رغم أن الأمر يتعلق بمحطة كروية محضة بعيدة كل البعد عما هو سياسي، فإن قضية الصحراء المغربية كانت دافعاً لتصويت عدد من الدول المعادية للوحدة الترابية للمملكة لصالح الملف الأمريكي المشترك أمام نظيره المغربي. مسؤول إفريقي رفيع المستوى، شاركت بلاده في المؤتمر ال68 للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي أقيم اليوم الأربعاء بموسكو، أكد في تصريحات لمواقع نيجيرية أن عددا من الدول الإفريقية صوتت ضد الملف المغربي بناء على موقفها من نزاع الصحراء مع جبهة البوليساريو. وأظهرت نتائج التصويت الموجودة على موقع "الفيفا" الرسمي أن عدداً من الدول الإفريقية المتعاطفة أو الداعمة لأطروحة التنظيم الانفصالي صوتت عقاباً ضد المغرب، وعلى رأسها كل من جنوب إفريقيا، وزمبابوي، وموزنبيق، وليبيريا، والبينين، ثم ناميبيا. وكشفت مصادر إعلامية دولية أن "الصراع حول الصحراء، الذي بات مشكلاً إقليمياً دولياً، سيكون عاملاً سلبياً أمام الملف المغربي، لأن كثيرا من الدول اتخذته محفزاً للتصويت لصالح الملف الأمريكي بذريعة عدم حسم الأممالمتحدة في هذا النزاع". وكالة "أسوشييت برس" الأمريكية، ساعات قبل انطلاق عملية التصويت، استغلت بدورها قضية الصحراء لتؤكد أن عددا من المنظمات الحقوقية الدولية تحث الاتحادات الكروية على عدم التصويت لصالح المغرب بسبب النزاع القائم بين الرباط وجبهة البوليساريو. وأوردت الوكالة العالمية أن رسائل احتجاج تقاطرت على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، تُحذره من منح المغرب شرف تنظيم المونديال لسنة 2026 "لأنه يخرق القانون الدولي". وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن اتحاد كرة القدم في ناميبيا، الذي صوت ضد المغرب، صرح سابقاً بأن الحكومة الناميبية "لن تدعم أبداً أحد المحتلين بسبب تقرير المصير في منطقة الصحراء". وقال مباسي هينغورا، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد كرة القدم بناميبيا: "نظرا للعلاقة المتوترة بين المغرب وناميبيا، سيكون من العار علينا أن نصوت لصالح استضافة المغرب لكأس العالم"، مورداً أن وقوف بلاده بجانب أمريكا في هذه المحطة ستكون له ثمار إيجابية لناميبيا. مقابل هذه المواقف السياسية الانتقامية، فاجأت الجزائر المغاربة بتصويتها لصالح "موروكو 2026"، رغم أن الجار الشرقي يحتضن ويدعم علنية جبهة البوليساريو الانفصالية. وصرح خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري: "بالفعل، صوتنا للملف المغربي، لكنني أرى أن الأموال الضخمة التي حملها الملف الثلاثي الأمريكي حسمت بشكل كبير في اختيار باقي الاتحادات"؛ وهو الموقف الذي أثار إعجاب المغاربة، لاسيما أن عددا من الدول العربية والإفريقية اختارت الانصياع لتهديدات دونالد ترامب. وكان الملف المشترك بين أمريكا وكندا والمكسيك فاز بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2026 أمام الملف المغربي الذي فشل للمرة الخامسة في تحقيق حلم استضافة العرس العالمي (1994 و1998 و2006 و2010 و2026).