كثيرا ما يُطرح إشكال البحث العلمي بالجامعات المغربية، خاصة مع ضعف الميزانية المرصودة له؛ ما يدفع إلى ضرورة تكثيف الجهود للنهوض بهذا الجانب. وفي هذا الإطار، نبه الحبيب العزوزي، رئيس الائتلاف المغربي للأساتذة الباحثين الشباب، إلى تراجع أعداد الأساتذة الباحثين نظرا للإحالة على التقاعد التي ستصل ذروتها ما بين 2020 و2030؛ إذ ستعرف هذه الفترة تقاعد ما بين 1000 و7000 أستاذة أستاذ باحث. وأوضح العزوزي أن عدد الأساتذة الباحثين بالمغرب يبلغ في الوقت الحالي 13.400 أستاذ، موضحا أن مؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات تعرف تزايدا مستمرا لعدد الطلبة البالغ تقريبا 900.000 طالب، فيما عدد المقاعد البيداغوجية يصل إلى 520.000 مقعد. وأشار المتحدث إلى أن البحث العلمي الذي يعد قاطرة التنمية في جميع البلدان مرتبط أساسا بالجامعة ومؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات، "التي تعتبر قبل كل شيء فضاء للتعليم والبحث والتفكير والابتكار". وأبرز العزوزي أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات، ومن خلال فرق ومختبرات ومراكز بحث تناهز 1300، استطاعت أن تنتج ما يناهز 17.500 بحث. مشيرا إلى أن "وظيفة الأستاذ الباحث لا تنحصر في التدريس والتأطير، بل وإنتاج الأفكار وإبداء الرأي في المشروع المجتمعي الذي نريد". رئيس الائتلاف المغربي للأساتذة الباحثين شدد على أن "مستقبل الإنسانية مرتبط أساسا بجودة التكوين الذي يكون الهدف الأساسي منه هو الإنسان وخدمة الإنسانية من خلال البحث العلمي في شتى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". وتابع المتحدث قائلا: "من داخل الائتلاف المغربي للأساتذة الباحثين نسعى إلى مواكبة الدينامية التي تشهدها المملكة المغربية على مستوى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، التي تتطلب مشاركة الباحثين، والخبراء، والسياسيين، والمختصين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئة، بهدف استكمال تفعيل ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة، والاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى الجامعات ومؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعات، وممثلي الإدارات المركزية على مستوى الجهات ليواكبوا تنزيل هذا الورش".