الصورة: أرشيف يواصل طبيبان تابعان للفوج 37 للمشاة من القوات المسلحة الملكية تقديم الخدمات الطبية لسكان مدينة أقا وجماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك وجماعة توزونين وجماعة أيت وابلي، بسبب غياب أطباء تابعين لوزارة الصحة بالجماعات المذكورة منذ حوالي ثلاث سنوات. ويواظب الطبيبان المذكوران على تقديم الاستشارة الطبية وعلاج مرضى الجماعات المشار إليها بمساعدة الممرض الرئيسي والممرضات العاملات معه بالمركز الصحي الحضري لأقا، في صورة انسانية تتجاوز المفهوم الميكانيكي للوظيفة، وهو ما جنّب الوقت الحالي احتجاجات ضد وزارة الصحة التي يشرف عليها الحسين الوردي من داخل الحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران، خلافا للسنة الماضية التي عرفت احتجاجات وُصفت بغير المسبوقة، للمطالبة بتعيين أطباء وممرضين وتجهيز المرافق الصحية. وقال عمر أوتسلمت عضو هيأة تُطلق على نفسها "تنسيقية أقا من أجل التغيير" والتي تضم فاعلين وشخصيات محلية، إن الدولة تخلت عن واجباتها بشكل فظيع اتجاه سكان المنطقة، مبرزا أن المعاناة الصحية بأقا أكبر من أن يصفها تصريح، ومبينا أنه لولا تدخل القدر في أحيان كثيرة لحدثت الكوارث التي يمكن أن تزيد في تشويه السمعة "السيئة أصلا" لتدبير قطاع الصحة بالمغرب. وأشار أوتسلمت في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية أن المنطقة عرفت حالات وفيات كثيرة خلال السنوات الأخيرة كان من أهم أسبابها غياب أطباء بالمؤسسات الصحية، مسجلا الدور الكبير الذي يلعبه الممرضون والممرضات "لكن للأسف المشاكل تتجاوز طاقاتهم"، يؤكد المتحدث نفسه موجها الشكر إلى القوات المسلحة الملكية التي "لولاها لنسينا أننا مواطنون لنا الحق في الاستفادة من خدمات الأطباء العموميين". كما أشار الفاعل المدني نفسه أن المنطقة تعرف حالة استياء عارمة من الوضع الصحي "المتردي" تجتاح السكان، وتُهدد بانفجار قد لا تُحمد عقباه، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في توفير أطباء للسكان، وتوفير مؤسسات صحية قادرة على الاستجابة لحاجيات حوالي 20 ألف نسمة تقطن بهذه الربوع من الوطن. من جهته عبّر الطيب أشوهاض الإطار بالمديرية الجهوية للتخطيط بجهة كلميمالسمارة ومسؤول حزبي محلي عن أسفه لما قال عنه تأخر غير منطقي للحسين الوردي وزير الصحة في تنفيذ ما كان قد التزم به خلال زيارته للمنطقة بتعيين أطباء وتحسين الخدمات الصحية بالجماعات المذكورة، مشيرا إلى أن أقا وإقليم طاطا بشكل عام يُعتبر أكثر أقاليم جهة كلميم تضررا مما وصفه بسوء توزيع الموارد البشرية لوزارة الصحة، مسجلا أن نسبة تغطية الأطباء التابعين لوزارة الوردي لا تتجاوز طبيب لكل 11 الف نسمة بإقليم طاطا. يُشار إلى أن وزير الصحة كان قد وعد خلال زيارة قام بها إلى طاطا قبل خمسة أشهر بتعيين العدد الكافي من الأطباء بمختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارته بالإقليم، إلا أن السكان تفاجؤوا بأن لائحة التعيينات الأخيرة للأطباء لم تضم أي جماعة من الجماعات التابعة لإقليم طاطا.