من المرتقب أن يشارك مجموعة من الشباب المغاربة بالجهات الاثني عشرة للمملكة في التفكير في المشاكل التي تعيشها جهاتهم خلال جولات تنظّمها جمعية شبابية ستنطلق في شهر مارس المقبل، وسترفع توصياتها إلى اللجنة المكلفة بصياغة النموذج التنموي المغربي. وستنظّم هذه الحوارات قصدَ "تسليط الضّوء على الإشكالات التي يناقشها الشّباب، وتوعية الفاعلين السياسيين والاقتصاديين بشأن رهانات جهات المغرب وصعوباتها". وسجّلت جمعية "شباب القرن 21"، المنظمة لهذه الجولات، أنّه من أجل أن يتناغم الشّباب مع المجتمع، "يجب أن نفكّر في هذه الجهوية في إطار ما الذي يبحث عنه المغرب من خلال وضع نموذج تنموي جديد؟". وفي منشور لها، قالت الجمعية ذاتها إنّ "الشباب يمثّلون 34 بالمائة من الساكنة بالمغرب"، مضيفة أنّ "هذا الرقم المعتبَر ينبّهنا لمسؤوليّتنا والارتباط الذي يجب أن يكون لدينا معهم." وأكدت الجمعية أنّ مقصد هذه المقاربة ليس الجواب على جميع الرّهانات، بل تبادل رؤى الشباب في جهاتهم حول أسئلة "الأوضاع التي تدبّر فيها الجهات شؤونها بطريقة ديمقراطية"، و"التّنظيم المالي للجهة وأصل الموارد المالية"، و"المشاريع والسياسات العمومية الموجّهة للشّباب فيما يتعلّق بالتّعليم، والتّكوين المهني، والتّشغيل"، و"دور القطاع الخاصّ في تطوير الجهات"، و"أشكال وترتيبات التّشجيع، والتنمية، والتّعاون بين الجهات والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين". وستنطلق هذه الجولات الشّبابية الحوارية من جهة سوس-ماسّة، لتنتقل إلى كافّة جهات المملكة من كلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، فالدّاخلة وادي الذّهب، ومراكش آسفي، ثم فاسمكناس، والجهة الشرقية، وطنجة تطوانالحسيمة، والدار البيضاءسطات، وخنيفرة بني ملال، ودرعة تافيلالت، وصولا إلى جهة الرباطسلاالقنيطرة. عزيز الفكاكي، رئيس جمعية "شباب القرن 21"، قال: "من مقاصد هذه المبادرة تحسيس الشباب بأهمية الجهوية الموسّعة ومزاياها بالنسبة إليهم، وانعكاسها على النمو الاقتصادي والاجتماعي للسّاكنة"، وأضاف أنّ هذا النّشاط الذي سيحطّ الرّحال بالجهات الاثني عشر للمملكة، "سيكون بين الشباب في الجامعة ومراكز التكوين والعاطلين وغير الممدرسين... وسيجمَعهم مع الفاعلين من ممثّلي جهتهم وممثّلي مكتب التكوين المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات". ووضّح الفكاكي أن هذا المشروع "قد انطلق من لقاء للشّباب مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين، وما يأتي في الخطابات الملكية من مستجدّات". وأبرز أن حوارات الشباب التي سترفع التوصيات الصادرة عنها إلى مجموعة من الجهات المعنية، من بينها اللجنة المكلفة بصياغة النموذج التنموي الجديد، "ستدور حول التعليم والصحة والشغل في الجهة،... مع تنظيم ورشات حول كيفية إعداد مخطّط استثماري، وروح التشغيل الذاتي، وستكون هي مصدر التوصيات حول كيف يرى الشباب جهتهم، وكيف يريدونها أن تكون"، على حد قوله. ومن المرتقب، حسب الفكاكي، أن "ترفع التوصيات إلى جميع المتدخّلين في الجهة عند إتمام اللقاءات، ثم رفعها بعد المرور بجميع الجهات إلى رئاسة الحكومة، ووزارة الداخلية بحكم أنّها الوصية على الجماعات والجهات، والديوان الملكي، إضافة إلى اللجنة المكلفة بصياغة النموذج التنموي الجديد التي ستُرفع إليها توصياتٌ في متمّ شهر أبريل المقبل حول ثماني جهات تحتاج فعلا إلى التنمية"، وفق تعبيره.