قفروها الكابرانات على لالجيري: القضية ما فيهاش غير 3 لزيرو.. خطية قاصحة كتسناهم بسبب ماتش بركان والمنتخبات والأندية الجزائرية مهددة ما تلعبش عامين    تحت اشراف الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عصبة جهة سوس ماسة للملاكمة تنظم بطولة الفئات السنية    طقس الجمعة.. توقع أمطار رعدية وهبات رياح قوية بهذه المناطق    الدكتور عبدالله بوصوف: قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "    شاهد كيف عرض فيفا خريطة المغرب بمتحفه في زوريخ    وزير دفاع إسرائيل: ما غنوقفوش القتال حتى نرجعو المحتجزين لعند حماس    القبض على مطلوب في بلجيكا أثناء محاولته الفرار إلى المغرب عبر إسبانيا    أخنوش: الحكومة تقوم بإصلاح تدريجي ولن يتم إلغاء صندوق المقاصة    هل دقت طبول الحرب الشاملة بين الجزائر والمغرب؟    أخنوش: تماسك الحكومة وجديتها مكننا من تنزيل الأوراش الاجتماعية الكبرى وبلوغ حصيلة مشرفة    طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب و أوروبا    تسليط الضوء بالدار البيضاء على مكانة الأطفال المتخلى عنهم والأيتام    نهضة بركان تطرح تذاكر "كأس الكاف"    البيرو..مشاركة مغربية في "معرض السفارات" بليما لإبراز الإشعاع الثقافي للمملكة    مؤتمر دولي بفاس يوصي بتشجيع الأبحاث المتعلقة بترجمة اللغات المحلية    أخنوش: لا وجود لإلغاء صندوق المقاصة .. والحكومة تنفذ عملية إصلاح تدريجية    أخنوش يربط الزيادة في ثمن "البوطا" ب"نجاح نظام الدعم المباشر"    الخريطة على القميص تثير سعار الجزائر من جديد    أخنوش: نشتغل على 4 ملفات كبرى ونعمل على تحسين دخل المواطنين بالقطاعين العام والخاص    رئيس الحكومة يجري مباحثات مع وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي    المغرب يستنكر بشدة اقتحام متطرفين المسجد الأقصى    3 سنوات سجنا لشقيق مسؤول بتنغير في قضية استغلال النفوذ للحصول على صفقات    الأمير مولاي رشيد يترأس مأدبة ملكية على شرف المشاركين بمعرض الفلاحة    نمو حركة النقل الجوي بمطار طنجة الدولي خلال بداية سنة 2024    ''اتصالات المغرب''.. النتيجة الصافية المعدلة لحصة المجموعة وصلات 1,52 مليار درهم فالفصل اللول من 2024    الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية    التحريض على الفسق يجر إعلامية مشهورة للسجن    مهنيو الإنتاج السمعي البصري يتهيؤون "بالكاد" لاستخدام الذكاء الاصطناعي    السلطات تمنح 2905 ترخيصا لزراعة القنب الهندي منذ مطلع هذا العام    بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية    بعد فضائح فساد.. الحكومة الإسبانية تضع اتحاد الكرة "تحت الوصاية"    بشكل رسمي.. تشافي يواصل قيادة برشلونة    الأمثال العامية بتطوان... (582)    منصة "واتساب" تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت    تشجيعا لجهودهم.. تتويج منتجي أفضل المنتوجات المجالية بمعرض الفلاحة بمكناس    نظام الضمان الاجتماعي.. راتب الشيخوخة للمؤمن لهم اللي عندهومًهاد الشروط    اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة    عودة أمطار الخير إلى سماء المملكة ابتداء من يوم غد    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    الحكومة تراجع نسب احتساب رواتب الشيخوخة للمتقاعدين    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفريقيا ليست سوداء فقط ولا يوجد "عرق أفريقي"
نشر في هسبريس يوم 09 - 04 - 2020

إلى المثقفين المغاربة: أفريقيا ليست سوداء فقط. ولا يوجد "عرق أفريقي".
فضحت مرة أخرى العاصفة الفنجانية المتعلقة بالطبيبين الفرنسيين الذين اقترحا تجريب لقاح في أفريقيا (فضحت) خللا عميقا في تفكير كثير من المثقفين المغاربة واعوجاج رؤيتهم لأفريقيا.
