باهتمامٍ كبير تناقلتْ الأوساط السياسية الإسرائيلية فحْوى الرسالة الملكية إلى المشاركين في مائدة مستديرة في مقر الأممالمتحدة بشأن "قوة التعليم لمنع العنصرية والتمييز: الحالة معاداة السامية"، ذهبَ إلى حدّ ترحيب المسؤول الحكومي الإسرائيلي مايكل أورين بما اعتبره "قرار الملك المغربي، محمد السادس، إدراج "الهولوكوست" في مناهج التعليم الثانوي في بلاده". وكان العاهل المغربي اعتبر، في رسالة موجهة إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول "قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز. معاداة السامية نموذجا"، بنيويورك، على هامش أشغال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "التعليم لا بد له أن ينمي روح الانفتاح على العالم وعلى التنوع الإنساني والثقافي لدى الأبناء"، وأضاف: "لا بد للتعليم الجيد، الذي ننشده، أن يعلم أبناءنا التاريخ برواياته المتعددة، من خلال استعراض اللحظات المشرقة في ماضي البشرية؛ لكن دون إغفال صفحاته الأكثر قتامة". ورغم أن الرسالة الملكية لم تتضمن أي إشارة إلى إدراج "ذكرى الهولوكوست"، التي راح ضحيتها، حسب الرواية الإسرائيلية، ستة ملايين يهودي قضَوا في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين، في المقررات التعليمية، فإنَّ المسؤول الإسرائيلي، الذي سبق له أن اشتغل سفيراً لتل أبيب في الولاياتالمتحدة، أثنى على ما اعتبرها "خطوة ورسالة قوية بعثها الملك المغربي إلى العالم". وأورد صاحب كتاب "ستة أيام من الحرب..حزيران 1967 والشرق الأوسط الجديد"، في "تدوينة" له على حسابه الرسمي في "تويتر": "في وقت يتجه الغرب إلى إنكار الهولوكوست ومعاداة السامية، يقوم زعيم بلد عربي بإدراج "المحرقة" في المدارس المغربية بهدف مكافحة معاداة السامية. هناك بالفعل أمل"، مُثنيا على الرسالة الملكية التي تلاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. ونقل موقع "جيروساليم بوسط" أنه تم توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة "أرشيف المغرب" ومركز التوثيق الفرنسي "النصب التذكاري لضحايا المحرقة" سنة 2016، تهدف إلى إرساء تعاون في كافة المواضيع التي تعني بتاريخ اليهود واليهودية في بلدان شمال إفريقيا، وتجويد المعرفة بشأن تراث وتاريخ اليهود في المغرب خلال الحرب العالمية الثانية؛ فضلًا عن تمكين الباحثين من المصادر التاريخية لليهود المغاربة، على وجه الخصوص، ويهود منطقة شمال إفريقيا بشكل عام. وأضاف الموقع أن "الرباط لا تعترفُ بدولة إسرائيل تماما مثل باقي الدول العربية، ومع ذلك فإن التقارير الاستخباراتية تتحدث عن العلاقات السرية بين البلدين التي تطورت مؤخراً، خاصة في الجانب الأمني منها"، مشيراً إلى أنه "على عكس معظم الدول العربية في المنطقة، يمكن للإسرائيليين زيارة المغرب خلال أوقات معينة من السنة إذا حصلوا على تأشيرة سفر".