ذكر التجمع العالمي الأمازيغي فرع المغرب أنه "يتابع بقلق شديد ما يتعرض له الأستاذ الباحث والفاعل الأمازيغي، أحمد عصيد، من حملة تحريضية وتكفيرية من طرف دعاة الفكر الإسلامي الوهابي المتطرف". وندد التجمع العالمي الأمازيغي ب"استغلال منابر المساجد التابعة للدولة المغربية للتحريض والهجوم المنظم والمستمر على أحمد عصيد وتشويه أفكاره وفصلها عن سياق المواضيع التي يتناولها، وذلك من أجل تهييج المتطرفين والمتشددين الغارقين في الغلو والتطرف ضده". وحسب إفادة أحمد عصيد لهسبريس، فإن أحد الخطباء بمدينة طنجة تهجّم عليه في إحدى خطب الجمعة، "لكن يتبين من خلال خطابه أن مستواه التعليمي محدود، وهذا يطرح إشكالا كبيرا، حيث إن 83 في المائة من الخطباء لا يتوفرون على شواهد عليا، و17 في المائة فقط منهم يتوفر عليها"، يقول عصيد. التجمع العالمي الأمازيغي ذهب إلى القول إن التهجم الذي يستهدف الناشط الأمازيغي المثير للجدل "أضحى أمرا خطرا يدعونا فعلاً إلى دق ناقوس الخطر إزاء تصاعد هذه الحملة التكفيرية والتحريضية ضد الأستاذ أحمد عصيد، والهجوم المستمر على حرية التفكير ومحاولات تقييد حرية التعبير والحجر على العقل". كما ندد التجمع ذاته ب"السماح لفقهاء تابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باستغلال منابر المساجد لتبرير هذا التحريض وهذا الفكر الشاذ والدخيل على إسلام المغاربة وعامة شعوب شمال إفريقيا والمتسم بالوسطية والاعتدال والتسامح واحترام الاختلاف". ويرى التجمع العالمي الأمازيغي أن السماح بالتهجم على الأصوات الحداثية سيؤدي إلى "إعطاء الفرصة للمشروع التكفيري المبني على التطرف والكراهية والعنف لتمرير خطاباته التي تهدد المغرب وعامة المنطقة وتتنبأ بمستقبل أسود يعمه الإرهاب والرعب والاغتيالات وتهديد حياة كل مفكر تنويري ديمقراطي من أعلى منابر المساجد التابعة للدولة". أحمد عصيد اعتبر أن التهديدات التي تطاله تتم بالأساس من خلال حملات على موقع "فيسبوك"، ويرى أن سببها هو أن "النقاش الوطني الحالي جعل الإسلاميين يشعرون بأن مشروعهم في خطر، إضافة إلى أنهم لا يقبلون انتقاد رموزهم التي ترتكب أخطاء، لذلك حين ننتقدهم يقومون بحملات تهديد ضدنا". واستطرد عصيد قائلا إن ما يهمّه "هو أننا لا نمس بحقوق أحد، بل ننتقد الوعي والسلوك السلفي حين يرتبك أخطاء، فالإسلاميون يعتبرون أن الأكل في رمضان، مثلا، لا يندرج ضمن منظومة حقوق الإنسان، بينما هو من صميمها، مثله مثل باقي الحريات الفردية". وأضاف "الإسلاميون يثورون ضدنا أيضا حين ننتقد الصلاة في الشارع، لأنهم يعتبرونها حقا، بينما هي ممارسة خارج القانون، والدين الإسلامي نفسه اعتبر الصلاة في الشارع مكروهة، لأن الشارع فضاء متسخ، ويصعب فيه التركيز أثناء الصلاة، كما أن الصلاة فيه تؤدي إلى إغلاقه في وجه الناس، لكن الإسلاميين يرون أن احتلال الشارع من أجل الصلاة حق لهم". التجمع العالمي الأمازيغي ذهب إلى القول إن "حياة المفكر الأمازيغي أحمد عصيد مهددة بسبب التحريض المستمر ضده من طرف دعاة الفكر السلفي الوهابي المتطرف"، مدينا "كل أشكال التطرف والغلو والتحريض الذي يستهدف حرية الفكر والتعبير". كما أدان ما سماه "الحملة التحريضية والتكفيرية الممنهجة التي يتعرض لها كل الحداثيين من نساء ورجال هذا الوطن؛ بغية مصادرة حقهم في التعبير والتفكير والإدلاء بمواقفهم وقناعاتهم بشكل حضاري"، محملا الدولة "مسؤولية حماية المفكرين والفاعلين الأمازيغيين من التحريض والتطرف الديني الذي يستهدف سلامتهم البدنية؛ والتحريض على اللغة الأمازيغية، وعلى حرفها الأصلي والأصيل تيفيناغ". من جهته، قال أحمد عصيد إن التيار السلفي "يريد إسكات الأصوات النقدية الموجودة في المجتمع، وهذا غير ممكن، لأنها الأصل في البناء الديمقراطي".