"خضار لكل دوار" .. حملة تتفادى خرق الطوارئ الصحية بالرحامنة

أطلق مجموعة من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملة من أجل توفير الخضروات واللحوم بدواوير إقليم الرحامنة، تزامنا مع حالة الطوارئ التي سنتها السلطات الحكومية بسبب تفشي "فيروس كورونا" المستجد.
وقد اختار نشطاء بالرحامنة لهذه الحملة، التي تهدف إلى دعم العالم القروي وتزويده بالخضروات تفاديا لتنقلهم صوب المراكز الحضرية خصوصا ابن جرير وسيدي بوعثمان وكذا صخور الرحامنة، هاشتاغ "#خضار_لكل_دوار".
ولقيت الحملة المذكورة تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحب بها عدد من المواطنين، على اعتبار أنها ستحد من تنقلات هؤلاء القاطنين بالدواوير إلى المراكز قصد التبضع وبالتالي احتمال انتشار الفيروس في أوساطهم.
وعملت السلطات المحلية على مستوى قيادات عديدة بإقليم الرحامنة، لا سيما التابعة لدائرة سيدي بوعثمان، على تجسيد هذه الحملة على أرض الواقع، إذ منحت تراخيص إلى عدد من بائعي الخضر بالقيام بعرضها في الدواوير لتسهيل تبضع المواطنين وتفادي تنقلهم وازدحامهم في المراكز، لا سيما مركز سيدي بوعثمان.
وجرى، منذ زوال الاثنين، على مستوى عدد من الدواوير بقيادة الجبيلات، خصوصا دوار المهازيل أولاد صالح، أولاد عزوز القبة، ثم دوار الزيود، وكذا على مستوى جماعة سيدي بوبكر التي انطلقت منها المبادرة، الشروع في تنزيل الحملة الفيسبوكية وتجسيدها على أرض الواقع.
ورحب الفلاحون بهذه الدواوير بالخطوة التي تم العمل على تنزيلها، على اعتبار أنها ستقلص تنقلاتهم صوب المراكز الحضرية، وتقلل من الأعباء المادية المرافقة لذلك التنقل، ناهيك على كونها ستسهم في الحد من الاختلاط والازدحام في المراكز بعد إلغاء الأسواق الشعبية من لدن السلطات تفاديا للإصابة بالوباء العالمي.
وأكد الفاعل الجمعوي لحبيب الموساوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المبادرة من شأنها المساهمة في التقليل بالإصابة بالفيروس المذكور، خصوصا أن المواطنين بهذه البوادي اعتادوا التنقل صوب المراكز للتبضع؛ وهو ما قد يعرضهم للإصابة بالفيروس ونقله صوب منازلهم وأسرهم.
ولفت الناشط الجمعوي إلى أن هذه الحملة تدخل في إطار إحياء روح التضامن بين المواطنين بإقليم الرحامنة، وتعبيرهم عن تفهمهم للوضع الاستثنائي الذي تمر منه البلاد، وبالتالي "العمل على احترام حالة الطوارئ المعمول بها من لدن السلطات إلى حين زوال هذه النقمة"، وفق تعبير الموساوي.
ودعا المتحدث نفسه السكان القاطنين بمختلف المناطق بالرحامنة وباقي الأقاليم بالمملكة إلى تبني هذا العمل ونقل التجربة، لتفادي كثرة التنقلات التي قد تعرض المواطنين وأسرهم للإصابة بهذا الفيروس.
وعلى مستوى الجماعة الحضرية لسيدي بوعثمان، دعا عدد من الفاعلين والشباب إلى تفادي الازدحام بالمركز من أجل التبضع، مطالبين بالعمل على تنقيل بائعي الخضر إلى الأحياء، حتى لا يكون هناك مبرر أمام المواطنين للتنقل بكثافة؛ وهو الأمر الذي سيتم الشروع في تنزيله، حسب السلطات المحلية.
كما أكد مراد الصفياوي، نائب رئيس جماعة المحرة، قيام هذه الأخيرة بتنسيق مع السلطة المحلية على تعبئة بائعي الحضر والجزارة لعرضها بمختلف الدواوير التابعة للجماعة القروية الموجودة بالرحامنة الجنوبية.
ومنحت السلطات بإقليم الرحامنة تراخيص إلى عدد من أصحاب الشاحنات من أجل التنقل صوب سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة مراكش، قصد تزويد دواوير الجماعات التابعة لها بالسلع، مؤكدة أنها ستحرص على ضمان وصول البضائع والمواد الاستهلاكية بشكل سلس إلى المواطنين.