بمشاركة المغرب.. انطلاق أشغال الدورة ال78 لجمعية الصحة العالمية    الرباط تستضيف أشغال الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين    عبد السلام بلقشور يعلن عدوله عن الترشح لرئاسة الرجاء الرياضي    أخنوش: الحكومة تحملت مسؤوليتها التاريخية بجرأة سياسية لطي ملف المتعاقدين بشكل نهائي    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    الكرة الذهبية 2025 .. نجوم العالم يتأهبون لمعركتهم في قلب باريس شتنبر المقبل    أخنوش يستعرض جهود الحكومة لتوسيع العرض المدرسي وتعزيز التعليم    "أمان".. دورية شرطة ذكية تضع المغرب في مصاف البلدان الرائدة في المجال الأمني    تأجيل استنطاق لخصم في ملف تبديد المال العام    هذه هي المعايير المعتمدة من قبل الداخلية لانتقاء الشباب للخدمة العسكرية    بوريطة يستقبل مسؤولا ببرلمان غانا    الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: دبلوماسيون يشيدون بالمقاربة الاستباقية للمغرب في تعزيز الأمن الداخلي    أخنوش: لا نسعى لتكريس النخبوية ونراهن على "مدارس الريادة" لضمان الجودة والعدالة التربوية    قيادات: جهة بني ملال "قلعة بامية"    « "Shining Fès" : و"Rising Ouarzazate": انطلاقة جديدة للسياحة المغربية»    القطار فائق السرعة يتحول إلى سلحفاة بسبب عطب تقني ناتج عن قطع الألياف البصرية    البراق يتوقف عن العمل و المكتب الوطني للسكك الحديدية يكشف السبب    البرلمان المغربي يحتضن الدورة ال83 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي    النصيري يسجل هدفا في فوز فنربخشة أمام أيوب سبور (2-1)    مليونا شخص يتضورون جوعا في غزة    النيابة العامة تطالب بحضور الشهود في ملف "قتل الشاب بدر" بالبيضاء    حريق يشبّ بمستودع قرب المحمدية    تفشي إنفلونزا الطيور .. اليابان تعلق استيراد الدواجن من البرازيل    ستيفان عزيز كي يعزز صفوف الوداد    مهرجان "ماطا" للفروسية يحتفي بربع قرن من الازدهار في دورة استثنائية تحت الرعاية الملكية    المهرجان الدولي لفن القفطان يحتفي بعشر سنوات من الإبداع في دورته العاشرة بمدينة طنجة    بين الراب والإحساس.. "لواليدة" تكشف جانبًا جديدًا من أسلوب مصطفى قادري    ب130 مليار درهم.. "طاقة المغرب" تعلن عن شراكة استثمارية كبرى في الطاقة والمياه    إيهاب أمير يطلق جديده الفني "انساني"    خبراء وإعلاميون وباحثون وأكاديميون يناقشون" مسؤولية الإعلام في صيانة التراث الثقافي والطبيعي الوطني"، في ندوة احتضنها بيت الصحافة بطنجة    "درونات" الأمن الوطني.. استشراف ميداني للتهديدات الأمنية المعقدة    مشاركة مكثفة في "خطوات النصر النسائية" ببن جرير    تشخيص جو بايدن بنوع "شرس" من سرطان البروستاتا وانتشار المرض إلى عظامه    ورشة مغربية-فرنسية لدعم أولى تجارب المخرجين الشباب    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مرسيليا تحتفي بالثقافة الأمازيغية المغربية في معرض فني غير مسبوق    مدرب منتخب أقل من 20 سنة: اللاعبون قدموا كل ما لديهم والتركيز حاليا على كأس العالم المقبل    مليونا شخص يتضورون جوعا في غزة    العلاقات المغربية السورية: بين مدّ قومي وجزر