ورغم أنه يحق تماما للمعترضين أن يردوا على الطبيبين الفرنسيين بأن "أفريقيا ليست فأر تجارب لأوروبا" إلا أن قيام مثقفين مغاربة وأفارقة آخرين بقذف الطبيبين الفرنسيين بالعنصرية (racism) هو شيء خاطئ تماما وغبي تماما. فلا علاقة للعرق (race) بالموضوع لأنه لم يصدر عن الطبيبين الفرنسيين أي تصريح عرقي (racial) ولا عنصري/عرقاني (racist). فقارة أفريقيا ليست عرقا.
Africa is not a race
وأظهرت هذه العاصفة الفنجانية قيام المثقفين المغاربة اليساريين والسياسيين اليساريين باختزال أفريقيا (ضمنيا) في العرق الأسود أو في "عرق واحد" في جهل أو تجاهل للتنوع العرقي (اللوني) القديم بأفريقيا.
وأصبح هؤلاء المثقفون المغاربة يصفون كل من انتقد أفريقيا أو سخر من أفريقيا أو قال شيئا سلبيا عن أفريقيا بأنه "عنصري" (racist)!
إن اختزال قارة أفريقيا في اللون الأسود (ضمنيا) أو اعتبار أفريقيا "عرقا واحدا" أو نعت كل من يقول شيئا غير مناسب عن أفريقيا بأنه شخص "عنصري" (بالإنجليزية racist) هو فضيحة فكرية وفضيحة معرفية صنعها المثقفون والسياسيون خصوصا منهم اليساريون.
ولا قيمة لما يقوله اليساريون الأوروبيون في هذا الموضوع الفنجاني لأن اليساريين الأوروبيين أيضا مشاركون نشيطون في أولمبياد "والله ما أنا عنصري بالله والله والله!".
(كما أن اعتذار هذا أو ذاك لا يعتبر دليلا على العنصرية المزعومة).
إذا كان الأميون وضعيفو التعليم والأجانب عن قارة أفريقيا يختزلون أفريقيا في اللون الأسود أو العرق الأسود فإنهم معذورون لأنهم أميون جهلة أو أجانب تماما لا يعرفون أفريقيا ويظنون بسذاجة أن كل الأفارقة يشبهون الممثل الأمريكي Denzel Washington.
أما أن يقوم المثقفون اليساريون في المغرب وخارجه باختزال أفريقيا في اللون الأسود (ضمنيا) ونعت كل من يقول نكتة أو غباوة أو سخافة عن أفريقيا بأنه عنصري (racist) يحتقر العرق الأسود أو "العرق الأفريقي" (الخيالي) فهذه فضيحة فكرية شنيعة لأنها صادرة عن أشخاص يزعمون امتلاك الفكر والثقافة والتعليم العالي.
اختزال قارة أفريقيا في عرق (race) واحد والزعم ضمنيا بأن هنالك "عرقا أفريقيا" واحدا وحيدا هو العرق الأسود أو اللون الأسود هو اختزال جهلوتي أمّيّ ينم عن قصور في التفكير لدى كثير من المثقفين المغاربة (خصوصا منهم اليساريين) وينم ثانيا عن رغبة كامنة لديهم في العويل والصراخ والنواح (يعني: هوما ديما على سبّة) كلما تفوه شخص أبيض/أشقر أوروبي أو أمريكي بعبارة غبية أو غير مناسبة حول قارة أفريقيا أو حول بلد أفريقي معين كالمغرب أو الجزائر أو الكونغو.
كما أن أيديولوجيا التعريب غرست في عامة المغاربة (وحتى في أنصار الأمازيغية) خزعبلة لاشعورية مفادها أن المغاربة ليسوا أفارقة وأن الأفارقة الحقيقيين هم السود!
ولا يغيب عن بال اللبيب الفاهم أن إغراق الرأي العام في سخافة "عنصرية الرجل الأوروبي الأبيض" هو تضييع لطاقة الشعب وانتباهه في قضايا زائفة وكوارث متخيلة.
ومن العجيب أن "غضب الرأي العام" في المغرب يستثار في كثير من الأحيان بسبب تعليق بسيط صادر عن شخص أجنبي من فرنسا أو السعودية أو بلد آخر، وعندما نفحص التعليق المعني نجد أنه لا هو عنصري ولا يحزنون.
