اختتمت بمدينة تنغير فعاليات الدورة الأولى من المنتدى الدولي لمضايق العالم، المنظم من طرف الجماعة الترابية تودغى العليا وبلدية تنغير، بشراكة مع مؤسسة ازوغران تودغى، وبتنسيق مع عمالة إقليم تنغير، ودعم من الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بدرعة تافيلالت والمجلس الإقليمي لتنغير وجهة درعة تافيلالت وجماعة تودغى السفلى. المنتدى حضره ثلة من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين وعدد من الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والمدنيين، وكان فرصة لمناقشة عشرة مواضيع مختلفة مرتبطة بالخصوصية التي تميز منطقة تودغى خاصة، وإقليم تنغير عامة، منها "مضايق تودغى كموقع سياحي ايكولوجي"، و"الواحة كمورد فلاحي معيشي"، و"الماء والبيئة كخصوصيات طبيعية"، و"القصور والقصبات كموروث ثقافي ومعماري"، و"المعادن كمواد باطنية"، وهي المواضيع التي تشكل رافعة للتنمية السوسيو اقتصادية. وأكد المنظمون أن فكرة تنظيم النسخة الأولى من المنتدى الدولي لمضايق العالم انبثقت في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها بلادنا من خلال عدد من المشاريع الترابية التي تروم خلق تنمية مستدامة، مشددين على أن هذه المبادرة تأتي كمشروع ترابي متجدد يتضمن رؤية شمولية لمختلف مكونات وأبعاد المجال الترابي، ويأخذ بعين الاعتبار استدامته في السياقين الزمني والمجالي. كما أن هذا اللقاء الذي أسدل الستار على أولى دوراته، بحسب المنظمين دائما، كان فرصة لتعزيز دور سفراء الجالية المقيمة بالخارج، لتكون عاملا محفزا لتثمين وتأصيل مثل هذه المجالات، لكون مغاربة العالم يعتبرون سفراء في بلاد المهجر، ومنهم من تألق كنخبة في السياسة والاقتصاد والفن والرياضة، مؤكدين أن هذه الفئة تشكل بالنسبة للمغرب عامة، وتنغير خاصة، رأسمالا بشريا ومجاليا وجبت تعبئته من أجل تنشيط مناخ الاستثمار وبناء مشاريع التنمية الترابية التي تعود بالمنفعة على المنطقة. عمر عباس، رئيس المجلس الجماعي لتنغير، أوضح أن مساهمة المجلس الجماعي الذي يدير شؤونه في هذه التظاهرة جاءت لإيمانه الراسخ بدعم مختلف المبادرات التي تعرض عليه من الفاعلين بالمنطقة والجماعات الترابية الأخرى ومد يد التعاون بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن هذه المساهمة تأتي في أفق إقرار قواعد ومستلزمات ملتقى كبير خاص بالمنطقة، تمخضت معالمه في هذه الدورة الأولى للمنتدى الدولي لمضايق العالم. وذكر المسؤول الجماعي لتنغير أن باب الجماعة مفتوح أمام حاملي المشاريع والمقترحات الجادة التي تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة، موضحا أن على الجميع العمل من أجل جعل المنطقة تتبوأ المكانة التي تستحقها إلى جانب المناطق التي تعرف تقدما في التنمية الاقتصادية والفلاحية والاجتماعية بالمغرب. يذكر أن هذا المنتدى عرف بالموازاة مع الأيام الدراسية المنظمة بمركب تماسينت، تنظيم المعرض الوطني للصناعة التقليدية الذي شارك فيه سبعون عارضا وعارضة، وتم تنشيطه من قبل ابن مدينة تنغير اسماعيل ماشيشي، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية في فن تسلق الجبال، وسباق الواحة للدراجات الهوائية، وماراثون الواحة بمشاركة عدائين وطنيين وجهويين. وفي حفل الختام، تم توزيع عدد من الجوائز التقديرية على مجموعة من الفعاليات الرياضية والجمعوية التي شاركت في مختلف الأنشطة التي نظمت على هامش هذا المنتدى، الذي تسعى الجهة المنظمة إلى جعله محطة أساسية لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية.