جموع غفيرة حجت من مختلف بقاع القارة الأوروبية إلى العاصمة الفرنسية باريس، تجسيدا لنداء ناصر الزفزافي الذي طالب من خلاله "الدياسبورا" بالنزول إلى الشارع في مسيرة دولية تنبه العالم إلى الوضعية التي يعيشها المعتقلون على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف. المسيرة التي انطلقت من "ساحة لاباستي" صوب "ساحة الجمهورية"، زوال اليوم السبت، جاءت بالمحتجين من مختلف الدول المجاورة لفرنسا، تتقدمها ألمانيا وهولندا وإسبانيا، ورفعت خلالها الأعلام الأمازيغية والريفية والكاتالانية، لمناشدة الدولة والشعب الفرنسيين مساندة المعتقلين المغاربة على خلفية "حراك الريف" والانتباه إلى أوضاعهم، وانتقاد "صورية" المؤسسات المغربية. ويعود قرار خوض مسيرة بباريس إلى شهر شتنبر الماضي، حيث نقل أحمد الزفزافي، والد أيقونة "حراك الريف"، رسالة ابنه المطالبة بمسيرة شعبية دولية بالعاصمة الفرنسية باريس، "تخلد الذكرى الثالثة لوفاة سماك الحسيمة محسن فكري، وبزوغ أولى شرارات الحراك الاجتماعي بمنطقة الريف". وردّدَ المتظاهرون الذينَ توافدوا على الساحة الشهيرة في باريس شعارات من قبيل: "كلنا الزفزافي" و"الشعب يريد سراح المعتقل"، و"هي كلمة واحدة .. هاد الدولة فاسدة"، بينما عرفت المسيرة مشاركة بلجيكيينَ أيضا، وردّد آخرونَ شعارات بالفرنسية وهم يحملون أعلاماً ريفية وصوراً للزعيم الرّيفي عبد الكريم الخطابي. وبينما ردّد المحتجون بلسان الريف، عبر مكبرات الصوت، شعارات على غرار "شوف واسمع .. الريف كايخلع"، و"صامدون .. صامدون"، و"الزفزافي ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، طالبَ آخرون ب"رفع العسكرة عن الريف" و"إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، في مقدمتهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول"، وفق تعابيرهم. وإلى جانب الأعلام الوطنية، "حمل المحتجون أعلام دول أوروبية عديدة، من بينها العلمين الفنلندي والفرنسي، فيما شاركت في المسيرة فئات سنية مختلفة، من الأطفال إلى كبار السن، وسهرت لجنة منظمة على تدبير أمور المسيرة التي أحيط مسارها بحبال تقود المحتجين إلى مكان التجمع النهائي. وشدد المحتجون الذين نقلوا مجريات المسيرة "لايف" على مواقع التواصل الاجتماعي، على مساندتهم التامة لحراك الريف ومطالبه المشروعة، وطالبوا بمزيد من الحرية والعدالة الاجتماعية للمغرب كاملا، مسجلين في كلمة لهم أن إرادة إطلاق سراح المعتقلين ماتزال قائمة رغم كل الصعوبات التي تواجهها.