لم تحضر مليكة مزان، اليوم الثلاثاء، في الجلسة الثالثة من محاكمتها بالمحكمة الابتدائية بالرباط، بسبب وضعها الصحي، حيث توصلت الهيئة القضائية بالمحكمة بإفادة من لدن المؤسسة السجنية بسلا عبارة عن شهادة طبية خاصة بها. وقرّرت الهيئة القضائية بالمحكمة تأخير الملف إلى غاية الجمعة 6 أكتوبر الجاري، فيما أكدت هيئة دفاعها على مطلبها القاضي بتمتيعها بالسراح المؤقت نظراً لتدهور وضعها الصحي منذ اعتقالها الشهر الماضي. وقال المحامي محمد ألمو إن النيابة العامة أدلت، اليوم خلال الجلسة الثالثة، بإفادة من إدارة سجن سلا تفيد بتعذر إحضار مليكة مزان إلى المحكمة نظراً لظروفها الصحية. وتتابع مليكة مزان في حالة اعتقال بسجن الزاكي بسلا بتهم "التهديد بارتكاب جناية ضد أشخاص والتمييز"، بسبب نشرها "فيديو" تتوعد فيه العرب بالذبح دعماً للأكراد. وأشار ألمو، في تصريح لهسبريس، إلى أن الدفاع تقدم بملتمس السراح المؤقت للشاعرة الأمازيغية مليكة مزان للمرة الثالثة، وأوضح أن تعذر إحضارها إلى المحكمة يؤكد جدية طلب السراح المؤقت. وأضاف ألمو قائلاً: "المحكمة يجب أن تراعي الجانب الإنساني فوق فلسفة العقاب، وأرى أن الوضع الصحي لمليكة يشفع لها أن تكون في حالة سراح"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يؤكد “تداعيات الاعتقال الاحتياطي، لأن الشخص المحكوم على الأقل يكون مقتنعاً ولديه قابلية لتقبل العقوبة". وتعتزم هيئة الدفاع، حسب المحامي محمد ألمو، القيام بزيارة إلى سجن الزاكي بسلا لملاقاة مليكة مزان للوقوف على وضعها الصحي. وأشار المحامي إلى أن الدفاع مد المحكمة بملف إداري خاص بمزان يفيد بأنها معفية منذ مدة طويلة من مزاولة مهام التدريس بسبب وضعها الصحي. وجرى اعتقال مزان الأحد 17 شتنبر المنصرم بعد أن نشرت "فيديو" في صفحتها على "فيسبوك"، هددت فيه ب"العنف في حق العرب في شمال إفريقيا في حال لم يتمكن الأكراد من تأسيس دولتهم بعد الاستفتاء المرتقب". وتُقدم مليكة مزان نفسها كشاعرة أمازيغية علمانية وصديقة كبيرة للشعب الكردي، وكثيراً ما خلقت الجدل بمواقفها الجريئة بسبب دفاعها عن الأمازيغية في المغرب، كما تتابع بشكل كبير مستجدات إقليم كردستان الساعي إلى الاستقلال عن العراق. وتضمن "الفيديو"، الذي بثته مزان بتقنية المباشر على "فيسبوك"، تهديداً لعرب العراق قائلة: "إذا ما واصلتم رفضكم لقيام الدولة الكردية، كونوا على يقين بأننا الشعوب الأصلية في شمال إفريقيا سنقوم بطرد العرب ليعودوا إلى أرضهم من حيث أتوا". وكانت مليكة مزان تشتغل أستاذة للفلسفة، وتحظى بمتابعة كبيرة على موقع "فيسبوك"، وتنشر من حين إلى آخر قصائد بالعربية، وتدافع عن القضيتين الأمازيغية والكردية بشراسة. وتقطن لوحدها في الرباط منذ حوالي عشر سنين، بعد طلاقها من زوجها السابق.