في توليفة فنية تجمع بين الواقع والتجريد والمزاوجة بين الكوميديا والدراما، بعثت فرقة "مسرح اليوم والغد" الروح من جديد في خشبة المسرح وأعادت البهاء لأبي الفنون من خلال عرضها مسرحية "على سبيل المثال" التي ألفها الفنان محمد الجم منذ سنوات. لحظات ساخرة لا تخلو من انتقادات لجوانب من واقعنا المغربي والعربي وما يعرفه من مواقف يتناولها القسم الأول من العرض الذي لقي تفاعلا كبيرا من طرف جمهور العاصمة الرباط، والذي يتمحور، تقول الممثلة فاطمة الزهراء أحرار في حديث لهسبريس، حول "معاناة كاتب مسرحي مع زوجته الممثلة التي سبق أن اشتركت معه في بعض الأدوار على الخشبة بشكل هاو، دخلا بعدها في علاقة عاطفية كللت بالزواج، حيث تفاقمت الحالة الاجتماعية للأسرة بعد أن خاب ظن الزوج في كون مهنة التمثيل قادرة على تأمين العيش الكريم له ولزوجته وتغنيه عن وظيفته الإدارية". من خلال أحداث الفصل الأول، تضيف الممثلة ذاتها: "يتبين أن الزوج ارتبط بزوجته عن طمع، ظنا منه أن مهنة التمثيل تغنيه عن الوظيفة البسيطة التي يزاولها. لكن وقع العكس، وشاءت الصدف أن تصادق اللجنة الوطنية للبرمجة على انتقاء نصهما المسرحي (على سبيل المثال)، فيقوم الزوجان معا في الفصل الثاني بتجسيد أدوار هذه المسرحية، حيث يشخصا أغلب المواضيع الساخرة التي يعاني منها مجتمعنا المغربي والعربي من رشوة واحتيال ونصب وكذب". رغم مضي سنوات على عرض العمل المسرحي أمام الجمهور المغربي والعربي، إلا أن "الموضوعات المتناولة التي تنتقد القيم المجتمعية المشوهة تتلاءم مع الواقع الحالي، من خلال نقد سلوك المسؤولين من منتخبين وبرلمانيين، والتلاعب بمشاعر الناس ومصالحهم، وتجاوز معالجة إشكالات المجتمع المغربي إلى قضايا عربية يعرفها الوطن العربي"، تبرز أحرار. واعتمد المخرج محمد خدي على تقنيات مغايرة في الإخراج المسرحي، تعتمد على التشخيص ونقد سلوك الفرد، مغلفة بمواقف كوميدية ساخرة وإقحام ربورتاجات مصورة ودمى ثابتة في تجربة فنية جديدة. المسرحية من تأليف الكوميدي محمد الجم، وإخراج محمد خدي، وتشخيص فاطمة الزهراء أحرار وعبد الفتاح بغدادي.