وهنالك مشكل عويص لدى المغاربة وعامة الأمازيغ مع كلمة "العنصرية". المغاربة والأمازيغ في غالبيتهم لا يفهمون ما هي "العنصرية" ولا يستطيعون تعريفها بدقة. فكل تصريح لم يعجبهم وصدر عن أجنبي ينعتونه بالتصريح "العنصري" وينعتون صاحبه فورا ب"العنصري"! وا بازّ!
ما هي العنصرية (racism)؟ العنصرية هي التمييز ضد شخص أو ضد مجموعة من الأشخاص على أساس لونهم أو شكل جسدهم أو جيناتهم.
أي شيء غير ذلك ليس بعنصرية (racism).
أما إقحام الأديان واللغات والجغرافيا والدول والقارات في موضوع "العنصرية" فهو عبث لامسؤول.
وبالنسبة للتمييز ضد المواطنين على أساس اللغة فهو يسمى "تمييزا لغويا" أو "ظلما لغويا".
1) اليسار السياسي والثقافي يحترف تضليل الشعب وتكفير الخصوم ب"العنصرية":
اليسار الثقافي واليسار السياسي بالمغرب وغيره يحترف منذ زمن غير قصير حرفة "الصراخ والعويل حول العنصرية".
وهذا الصراخ والعويل اليساري هو موجه دائما وأبدا إلى الأوروبيين والأمريكيين البيض أو إلى البيض في أفريقيا أو آسيا. فأنت في الغالب لن تسمع يساريا واحدا ينعت شخصا أسود أو أسمر أو بنيا بأنه "عنصري" حتى لو تفوه بعبارة عنصرية صريحة ضد البيض أو ضد الشقر أو ضد الصفر أو حتى ضد السود أو استعمل كلمة "البيض" أو "الصفر" أو "السمر" أو "السود" بشكل سلبي مثلا.
اليساريون يوجهون دائما وأبدا تهمة العنصرية (racism) إلى الرجل الأبيض أو إلى المرأة البيضاء أو إلى الرجل الأكثر بياضا في الصورة أو في الفيديو!
فاليساريون مهووسون بالعرق بشكل عجيب. وتقنيتهم المفضلة لمهاجمة أو إسكات خصومهم أو إثبات وجودهم على الساحة هي دائما: "أنت عنصري!" أو "ذلك الشخص عنصري!".
وقد دأب المثقفون والسياسيون في المغرب وغيره على تقليد العوام والجهلة أيضا في نعت كل من ينتقد الإسلام بأنه "عنصري (racist)" رغم أن الإسلام ليس عرقا بل هو دين وأيديولوجية سياسية.
كما أن واحدة من سقطات المثقفين اليساريين والسياسيين اليساريين مؤخرا في أمريكا وأوروبا هي أنهم أصبحوا يتهمون كل من ينعت فيروس كورونا ب"الفيروس الصيني" Chinese virus بأنه شخص عنصري لأنه يربط الفيروس بالصين رغم أن الفيروس ظهر فعلا في الصين ومن المقبول جدا أن يتم نعته ب"الفيروس الصيني" مثلما يتم نعت "الإنفلونزا الإسبانية" Spanish Flu بالإسبانية عندما انتشرت عام 1918 عالميا انطلاقا من إسبانيا (أو مكان مجاور بأوروبا) وقتلت ما بين 17 مليونا إلى 50 مليونا. فنسب الفيروس إلى بلد ظهوره ليس تصريحا عنصريا ضد سكان ذلك البلد (رغم أن ربطه بالصين عمدا قد يكون غمزا سياسيا ضد دولة الصين ولكنه ليس عنصريا). فالصين ليست عرقا بل هي بلد. والصينيون شعب ضخم فيهم البيض والصفر وحتى السمر، فلا معنى للعنصرية هنا ولا محل لها من الإعراب. ولكن رياضة اليساريين المفضلة هي نعت خصومهم ب"العنصريين" مستغلين جهل عامة الناس بالفرق بين "العرق" و"القومية/الإثنية" و"البلد" و"القارة" و"الشعب" و"الجنسية".
الخطاب اليساري الذي يقتات من "العويل حول عنصرية الرجل الأبيض" هو خطاب لاعقلاني يتحايل على اللغة والحقائق الجغرافية ويضلل الشعوب فيصنع من أفريقيا عرقا وهي ليست بعرق (شعوب أفريقيا متعددة الأعراق والألوان منذ القديم).
