عاش حي كاسباراطا بمدينة طنجة صبيحة الجمعة 2 شتنبر على إيقاع احتجاجات قادها مجموعة من شباب الحي بعدما حاولت السلطات ومنذ الصباح الباكر منع إقامة صلاة الجمعة بمسجد الأزهر الذي يعتبر من أقدم المساجد بالمنطقة والمتنفس الوحيد لحي كبير يمتد على مساحة جغرافية واسعة وبكثافة سكانية كبيرة. المسجد الذي سبق إغلاقه لمدة تزيد عن العامين أثار جدلا واسعا مع دخول شهر رمضان إذ أصرت الساكنة على إقامة صلاتي التراويح والتهجد به رغم التحذيرات التي تلقوها من السلطات التي هددتهم باقتحام المسجد ومنع الصلاة به بالقوة، الشيء الذي رفضه السكان واضعين السلطات أمام الأمر الواقع ودأبوا على الصلاة فيه طيلة شهر رمضان مطالبين التعجيل بحل مشكلهم مستبعدين مسألة القبول بالعيش دون مسجد. الجديد في الموضوع أن وزارة الأوقاف عبر مندوبها مستعينة بالسلطات المحلية وبحضور رئيس الدائرة الأمنية وقائد المنطقة وسيارتي أمن ،حاولت فرض الأمر الواقع مجددا ومنع الصلاة داخل المسجد بدعوى كونه مهددا بالانهيار وأن سلامة المواطنين معرضة للخطر داخله، ما تم رفضه بشكل قاطع من طرف المصلين رجالا ونساء ودخلوا في مشادات مع مندوب الأوقاف وحملوه ووزارته مسؤولية ما قد يحدث، مذكرينه بلقاءات سابقة كانت قد جمعته بممثلين عن الحي ،الاجتماعات التي كان يغدق فيها الوعود دون تحقيق أي منها. المصلون وبعد أداء الصلاة ودخولهم عنوة إلى المسجد نفذوا وقفة احتجاجية نددوا فيها بما أسموه سياسة غلق المساجد دون مبرر،رافضين فكرة غياب الميزانية "فلوس شاكيرا وفرتوهم وفلوس المسجد غبرتوهم ". الوقفة التي دامت لأزيد من نصف ساعة لم تختم إلا بعد انسحاب جميع قوى الأمن وقائد المنطقة وكذا مندوب الأوقاف وذلك تخوفا من مصادرتهم لمفاتيح المسجد حسب إفادات بعض الساكنة، كما أكد ذلك لهسبريس المكلف بالمفاتيح حيث صرح بتعرضه لضغوطات كبيرة من طرف أعوان السلطة قصد إجباره على تسليمهم اياها . هذا وكانت نظارة الأوقاف قد طالبت الساكنة بتوفير 500 مليون سنتيم و تسليمها للنظارة لمباشرة الإصلاحات، ما اعتبرته الساكنة استخفافا بهم و بمشاكلهم مؤكدين أن تضرر المسجد ليس بالشكل الذي تصوره مصلحة الأوقاف مطالبين ببدء الإصلاحات دون غلق المسجد على اعتبار أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ترميمات بسيطة ولا تحتاج لوقت طويل.