سياسي    أنشيلوتي: مودريتش سيقرر مصيره بهدوء.. وهذه نصيحتي لثلاثي المستقبل    مباريات السد.. السوالم يواجه أولمبيك الدشيرة والحسنية تلاقي رجاء بني ملال    سفارة الصين بالمغرب: فيديو الملك الراحل الحسن الثاني وهو يدافع عن الصين بالأمم المتحدة حصد أكثر من 100 ألف إعجاب خلال يومين فقط على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية    التلفزيون الجزائري في قلب فضيحة دعائية: بث مشاهد إسبانية كمزاعم عن "نفق سري" بين المغرب والجزائر    الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار وتهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية    تأخيرات وإلغاءات.. الخطوط الملكية المغربية تحذر مسافريها من وإلى باريس أورلي    المغرب ‬يسعى ‬إلى زيادة ‬صادراته من ‬السيارات ‬نحو ‬مصر    العيش البيئي واقتصاد الكارثة    22 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة    تشخيص إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا    ارتفاع حركة المسافرين بمطار الحسيمة بنسبة 19% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025    تقرير رسمي.. بايدن مصاب بسرطان البروستاتا "العنيف" مع انتشار للعظام    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    التوصيات الرئيسية في طب الأمراض المعدية بالمغرب كما أعدتهم الجمعية المغربية لمكافحة الأمراض المعدية    وزارة الصحة تنبه لتزايد نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم وسط المغاربة    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة ..أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جامعة ‬الكرة ..‬مختبر ‬التجارب ‬الفاشلة

منذ ‬أربع ‬سنوات ‬وأغنى ‬جامعة ‬رياضية ‬في ‬البلاد ‬تجرب ‬خيارات ‬‮ «‬فاسدة‮»‬ ‬في ‬المنتخب ‬الوطني ‬الأول، ‬إمعانا ‬في ‬الهروب ‬إلى ‬الأمام ‬كل ‬مرة ‬تقترب ‬فيها ‬العاصفة ‬من ‬رأسها ‬عقب ‬كل ‬خيبة ‬أو ‬فشل ‬ذريع، ‬وفي ‬كل ‬مرة ‬كان ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬ومن ‬معه ‬يجدون ‬وصفة ‬جديدة ‬لتبديد ‬كل ‬الغضب ‬الموجه ‬ضدهم، ‬كان ‬اختيار ‬رشيد ‬الطاوسي ‬ورقة ‬أخرى ‬يتم ‬حرقها ‬من ‬بين ‬أوراق ‬كثيرة ‬في ‬سبيل ‬البقاء، ‬والقادم ‬قد ‬يكون ‬أسوأ.‬
بدا ‬الأمر ‬كإفلاس ‬حقيقي ‬لا ‬يمكن ‬تفادي ‬الإعلان ‬الرسمي ‬عنه ‬هذه ‬المرة، ‬خسارة ‬منتخب ‬كرة ‬القدم ‬الأول ‬الأخيرة ‬في ‬تنزانيا ‬في ‬إقصائيات ‬كأس ‬العالم ‬حطمت ‬أسطورة ‬خطابات ‬التفاؤل ‬والأمل ‬الزائف، ‬الذي ‬غذاه ‬طرح ‬رسمي ‬يحترف ‬تحويل ‬الهزائم ‬إلى ‬انتصارات ‬وهمية.
‬سقط ‬كل ‬شيء ‬في ‬الوحل، ‬مسؤولو ‬جامعة ‬كرة ‬القدم ‬سيكونون ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬صنع ‬أعذار ‬أكثر ‬إقناعا ‬لجمهور ‬كرة ‬القدم ‬في ‬هذا ‬البلد ‬المتعطش ‬لأي ‬فرحة ‬صغيرة، ‬واتضح ‬بشكل ‬جلي ‬أن ‬الأمر ‬أبعد ‬ما ‬يكون ‬عن ‬كبوات ‬عابرة ‬أو ‬أزمة ‬مدربين ‬أو ‬لاعبين، ‬ولم ‬يعد ‬ممكنا ‬أن ‬تفصل ‬النتائج ‬الأخيرة ‬المذلة ‬للمنتخب ‬الأول ‬والمنتخبات ‬الوطنية ‬عن ‬قيادة ‬جامعة ‬كروية ‬ظلت ‬لوقت ‬طويل ‬شأنا ‬سياديا ‬يحظر ‬الاقتراب ‬منه.
