في خضمّ مخاطر التطرف المحدّقة بالناشئة والشباب المغربي، وتوسّع رقعة السلوكيات غير السليمة في صفوف اليافعين، يتمُّ وضع اللبنات الأولى لمشروع نشر قيَم التسامح والمواطنة في صفوف التلاميذ في مختلف الأسلاك التعليمية بالمغرب. مشروع نشر قيَم التسامح في صفوف التلاميذ بالمغرب يقوم على تزويد كل مؤسسة تعليمية بأستاذ يتولى مهمة تحسيس التلاميذ بأهمية التحلي بالقيم الحميدة، ونبذ العنف، والوقاية من السلوكيات السلبية، التي برزت بشكل لافت في الآونة الأخيرة في المدرسة المغربية. سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قال إنّ الوزارة أبرمت شراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء من أجل نشر قيَم التسامح في المؤسسات التعليمية، مُبرزا أنّ هذه المبادرة ستشمل 200 مؤسسة تعليمية في البداية، فق أفق الوصول إلى 3000 مؤسسة. وأوضح أمزازي، في ندوة صحافية حول حصيلة التنزيل المرحلي للرؤية الإستراتيجية 2015-0203، أنّ كل مؤسسة تعليمية سيكون فيها منشط تربوي، يشرف على تحسيس التلاميذ، مبرزا أنّ تكوينات الأساتذة الذين سيقومون بهذه العملية انطلقت. التربية على قيَم التسامح والمواطنة لن تنحصر فقط على ما سيلقن من خلال العمليات التحسيسية التي سيقوم بها الأساتذة المكلفون، بل ستشمل أيضا المناهج التعليمية، إذ ستُدمج فيها التربية على قيم التسامح والمواطنة بهدف تكريسها لدى التلاميذ. وحسب المعلومات التي كشفها أمزازي فإنّ وزارة التربية الوطنية عملت على خلْق مراكز في كل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وفي كل المديريات الإقليمية، من أجل تدبير هذا الورش. وعلّق أمزازي على حوادث العنف التي تقع داخل المدرسة المغربية، سواء التي تطال التلاميذ أو الأساتذة، بالقول: "هناك عدد من الحالات، لكنها ليست كثيرة، وهي انعكاس لحال المجتمع؛ فالمدرسة المغربية هي مرآة المجتمع، وما يمور في المجتمع من مشاكل ينعكس في المدرسة". أمزازي دعا الأسَر إلى تربية أبنائها على القيم الحميدة، قائلا: "صحيح أن المدرسة فضاء للرقي بالأخلاق وقيم التسامح، ولكن للأسرة أيضا لها دور كبير..التربية في البيت والتعليم في المدرسة؛ فالتربية تتمّ داخل الأسرة والتوجيه في المدرسة"، مضيفا: "هناك مجهودات كبيرة لترسيخ التربية عل القيم الحميدة على مستوى المنهاج أو المؤسسات".