كما أن الخطاب اليساري الذي يقتات على "العويل حول عنصرية الرجل الأبيض" هو خطاب عاطفي يريد دائما إيقاظ الإحساس بالظلم والغبن لدى الشعوب الفقيرة والفئات الفقيرة. فيستثمر الخطاب اليساري إرثا تاريخيا انتقائيا متعلقا بتورط الأوروبيين البيض القدامى في تجارة العبيد السود والاستعمار الأوروبي المسلح بأفريقيا ومذابح الإمبريالية الأوروبية في أفريقيا.
وطبعا فلا أحد من اليساريين يتحدث عن تورط دول أفريقية وآسيوية قديما في تجارة العبيد السود والعبيد البيض (العلوج والجواري) والعبيد السمر والعبيد الصفر فهذا موضوع لا يعجب اليساريين. ولا أحد من اليساريين يذكر معلومة بسيطة وهي أن بعض كبار تجار العبيد السود في التاريخ كانوا سودا وأيضا سمرا في أفريقيا وفي أمريكا فضلا عن تفشي العبودية والطبقية في الهند إلى اليوم. هذا إلى جانب وجود التجار البيض الذين تاجروا بالعبيد السود طبعا (وكان البيض يستعبدون بعضهم البعض أيضا في أوروبا قديما). لا أحد يهتم بالتفاصيل هنا. فالمهم لدى اليساريين هو إفهام الناس بأن العنصرية شيء يأتي دائما من البيض!
وأيضا يتجاهل اليساريون أن الدول الإسلامية الأفريقية والآسيوية لعبت دورا مركزيا في تجارة العبيد السود وتجارة الجواري وتجارة العلوج العبيد البيض. كما أن الجهاد البحري الإسلامي كان نشيطا في استعباد وبيع الأوروبيين البيض طيلة قرون. فالإسلام يبيح امتلاك العبيد والجواري والسبايا والغلمان. ما يهم المثقفين اليساريين بالمغرب وغيره هو التركيز على تورط الرجل الأوروبي الأبيض في تجارة العبيد السود وتورط الأوروبي الأبيض في استعمار السود واستثمار ذلك الإرث التاريخي لنعت كل أوروبي أبيض تفوه اليوم في 2020 بتصريح غبي أو ساخر أو استعماري النكهة حول أفريقيا بأنه "عنصري أبيض".
- ملاحظة هامة موجهة إلى جهابذة الفكر اليساري الفاشل: هنالك فرق بين "الفكر الاستعماري الإمبريالي" (colonialism) و"الفكر العنصري/العرقي المحتقر أو الكاره لعرق/لون محدد" (racism). هذان شيئا منفصلان. يجب التمييز بين الإثنين.
فيمكن للشخص أن يكون استعماري الفكر (colonialist) دون أن يكون عنصري الفكر (racist). ويمكن أن يكون الشخص عنصري الفكر دون أن يكون استعماري الفكر. ويمكن طبعا أن يجمع شخص واحد بين الإثنين معا.
ولكن، أيها اليساريون الجهابذة، لا يحق لكم اتهام شخص بأنه "عنصري" (racist) بينما هو لم يتفوه بأية كلمة كارهة أو محتقرة لعرق (race) معين أو لون معين. وبما أن أفريقيا ليست عرقا واحدا بل هي أعراق متعددة (بيضاء، سمراء، سوداء...) فلا يوجد "عرق أفريقي"، إذن فلا يحق لكم إطلاقا أيها العباقرة اليساريون أن تتهموا شخصا أبيض من أوروبا أو أمريكا بأنه عنصري فقط لأنه تكلم عن قارة أفريقيا بكلام غبي أو استعماري المذاق أو استعلائي أو انتهازي أو ساخر أو انتقادي حاد. فالألماني قد يحتقر الأمريكي والهولندي قد يستعلي على الروسي والمغربي قد يتعجرف على الإسباني ولكن هذا مجرد استعلاء وعجرفة وليس عنصرية ما دمنا لم نسمع منهم كلمة دالة على العرق أو اللون أو الجينات في كلامهم. إذا تفوه ذلك الشخص بكلام مذاقه استعماري فسيحق لكم طبعا نعته ب"الشخص الاستعماري النزعة أو الفكر" (colonialist). ولكن لماذا تنعتونه ب"العنصري" (racist)؟
ما دخل العِرق / العنصر (race) بالموضوع؟!
فأفريقيا ليست "عرقا".