‬هنا ‬تحديدا ‬يختلط ‬الرياضي ‬بالسياسي، ‬ويتجدد ‬السؤال ‬عن ‬جامعة ‬راكمت ‬مسلسلا ‬طويلا ‬من ‬الأخطاء ‬والقرارات ‬العابثة ‬وغير ‬المفهومة، ‬والتي ‬أفضت ‬إلى ‬نتائج ‬مدمرة ‬وكارثية ‬دون ‬أن ‬يسائلها ‬أحد، ‬أو ‬يكون ‬مصيرها ‬موضع ‬شك؟ ‬إخفاقان ‬في ‬الوصول ‬إلى ‬كأسين ‬عالميين، ‬وخروج ‬من ‬الدور ‬الأول ‬في ‬كأسين ‬قاريتين، ‬ليست ‬هناك ‬محصلة ‬تؤشر ‬على ‬الإفلاس ‬المطلق ‬أكثر ‬من ‬هذه.‬
المسرحية
تبدو ‬نتيجة ‬مباراة ‬تنزانيا ‬والوجه ‬المهين ‬الذي ‬ظهر ‬به ‬الفريق ‬الممثل ‬للكرة ‬المغربية ‬في ‬مباراة ‬الأحد ‬الأخيرة ‬مجرد ‬تحصيل ‬حاصل ‬في ‬قصة ‬أكبر، ‬فلم ‬تكن ‬المهزلة ‬ممكنة ‬لو ‬لم ‬تمر ‬نتائج ‬مشابهة ‬ومتكررة ‬منذ ‬وصول ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬إلى ‬قيادتها ‬مرور ‬الكرام، ‬دون ‬تحديد ‬المسؤوليات ‬ووضع ‬الأصبع ‬على ‬الجرح ‬دون ‬وجل، ‬كان ‬يفترض ‬أن ‬يشكل ‬الخروج ‬من ‬نهائيات ‬بطولة ‬قارية ‬مهمة ‬بحجم ‬كأس ‬إفريقيا ‬فرصة ‬للاعتراف ‬بفشل ‬الجامعة ‬في ‬تدبير ‬شؤون ‬الرياضة ‬الأكثر ‬شعبية ‬في ‬البلاد، ‬لكن ‬لا ‬شيء ‬من ‬ذلك ‬حصل، ‬واستمر ‬التطبيع ‬مع ‬الفشل ‬بشكل ‬غريب، ‬باستخدام ‬آلة ‬بروبغندا ‬تسوق ‬للأمر ‬بشكل ‬موفق ‬وخادع.
‬الإعلامي ‬الرياضي ‬يونس ‬الخراشي ‬يتحدث ‬هنا ‬عن ‬جهات ‬تتحالف ‬مع ‬طغيان ‬مشاعر ‬الرغبة ‬في ‬الفوز ‬لدى ‬الناس، ‬وتركب ‬عليها، ‬ضمنها ‬المدرب، ‬واللاعبون ‬أنفسهم، ‬والطاقم ‬بشكل ‬عام، ‬فضلا ‬عن ‬إدارة ‬الجامعة، ‬زيادة ‬على ‬جزء ‬عريض ‬من ‬الإعلام ‬الذي ‬يقدم ‬المنتخب ‬كما ‬لو ‬أنه ‬فائز ‬أصلا ‬في ‬كل ‬مرة، ‬كان ‬يحصل ‬ذلك ‬قبل ‬كل ‬مباراة ‬أو ‬استحقاق ‬يخوضه ‬المنتخب ‬المغربي.‬
بعد ‬إقصاء ‬المنتخب ‬المغربي ‬من ‬نهائيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬الأخيرة ‬في ‬جنوب ‬إفريقيا، ‬اشتغلت ‬هذه ‬الآلة ‬مجددا ‬لتصوير ‬الخروج ‬على ‬أنه ‬مؤشر ‬على ‬بداية ‬تشكيل ‬نواة ‬منتخب ‬جديد، ‬يكون ‬قادرا ‬على ‬المنافسة ‬في ‬الاستحقاقات ‬القادمة، ‬أغمضت ‬الأعين ‬عن ‬الخروج، ‬وتم ‬الانتصار ‬لترويج ‬خطاب ‬متفائل ‬عن ‬الأمل، ‬لم ‬يكن ‬أمام ‬رشيد ‬الطاوسي ‬سوى ‬الدفع ‬بنفس ‬الخطاب ‬بعد ‬الزج ‬به ‬في ‬معمعان ‬معقد ‬لا ‬يعرف ‬لا ‬بدايته ‬ولا ‬نهايته ‬ولا ‬يجد ‬أمامه ‬سوى ‬السقوط ‬في ‬فخ ‬مناقضة ‬نفسه ‬بانتقاد ‬اللاعبين ‬الذين ‬اختارهم ‬بنفسه.
