قال محمد الساسي، القيادي في حزب الاشتراكي الموحد، إن المغرب يعرف إصلاحات، وأن الانتقال الديمقراطي يتطلب بعض الوقت، غير أنه عاد وتساءل: "هل يتطلب الانتقال الديمقراطي 55 سنة من الإصلاحات؟" قبل أن يجيب بأن الأمر لا يتطلب كل هذا الوقت، وضرب مثالا على ذلك بإسبانيا، التي انتقلت من الديكتاتورية نحو الديمقراطية في ظرف سبع سنوات (1975-1982)، والبرتغال وبعض بلدان أوربا الشرقية، ليخلص - الساسي- إلى أن المغرب لا يعرف انتقالا ديمقراطيا، بل "انتقالا سياسيا". وبخصوص الخطوات التي يجب اتخاذها للانتقال نحو الديمقراطية، أبرز الساسي، الذي كان يتحدث أمس الأحد في لقاء نظمه فرع حزب الاشتراكي الموحد بمدينة أكادير، أنه لا يمكن أن نتحدث عن الانتقال الديمقراطي ما دام مجلس الحكومة تابعا لمجلس الوزراء الذي يرأسه الملك، إذ لا بدّ من أن تكون الحكومة المنتخبة هي المسؤولة عن كل شيء لكي يحاسب الشعب من يسيّر شؤون البلاد، ولا بد - يقول- القيادي في حزب الاشتراكي الموحد من إصلاح القضاء، ومحاربة الفساد، وأن يكون لدينا إعلام منفتح. وفي ذات السياق وجّه الساسي نقدا حادا للإعلام الرسمي، وتساءل لماذا لا تفتح أبواب التلفزيون لندية ياسين، وعبد الله العروي مثلا، ولماذا لا تمنح القنوات العمومية فرصة لمعتقلي السلفية الجهادية الذين يقولون بأنهم تعرضوا للتعذيب داخل السجون من أجل مواجهة حفيظ بنهاشم أمام الرأي العام؟. وعلى صعيد آخر، قال القيادي في حزب الاشتراكي الموحد إنّ دستور 2011 تمّ إعداده على عجل، من أجل إطفاء نيران حركة 20 فبراير وليس من أجل إصلاح البلاد، مضيفا إن الدستور الحالي يعطي حقوقا غير مضمونة، "لأن القوانين يتمّ تأويلها حسبما اتفق"، وضرب مثالا على ذلك بالبند الذي يقول بأن المواثيق الدولية يتمّ تطبيقها في إطار القانون الداخلي، في إشارة إلى أنّ الحقوق التي تُعطى باليد اليمنى تُسحب باليد اليسرى، قبل أن يضيف: "ليس هناك في العالم دستور أكثر احتيالية من السدتور المغربي"، وهي الجملة التي اهتزت لها القاعة بالتصفيق. وبخصوص رؤيته لنظام الحكم في المغرب، شدد الساسي على أن الملكية لا يمكن أن تدخل إلى نظام ديمقراطي حقيقي إلا إذا تحولت إلى ملكية برلمانية، حيث يتحكم رئيس الحكومة في القرار، وأردف قائلا : "إن الملكية المغربية ليست نظاما ديكتاتوريا، لكنها ملكية شبه مطلقة، ولا أحد يتنازع في شرعيتها، غير أن المغرب مهدد بالانفجار الاجتماعي في أي لحظة، بسبب اقتصاد الريع والتفاوتات الطبقية والبطالة" يقول القيادي في حزب الاشتراكي الموحد.