Africa is not a race
وبالأمازيغية: Tafriqt wer telli d-acettal
أفريقيا متعددة الأعراق والألوان: بيضاء، سمراء فاتحة، سمراء داكنة، سوداء...إلخ.
إذن هذا هو السؤال الموجه إليكم أيها العباقرة الفطاحلة الجهابذة اليساريون:
ما هو ذلك العرق المتواجد في أفريقيا الذي تهجم عليه الطبيبان الفرنسيان واقترحا أن يجربا فيه اللقاح؟ هل هو العرق الأبيض أم الأسمر أم الداكن أم الأسود أم البني أم الفاتح؟
ممم؟
فكل هذه الأعراق والألوان موجودة في قارة أفريقيا منذ عشرات آلاف السنين.
هل اشتكى لديكم طوارقي أسمر أو قبايلي أشقر أو أطلسي أبيض أو مراكشي حمروني أو طنجاوي فاتح أو نيجيري داكن أو قبطي أسمر من "عنصرية" الطبيبين الفرنسيين المزعومة؟!
أرأيتم أيها المغاربة السخافات والحماقات والمغالطات التي يرتكبها مثقفوكم اليساريون؟!
أرأيتم الهاوية التي يدفعكم إليها مثقفوكم اليساريون؟!
فهذا العويل والولولة واللطم حول "العنصرية ديال والو" سيربي بالمغرب وبقية أفريقيا أجيالا من البكائين المولولين اللطامين المرهفين الحساسين تجاه النقد والذين سيفسرون أي نقد أجنبي موجه لبلدهم أو لثقافتهم أو لقارتهم الأفريقية على أنه عنصرية!
وأنتم تعلمون أن التفكير الأورثوذوكسي الكهنوتي التحريمي التجريمي يشل العقل ويسجن المجتمع في قفص المحرمات ويشل التغيير.
فاليساريون قد نصبوا أنفسهم كهنة لحماية الشعب من "العنصرية" ولتحديد من هو العنصري ومن هو الذي ليس بعنصري. إنه كهنوت يساري جديد لا يختلف عن الكهنوت الديني التقليدي.
فالاتهام بالعنصرية اليوم أصبح هو المقابل اليساري ل"التكفير" الإسلامي.
فمثلما أن التكفير الإسلامي كان كفيلا بإعدام الخصوم سياسيا (أو حرفيا) فالاتهام بالعنصرية الذي يحترفه اليساريون اليوم عبر التهييج الإعلامي وبيانات الاستنكار والعويل كفيل بإعدام خصومهم سياسيا أو مهنيا.
2) الفكر اليساري الفاشل يعتبر رافضي الهجرة الغوغائية "عنصريين":
من بين إشراقات عباقرة الفكر اليساري الفاشل أنهم يروجون باستمرار أن المواطنين أو السياسيين "عنصريون" إذا كانوا يعارضون هجرة الأجانب إلى بلدهم (المغرب أو أوروبا أو أمريكا).
إذا رفضت أيها المغربي أن يتم إغراق بلدك بالمهاجرين الأجانب فأنت عنصري!
إذا طالبت بإغلاق حدود المغرب في وجه الحراقة الأجانب واللاجئين الأجانب فأنت عنصري!
مرة أخرى كما تلاحظون يقوم المثقفون والسياسيون اليساريون بتسليط سيف "تهمة العنصرية" على كل من يرفض خرمزة وقربلة بلده بالتدفقات الغوغائية الضخمة للمهاجرين الأجانب الشرعيين والغير الشرعيين.
ما دخل الهجرة بالعرق (race)؟!
هل من يريد أن يمسك أبناء بلده بمناصب الشغل ويرفض منحها للمهاجرين الأجانب بسعر رخيص (كما تتمنى الشركات الكبرى الجشعة) هو عنصري؟!
فالمعلوم أن الشركات الكبرى والميليارديرات في أوروبا وأمريكا يدعمون السياسيين اليساريين والأحزاب اليسارية لكي يمرروا لهم قوانين في البرلمان تغرق البلد باليد العاملة الأجنبية الرخيصة لتشتغل في كراجات الشركات الكبرى وفيلات الأثرياء وحدائقهم بأجوز زهيدة يرفضها عادة المواطنون. ويتظاهر هؤلاء الأثرياء "اليساريون" بالتعاطف مع المهاجرين الأجانب ولكن هؤلاء الأثرياء "اليساريين" المنافقين يعيشون في أحياء راقية باهظة الثمن بعيدا عن الأحياء الشعبية المهلوكة التي يتزاحم فيها المهاجرون مع المواطنين العاديين والفقراء. وهؤلاء الأثرياء "اليساريون" المنافقون حريصون على إرسال أولادهم إلى المدارس الخصوصية الباهظة الثمن بعيدا عن المدارس العمومية المزدحمة بأولاد الشعب وأولاد المهاجرين الأجانب.