‬كانت ‬النتيجة ‬في ‬كل ‬مرة ‬أفدح، ‬لكن ‬لنفهم ‬الصورة ‬بشكل ‬أكثر ‬دقة ‬علينا ‬أن ‬نعود ‬أشهرا ‬إلى ‬الوراء؟ ‬بعد ‬الهزيمة ‬أمام ‬الموزمبيق ‬في ‬ذهاب ‬تصفيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬الأخيرة، ‬وجد ‬المسؤولون ‬أنفسهم ‬أمام ‬وضع ‬محرج ‬يغذيه ‬حنق ‬شعبي ‬عارم ‬على ‬سياسات ‬الجامعة ‬ومطالب ‬جدية ‬بإسقاطها ‬، ‬لم ‬يكن ‬من ‬حل ‬أمامها ‬آنذاك ‬سوى ‬التخلص ‬من ‬إريك ‬غيرتس ‬بفسخ ‬عقده،وتحميله ‬مسؤولية ‬الفشل ‬بخرجات ‬إعلامية ‬مدروسة ‬بانتقاء، ‬تتحدث ‬عن ‬توفير ‬جميع ‬الظروف ‬لغيرتس.
‬بعدها ‬أراد ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬أن ‬يبعث ‬مؤشرات ‬على ‬استجابة ‬مفترضة ‬لمطلب ‬شعبي ‬بتعيين ‬مدرب ‬وطني ‬محلي، ‬بالإعلان ‬عن ‬تشكيل ‬لجنة ‬لاختيار ‬مدرب ‬وطني ‬لقيادة ‬الفريق ‬الوطني ‬المغربي ‬في ‬تلك ‬اللحظات ‬العصيبة ‬والحرجة، ‬كان ‬المقصود ‬تصوير ‬الأمر ‬على ‬أن ‬الجامعة ‬أصبحت ‬واعية ‬بتغيير ‬طريقة ‬تعاملها ‬وتدبيرها ‬لملف ‬اختيار ‬الناخب ‬الوطني.
‬أرادت ‬جامعة ‬الفاسي ‬الفهري ‬من ‬خلال ‬حبكة ‬درامية ‬محكمة ‬الإخراج ‬تقديم ‬الأمر ‬على ‬أنها ‬تعيش ‬لحظة ‬تاريخية ‬فارقة ‬تحدث ‬لأول ‬مرة، ‬بأن ‬تختار ‬بين ‬أربعة ‬مدربين ‬وطنيين ‬حسب ‬البرامج ‬التي ‬سيقدمونها ‬أمام ‬لجنة ‬الاختبار، ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬كانت ‬تشتغل ‬فيه ‬الآلة ‬نفسها ‬لتحويل ‬مطلب ‬جماهيري ‬وشعبي ‬بتعيين ‬بادو ‬الزاكي ‬على ‬رأس ‬المنتخب ‬الوطني، ‬إلى ‬مطلب ‬‮ «‬شعبوي»‬ ‬و‮«‬غير ‬واقعي‮»‬ ‬ولا ‬يستند ‬إلى ‬قراءات ‬صحيحة ‬للوضع ‬الحالي.
