عقب رسالة أرسلها ناصر الزفزافي من زنزانته ب"سجن عكاشة" في الدارالبيضاء، طالب فيها ب"مسيرة في بروكسيل لحماية المرأة الريفية"، أكد أحمد الزفزافي، والد أيقونة "حراك الريف"، أن "الحسيمة مستجيبة لنداء ناصر رغم أنها تعيش على وقع الحصار الأمني المطلق"، واصفا ما إيقاع الحياة ب"النكبة، حيث لا شيء غير الركود الاقتصادي". وأضاف أحمد الزفزافي أن "الحسيمة تعيش حصارا لم تعرف له مثيلا منذ سنة 1959"، مشددا على أن "الحسيمة خالية من الشباب، فقد هاجر بعضهم إلى مدن الداخل، أو طنجة، أو إلى الضفة الجنوبية للديار الأوروبية، ومنهم من استقرت جثته مع الأسف في قاع البحر الأبيض المتوسط بعد محاولته الهجرة السرية". وأوضح المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "معنويات نساء الريف دائما في القمة، وذلك منذ سنة 1818"، مذكرا بمسيرة 8 مارس 2017 التي قادتها نساء الريف وكانت تضاهي في عددها وتنظيمها مسيرات النساء في الديار الأوروبية، مطالبا بإعفائه من ذكر من هم الريفيون الذين قال ابنه إنهم "يسيئون للريفيات، ولا يملون ولا يكلون من تسفيههن". وأردف الزفزافي الأب: "معنويات ناصر مرتفعة جدا ولا تحتاج إلى السؤال عنها بالأساس. ناصر سيموت واقفا كما تموت الأشجار"، وزاد: "سأزوره يوم الأربعاء في عكاشة ولا أخبار إلى حدود الساعة عن أوضاعه". وفي السياق ذاته، قال مصدر من داخل "حراك الريف" إن "تيار الدياسبورا، أو ما يسمى بريفيي الشتات، ينقسم إلى جمهوريين ومواطنين لهم مطالب اجتماعية صرفة، والتيار الأول هو من يقصد ناصر بأنه يُسفه المرأة الريفية، حيث بعد أن تولت العديد من النساء الريفيات المقيمات بأوروبا ملف التعريف بالحراك والتنسيق مع البرلمان الأوروبي، ما انفك هؤلاء في التقليل من قيمتهن". وأضاف المصدر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ناصر يحاول دعم شرعية تياره من خلال مسيرة بروكسيل، في حين يتهمه الجمهوريون بالخرف، ويحاولون تحويل المعركة من مطالب اجتماعية وحقوقية إلى إثبات للذات والانفصال"، وفق تعبيره. وأوضح المتحدث أن "تيار الجمهوريين لا ينفك من إدانة نوال بنعيسى بدورها، بعد تتويجها مؤخرا بجائزة 'أمنيستي'، وغيرها من نساء الريف، متهمين الناس بالخبزية". ودعا ناصر الزفزافي، الوجه البارز في "حراك الريف"، إلى "تنظيم مسيرة تضامنية مع المرأة الريفية"، مشيدا بالدور الذي لعبته النساء إبان الحراك، رافعا شعار: "المرأة الريفية خط أحمر". وفي رسالة شفوية بعث بها مع والده، من داخل السجن، قال الزفزافي: "نظرا لما تعرضت له المرأة الريفية في بداية الحراك الشعبي من هجوم كان يتزعمه شيوخ البلاط وأئمة الجهل والعار، مرورا بقمعها من طرف السلطات الأمنية والتنكيل بها، بالإضافة إلى التضييق عليها واعتقالها، ها هي اليوم تتعرض للتشهير والقذف في شرفها من طرف بعض من يعتبرون إخوانها في الانتماء إلى الريف الذين لا يملون ولا يكلون من تسفيهها".