الخطاب اليساري الموجه لعامة الشعب هو خطاب لاعقلاني. ويغطي على لاعقلانيته بالعاطفة والابتزاز العاطفي المتمثل في تهمة العنصرية.
ففي بريطانيا كان مشكل الهجرة الأجنبية الكثيفة والعارمة للبولونيين والرومانيين والبلغاريين إلى بريطانيا أبرز سبب لتصويت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يفرض على كل أعضائه فتح الحدود لكل سكان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بلا قيود.
كما تعلمون، البولونيون والرومانيون والبلغاريون بيض البشرة شقر الشعر مثل البريطانيين غالبا. فأنت في أغلب الحالات لن تستطيع التمييز بين بريطاني وبولوني من حيث المظهر واللون.
أين العنصرية هنا؟
لا توجد عنصرية هنا.
البريطانون ملوا وسئموا من استيلاء المهاجرين الأجانب (من بولونيا وبقية أوروبا الشرقية) على مناصب الشغل بأجور زهيدة وملوا وسئموا من الأزمة السكنية الخانقة في بريطانيا، وملوا وسئموا من ازدحام مستشفيات بريطانيا، فقرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي لكي تتمكن بريطانيا من غلق حدودها وتخفيض الهجرة إلى حد أدنى وفرض التأشيرة (الفيزا) على الأجانب في المطارات، ولكي يستطيع البريطانيون استرجاع مناصب الشغل والحصول على شقق بثمن مقبول في المدن الكبرى، ولكي تتوقف بريطانيا عن إرسال الملايير من الجنيهات إلى البيروقراطية الأوروبية المتضخمة الشرهة في بروكسيل.
ولكن ماذا قال اليساريون في بريطانيا حول تصويت غالبية البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ولإيقاف موجات الهجرة الهائلة من أوروبا الشرقية؟
قال اليساريون البريطانيون: العنصرية! العنصرية! العنصرية!
العرق الأبيض هو نفسه في بريطانيا وبولونيا ورومانيا وبلغاريا وشمال أوروبا.
لا توجد عنصرية هنا. القضية اقتصادية معيشية بحتة.
ولكن اليساريين مستمرون في العويل والصراخ: العنصرية! العنصرية! العنصرية!
وفي أمريكا يقوم مجانين اليسار بإطلاق نعت "العنصري" على كل مواطن أمريكي يعارض اجتياح الأراضي الأمريكية من طرف آلاف المهاجرين المكسيكيين السريين وعصابات المخدرات المكسيكية التي تعيث فسادا وإجراما في أمريكا. واليساريون الأمريكيون ينعتون ب"العنصري" كل من ينبه إلى الارتفاع الصاروخي في معدل الجرائم التي يرتكبها المهاجرون المكسيكيون بالمقارنة مع معدل الجرائم التي يرتكبها المواطنون الأمريكيون. ففي عقل اليساريين: "المكسيك عرق"! و"كل أمريكي ينتقد مكسيكيا فهو عنصري"! والحقيقة هي أن المكسيك بلد وليس عرقا، مثلما أن أمريكا بلد وليست عرقا.
وهذا الاضطراب المعرفي والفكري أو التضليل المتعمد وقيام اليساريين بتوزيع تهم "العنصرية" على كل من لم يعجبهم كلامه هي ظواهر نلاحظها في المغرب وإن بدرجة مختلفة.
المثقفون اليساريون والسياسيون اليساريون بالمغرب يرسخون باستمرار في عقول المغاربة بأن اليمين الأوروبي (النابع من جزء مهم من الرأي العام) الرافض للهجرات الأجنبية الضخمة وتدفق اللاجئين من سوريا والعراق وأفريقيا وآسيا هو "عنصري" أو "يميني متطرف". وهذا تضليل فكري يساري خبيث.