‬كان ‬العنوان ‬الأبرز ‬لهذا ‬الطرح ‬الذي ‬تم ‬تسويقه ‬على ‬نحو ‬واسع ‬على ‬المستوى ‬الإعلامي ‬أن ‬‮«‬الزاكي ‬لا ‬يصلح ‬ليكون ‬رجل ‬المرحلة‮»‬، ‬كان ‬هذا ‬الضغط ‬يصب ‬في ‬اتجاه ‬ترجيح ‬كفة ‬خيار ‬محسوم ‬سلفا، ‬وجعل ‬عمل ‬لجنة ‬اختير ‬أعضاؤها ‬بعناية ‬شكليا ‬فقط، ‬بعد ‬أن ‬تم ‬تسريب ‬اسم ‬رشيد ‬الطاوسي ‬كمدرب ‬للمنتخب ‬المغربي ‬قبل ‬يومين ‬من ‬الموعد ‬المفترض ‬للإعلان ‬الرسمي، ‬خرج ‬الخبر ‬مصحوبا ‬بنتائج ‬الاختبار ‬المزعوم ‬لاستباق ‬أي ‬رد ‬فعل ‬غاضب ‬على ‬عدم ‬اختيار ‬الزاكي، ‬كان ‬التفسير ‬المقدم ‬آنذاك ‬هو ‬أن ‬رشيد ‬الطاوسي ‬قدم ‬برنامجا ‬متكاملا، ‬في ‬حين ‬أن ‬عرض ‬الزاكي ‬لم ‬يكن ‬مقنعا ‬أمام ‬اللجنة ‬الرباعية ‬التي ‬عهدت ‬إليها ‬مهمة ‬الاختيار.
‬وفي ‬تلك ‬الأثناء ‬كان ‬وزير ‬الشباب ‬والرياضة ‬يؤكد ‬أن ‬المدرب ‬لن ‬يختار ‬لاسمه ‬ولكن ‬نظرا ‬لسيرته ‬الذاتية، ‬وهو ‬ما ‬كان ‬يشير ‬بشكل ‬واضح ‬إلى ‬أن ‬الأمور ‬كانت ‬تتجه ‬في ‬اتجاه ‬معين، ‬وجدت ‬الجامعة ‬هذه ‬المرة ‬سلاحا ‬فتاكا ‬اسمه ‬‮ «‬البروفايل‮»‬ ‬للتغلب ‬على ‬فيض ‬المشاعر ‬والعواطف ‬الضاغطة ‬في ‬اتجاه ‬عودة ‬الزاكي، ‬ولتحقيق ‬ذلك، ‬فهي ‬كانت ‬تحتاج ‬فقط ‬إلى ‬سيناريو ‬ممتاز، ‬وقصة ‬جيدة، ‬وممثلين ‬بارعين، ‬وآلة ‬تسويق ‬إعلامية ‬ناجحة: ‬كل ‬مقومات ‬الوصفة ‬الكاملة ‬كانت ‬متوفرة ‬لتمرير ‬هذا ‬الاختيار ‬بأقل ‬الخسائر ‬والارتدادات، ‬وهي ‬لا ‬تمانع ‬في ‬سبيل ‬كل ‬ذلك ‬في ‬تقديم ‬كعكة ‬مسمومة ‬إلى ‬رجل ‬متعطش ‬لبناء ‬مجد ‬شخصي ‬وتقديمه ‬‮«‬كبش ‬محرقة‮»‬ ‬لأي ‬فشل ‬محتمل، ‬رجل ‬لا ‬يطرح ‬أية ‬شروط ‬ولا ‬يبدي ‬أية ‬ممانعة ‬في ‬اعتراض ‬طريق ‬أية ‬إملاءات.‬
حقل ‬‮«‬تجارب ‬بائسة‮»‬
