خلصت دراسة جديدة أشرف عليها الباحث الجامعي في علم الاجتماع محمد عبد ربي، لفائدة مؤسسة "العالمية للأبحاث والاستشارات"، إلى كون البطالة والصحة ومحاربة الفوارق الاجتماعية الهواجس الأكبر التي تؤرق بال المغاربة، ويطالبون الحكومة بإيجاد حلول لها. وحسب المسح الذي قام به المشروع البحثي "أفروباروميتر" فإن المواطنين المغاربة يعتبرون أن البطالة أهم المشاكل، إذ سجلت نسبة 63 في المائة في ما يتعلق بالملفات التي تواجه البلاد، وعلى الحكومة معالجتها، متبوعة بالصحة، بنسبة 39 في المائة، ثم الفقر والفوارق الاجتماعية بنسبة 38 بالمائة. وأوردت الدراسة التي قام بها الباحث المغربي عبد ربي أن الأداء الحكومي على مستوى خلق فرص الشغل يعد ضعيفا حسب تقييم المواطنين، مؤكدين أن أفضل السبل للتعامل مع هذه المعضلة تتمثل في توفير الحوافز لفائدة المقاولات الخاصة (34 بالمائة)، إلى جانب إنشاء خطوط لتمويل المقاولات التي ينشئها الشباب (27 بالمائة) وكذا تحسين جودة التعليم والتكوين (25 بالمائة). وحظي التعليم والتكوين بحصة مهمة في هذه الدراسة، إذ صرح أربعة مغاربة من أصل عشرة، بنسبة 44 بالمائة، بأنهم يفضلون الحصول على تعليم مجاني حتى ولو كان ذلك على حساب جودة التعليم. كما أكد 14 بالمائة من المستجوبين كونهم يؤيدون دفع مصاريف التعليم من أجل تحسين جودته؛ فيما وافق أغلب المغاربة، بنسبة 91 بالمائة، على ضرورة مجانية التعليم بالمستوى الجامعي، مؤكدين أن من شأن المجانية أن تشجع تعليم الفتيات ووصولهن إلى المرحلة الثانوية؛ بينما وافق أكثر من نصف المغاربة، بنسبة 53 بالمائة، على أن التعليم المجاني مكّن من رفع نسبة التمدرس، ولكن على حساب الجودة. وفي ما يتعلق بالهجرة والمهاجرين، صرح حوالي ثلث المواطنين، بنسبة 36 بالمائة، بأنه يجب السماح ل"البعض" أو "الكثير" من اللاجئين والمهاجرين وغيرهم من الأشخاص المشردين الأجانب بالعيش في المغرب، لكن ما يزيد عن النصف صرح بأنه ينبغي أن نسمح فقط للقليل منهم. وأيّد ثلثا المواطنين، بنسبة 64 في المائة، خلق المهاجرين لمقاولات يشتغل بها مغاربة، فيما اعتبر ما يقارب النصف المهاجرين يستولون على فرص العمل على حساب أبناء البلد، مطالبين بعدم السماح لمزيد منهم بالدخول والعيش في المغرب. لكن حسب المصدر نفسه فإن 31 % يصرحون بكون المهاجرين يشكلون فرصة أو قوة اقتصادية يمكن للمغرب الاستفادة منها، ولذلك ينبغي الترحيب بهم. ويفكر ما يزيد عن ثلث المغاربة بنسبة 36 في المائة في الهجرة خارج البلد، حسب الدراسة التي أكدت أن الوجهة الأكثر اختيارا لدى المهاجرين المحتملين هي أوروبا (68%)؛ في حين أن هاجس البحث عن عمل على رأس أسباب التفكير في الهجرة، بينما يفضل 1% فقط الانتقال إلى بلد آخر في إفريقيا. ويعد مسح "الأفروباروميتر" مشروعا بحثيا إفريقيا غير حزبي، يقيس مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى، ويهدف إلى منح المواطنين الفرصة للتعبير عن آرائهم من خلال توفير بيانات ذات جودة عالية لصانعي السياسات، ومنظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، ووسائل الإعلام، والجهات المانحة والمستثمرين، والمواطنين العاديين.