ولا شك في أن المغاربة في غالبيتهم يرفضون هجرة الأجانب إلى المغرب لأن الوضع الاقتصادي المغربي سيء جدا، والمهاجرون (شرعيين كانوا أو غير شرعيين) سيزاحمون المغاربة في لقمة العيش الصعبة وفي التفراش وفي المواصلات وفي المستشفيات المهلوكة، وسيتسبب المهاجرون في ارتفاع أسعار الشقق وانخفاض الأجور (لأن المهاجر السري أو المهاجر الفقير يشتغل بسعر رخيص دائما) فضلا عن الإجرام والإزعاج الذي يتسبب فيه كثير من المهاجرين، بينما الاقتصاد المغربي مهلوك أصلا والبطالة متفشية كالطاعون بالمغرب منذ سنين بصرف النظر عن الوباء الحالي.
3) خلاصات هامة:
- أفريقيا قارة وليست عرقا.
- أفريقيا متنوعة الألوان والأعراق منذ عشرات آلاف السنين ويوجد فيها: الأفارقة البيض، الأفارقة السمر، الأفارقة الداكنون، الأفارقة السود، وغيرهم.
- لا يوجد "عرق أفريقي".
- اللون الأسود أو العرق الأسود ليس مقتصرا على بعض أجزاء أفريقيا بل هو موجود أيضا في الهند والجزر الآسيوية ودولة Papua New Guinea شرق إندونيسيا وفي أستراليا (سكان أستراليا الأصليون سود البشرة).
- من ينتقد أفريقيا أو يسخر من أفريقيا ليس عنصريا. فلا يوجد "عرق أفريقي" ولا "عنصر أفريقي".
- إذا وصف أوروبي أبيض قارة أفريقيا ب"القارة المتخلفة" فهذا ليس تصريحا عنصريا بل هو وصف دقيق للواقع.
- من ينتقد أوروبا أو يسخر من أوروبا ليس عنصريا. فلا يوجد "عرق أوروبي" ولا "عنصر أوروبي".
- أفريقيا ليست قارة سوداء ولا قارة سمراء ولا قارة بيضاء. أفريقيا قارة.
- لا وجود ل"عرق أمازيغي" ولا "عرق جرماني" ولا "عرق عربي" ولا "عرق كردي" ولا "عرق صيني". هذه قوميات وبلدان وقبائل.
- من يحارب أو يكره الأمازيغية ليس عنصريا ولا عرقانيا. فالأمازيغية ليست عرقا. من يحارب أو يكره الأمازيغية هو "أمازيغوفوبي" Amazighophobe أو Berberophobe أو هو ضد-أمازيغي Anti-Amazigh أو Anti-Berber. وهذا نطبقه على باقي الشعوب والقوميات واللغات.
- من يكره أو يعارض المغرب Murakuc فهو ليس عنصريا بل هو Anti-Moroccan أي مضاد للمغرب أو معادي للمغرب أو بالأمازيغية Amgal-Murakucan.
- من يكره أو يعارض أمريكا ليس عنصريا بل هو Anti-American أو معادي لأمريكا.
- من يكره أو يعارض ألمانيا فهو ليس عنصريا بل هو Anti-German.
- الأوروبي الذي يشتكي من تدفق المهاجرين واللاجئين على بلده أو يشتكي من تفشي الإجرام والإزعاج والشغب في صفوف المهاجرين المغاربة أو السنغاليين أو غيرهم ليس عنصريا بل هو معارض للمهاجرين أو للهجرة أو مشتكي من الإزعاج. لا علاقة للعرق بالموضوع. فالمغرب ليس عرقا. وأوروبا ليست عرقا.
- المغربي الذي يرفض إغراق المغرب Murakuc بالمهاجرين الشرعيين والغير الشرعيين ليس عنصريا ولا عرقانيا بل هو مواطن معارض للهجرات الأجنبية المضرة بفرص الشغل للمغاربة.
- الأعراق (races) هي: العرق الأسمر، العرق الأبيض، العرق الأسود، العرق البني، العرق الأصفر...إلخ.
إذن، من لم يقل شيئا محددا واضحا صريحا ضد هذه الأعراق والألوان بالتحديد ولم يقحم في كلامه اللون المحدد أو شكل الجمجمة أو شكل الأنف أو الجينات أو غير ذلك من المميزات الشكلية واللونية فلا يحق لك أن تصفه ب"العنصري" (racist).
فلا تضع في سلة العنصريين / العرقانيين (racists) أناسا لم يذكروا العرق إطلاقا. لا تقحمهم مع هتلر والنازيين الجدد في سلة واحدة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.