حققت ‬مباراة ‬العودة ‬الغريبة ‬أمام ‬الموزمبيق ‬نجاحا ‬مبهرا ‬لهذا ‬السيناريو، ‬الذي ‬لم ‬يخرج ‬عن ‬سياق ‬التجارب ‬البائسة ‬التي ‬كررتها ‬الجامعة ‬منذ ‬أربع ‬سنوات، ‬وتم ‬الاحتفاء ‬بهذا ‬الانتصار ‬بشكل ‬خرافي ‬مهول ‬كما ‬كان ‬الحال ‬في ‬مباراة ‬الجزائر ‬في ‬تصفيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬2012، ‬قدم ‬اختيار ‬الجامعة ‬الجديد ‬كضربة ‬معلم، ‬قبل ‬أن ‬تبين ‬المباريات ‬أن ‬جامعة ‬الكرة ‬لم ‬تكن ‬تفعل ‬سوى ‬نقل ‬الجمرة ‬الملتهبة ‬من ‬يد ‬إلى ‬أخرى، ‬من ‬التركيبة ‬الرباعية ‬العجيبة، ‬مرورا ‬بإريك ‬غيرتس، ‬ووصولا ‬إلى ‬رشيد ‬الطاوسي ‬بدا ‬المشهد ‬معادا.
‬أشخاص ‬‮«‬معينون‮»‬ ‬في ‬وضع ‬مريح ‬مستمد ‬من ‬القرب ‬من ‬الدوائر ‬العليا ‬للدولة ‬يتحملون ‬المسؤولية ‬ويحاولون ‬الهروب ‬إلى ‬الأمام ‬ما ‬أمكن، ‬ومسح ‬أخطائهم ‬في ‬الحكم ‬تارة ‬وفي ‬الطقس ‬حينا، ‬وفي ‬المدرب ‬الذي ‬اختاروه ‬حينما ‬تسوء ‬الأمور، ‬وهم ‬يعلمون ‬أن ‬لا ‬مانشيتات ‬الصحف ‬ولا ‬غضب ‬الشارع ‬قد ‬يهدد ‬مناصبهم.
‬الباحث ‬في ‬الرياضة ‬منصف ‬اليازغي ‬يتذكر ‬في ‬هذا ‬الإطار ‬تصريح ‬رئيس ‬الجامعة ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬الذي ‬نقل ‬عنه ‬تصريح ‬بعد ‬البطولة ‬الإفريقية ‬بأن ‬الملك ‬وحده ‬من ‬يملك ‬قرار ‬رحيله ‬عن ‬رئاسة ‬أغنى ‬جامعة ‬رياضية ‬في ‬البلاد، ‬‮«‬ ‬لقد ‬تولد ‬الاقتناع ‬لدى ‬رئيس ‬الجامعة ‬المغربية ‬لكرة ‬القدم ‬أنه ‬وكما ‬هو ‬الحال ‬بالنسبة ‬لمن ‬سبقوه ‬يستمد ‬شرعيته ‬من ‬‮«‬تعيين ‬فوقي ‬‮«‬ ‬بعد ‬إعلانه ‬رئيسا ‬في ‬الجمع ‬العام ‬الشهير ‬بتاريخ ‬السادس ‬عشر ‬من ‬أبريل ‬من ‬سنة ‬2009، ‬هذه ‬القناعة ‬استمدها ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬من ‬التجارب ‬السابقة ‬التي ‬ظل ‬خلالها ‬الرؤساء ‬المتعاقبون ‬على ‬جامعة ‬الكرة ‬في ‬مناصبهم ‬حتى ‬صدور ‬أمر ‬فوقي ‬يقضي ‬بعكس ‬ذلك، ‬وبالتالي ‬فالرئيس ‬الحالي ‬يعتقد ‬أنه ‬يسري ‬عليه ‬ما ‬سرى ‬على ‬الآخرين، ‬ويعتبر ‬نفسه ‬مرشحا ‬للسلطة‮»‬، ‬من ‬يحاسب ‬إذن ‬جامعة ‬احترفت ‬العبث، ‬رئيسها ‬غير ‬شرعي، ‬ولم ‬تعقد ‬جمعها ‬العام ‬منذ ‬أربع ‬سنوات؟ ‬الجواب ‬لدى ‬وزير ‬الشباب ‬والرياضة ‬في ‬موعد ‬الجمع ‬العام ‬القادم ‬الذي ‬مازال ‬في ‬علم ‬الغيب، ‬وفي ‬انتظار ‬ذلك ‬يستمر ‬تملص ‬‮«‬الآباء ‬الشرعيين‮»‬ ‬لهزائمنا ‬الكروية ‬من ‬مسؤولياتهم ‬بشكل ‬مستفز. ‬
الناخب ‬الوطني ‬رشيد ‬الطاوسي ‬ضحية ‬‮«‬الكعكة ‬المسمومة‮»‬
هل ‬كان ‬رشيد ‬الطاوسي ‬واعيا ‬فعلا ‬بما ‬ينتظره، ‬حينما ‬قبل ‬عرضا ‬ملغوما ‬لتدريب ‬المنتخب ‬الوطني ‬في ‬مرحلة ‬دقيقة ‬وحساسة؟ ‬هل ‬كان ‬الإطار ‬الوطني ‬يعرف ‬أنه ‬سيجد ‬نفسه ‬وحيدا ‬للدفاع ‬عن ‬نفسه ‬وعن ‬اختياراته ‬أمام ‬الرأي ‬العام، ‬بشكل ‬جعله ‬في ‬كثير ‬من ‬الأحيان ‬مثارا ‬لشيء ‬من ‬السخرية، ‬بدا ‬الرجل ‬ك «العاجز‮»‬ ‬وظهر ‬أن ‬أمورا ‬كثيرة ‬تجاوزته ‬فعلا، ‬ولم ‬يجد ‬في ‬دورة ‬جنوب ‬إفريقيا ‬سوى ‬الحديث ‬عن ‬خذلان ‬بعض ‬اللاعبين ‬الذين ‬كان ‬يعول ‬عليهم، ‬ثم ‬كرر ‬مباشرة ‬بعد ‬مباراة ‬تنزانيا ‬الخطاب ‬نفسه، ‬حينما ‬صرح ‬بالحرف«‬ ‬هل ‬علي ‬أن ‬أدخل ‬الكرة ‬بنفسي ‬إلى ‬الشباك ‬؟‮» ‬واصفا ‬بعض ‬اللاعبين ‬الذين ‬اختارهم ‬بنفسه ‬بالسذاجة ‬وآخرين ‬بقلة ‬التجربة، ‬ليبدأ ‬بمناقضة ‬نفسه ‬وتصريحاته ‬السابقة ‬التي ‬كانت ‬تشيد ‬بنفس ‬اللاعبين ‬وتؤكد ‬أنهم ‬يشكلون ‬نواة ‬منتخب ‬تنافسي ‬جديد، ‬الحقيقة ‬أن ‬الرجل ‬استمر ‬في ‬بيع ‬الوهم ‬منذ ‬وصوله ‬إلى ‬تدريب ‬المنتخب ‬الوطني، ‬دون ‬أن ‬يعي ‬أنه ‬يحرق ‬نفسه ‬فقط ‬في ‬بورصة ‬المدربين ‬ويقدم ‬نفسه ‬ك«كومبارس‮»‬ ‬يستعمل ‬فقط ‬لتجاوز ‬عاصفة ‬هوجاء، ‬فهو ‬فشل ‬في ‬حشد ‬الدعم ‬الشعبي ‬الذي ‬كان ‬يمكن ‬أن ‬يحصل ‬عليه ‬لو ‬حصل ‬على ‬النتائج ‬المرجوة، ‬وترك ‬الآن ‬وحيدا ‬لمجابهة ‬مصيره.‬
* العدد 13 من "مجلّة هسبريس"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.