباب"، وتوجت بعض طلبة المدارس المعمارية الذين ساهموا في المبادرة التي أخرجته إلى حيز الوجود.