الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    مكناس: تعبئة شاملة لاستقبال ضيوف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    أعلنت شركة التكنولوجيا الأمريكية (ميتا)، إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني "ميتا إيه آي" عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مثل "واتساب" و"إنستغرام" و"فيسبوك" و"مسنجر".    فيديو لسائحة أجنبية ينتهي بتوقيف منتحل صفة بفاس    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بطل مسلسلات "ليالي الحلمية" و"أرابيسك" عن عمر 81 سنة    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    الطالبي العلمي كاعي من البلوكاج لي داير لشكر لهياكل مجلس النواب واللي تسبب فتعطيل المؤسسة التشريعية    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الفصل الأول من سنة 2024    "لارام" وشركة "سافران" تعززان شراكتهما بمجال صيانة محركات الطائرات    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    الهجوم الإسرائيلي على إيران.. هل ينهي المواجهة المباشرة أم يشعل فتيلها؟    إسرائيل تقصف أصفهان بمسيّرات.. وإيران: لا تقارير عن هجوم من الخارج    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    رغم غلق الأجواء.. فريق مغربي يسافر في رحلة مباشرة إلى الجزائر    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    عساكرية من مالي والنيحر شاركو مع البوليساريو فتمرين دارتو دزاير (تصاور)    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    نقابة تتهم حيار بتعطيل الحوار الاجتماعي ومحاولة تصفية وكالة التنمية الاجتماعية    تعزية لعائلة الجايحي في وفاة الحاج علال    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    جورنالات صبليونية: هليكوبتر بالشعار الملكي والدرابو بالحمر حطات فمطار كاستيون    هجرة .. المشاركون في الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا يشيدون بالالتزام القوي لجلالة الملك في تنفيذ الأجندة الإفريقية    حملة جديدة لتحرير الملك العام في مدينة العرائش أمام تغول الفراشة    جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال        قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2099 الخاص بالصحراء
نشر في هسبريس يوم 02 - 05 - 2013


قرار يجعل المغرب أمام تحديات صعبة ومسؤوليات خطيرة
انشغل الرأي العام الوطني الأسبوع الماضي بالقرار رقم 2099 الصادر عن مجلس الأمن يوم 25 ابريل 2013 في موضوع تمديد صلاحيات المينورسو وقد أسال هذا القرار الكثير من المداد وكأن المغرب قد حقق نصرا نهائيا في قضية الصحراء في حين ان القرار جاء منسجما مع المادة 6 من ميثاق الأمم المتحدة .
وبعيدا عن القراءات الأحادية والتأويلية، نقول ان هذا القرار بحاجة الى كثير من التحليل لتصحيح عدة افكار مغلوطة متداولة غالبا ما يتجاهلها السياسيون والإعلاميون والأكاديميون المغاربة وهي ان كل تقارير الأمم المتحدة او تقارير مجلس الأمن او التقارير الإقليمية او الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان تعتبر قضية الصحراء موضوع نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو تم تدويله من خلال قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار والبحث عن حل سياسي متوافق ونهائي للقضية، وعلى هذا الأساس فمن ناحية القانون الدولي تعتبر الصحراء غير خاضعة للسيادة الكاملة للمغرب انسجاما مع قرار مجلس الأمن رقم 690 الصادر سنة 1991 المنشئ لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء ،هذا القرار الذي جاء بناء على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة رقم Sl22464 من اجل إيجاد تسوية للنزاع المسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو على أساس مبدأ وقف إطلاق النار ، وتولي الامين العام للأمم المتحدة -خلال فترة انتقالية- الإشراف على الاستفتاء الذي يكون فيه لسكان الصحراء الخيار اما الاستقلال او الاندماج .
ولتفكيك القرار رقم 2099 الصادر عن مجلس الأمن والخاص بالصحراء، حاولنا مقاربته على الشكل التالي:
-1- سياق القرار: جاء التصويت على هذا القرار بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن مشروعها الذي كانت تريد تقديمه الى مجلس الأمن والرامي لتوسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان بالصحراء وهي المسودة التي زلزلت المغرب بكل مكوناته واستهدفت ضرب سيادة المغرب في العمق تحت طائلة مراقبة حقوق الإنسان ، مسودة يشم منها رائحة النفط والمال الجزائري الذي أغرى بعض المنظمات الدولية لتطالب بتوسيع مهام المينورسو بالصحراء.
-2- مرجعيات القرار: شكل القرار ثوابت مجلس الأمن اتجاه ما يسمئ ب الصحراء الغربية بالنسبة للمجتمع المجتمع الدولي والصحراء المغربية بالنسبة للمغرب .ويستمد القرار رقم 2099- الذي صادق عليه مجلس الأمن يوم 25 ابريل 2013 - مرجعياته القانونية من جميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن السابقة بشأن الصحراء الغربية،ودعم الأمين العام لمبعوثه الشخصي للصحراء لتنفيذ قرارات 1754 (2007)، 1783 (2007)، 1813 (2008)، 1871 (2009)، 1920 (2010)، 1979 (2011)، و 2044 (2012)، وهي قرارات تجسد رغبة مجلس الأمن لايجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، لكن اخطر ما يتردد في هذه القرارات هو ربط هذا الحل بما يكفل تقرير المصير للشعب الصحراوي) دون ان يحدد من هو يكون هذا الشعب (وفق مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وبلغة مطاطية وفضفاضة طالب التقرير دول الجوار التعاون مع بعضها البعض ومع الأمم المتحدة لوضع حد للمأزق الراهن دون ان تشير هذه القرارات الى الجزائر بكونها العائق الحقيقي في إيجاد حل سياسي لهذا النزاع رغم معرفة واقتناع كل من الأمين العام للامم المتحدة ومبعوثه الشخصي روس وكل رؤساء دول أعضاء مجلس الأمن بهذه الحقيقة.
-3- أهداف القرار :لهذا القرار على غرار باقي القرارات الأممية السابقة أهدافا ظاهرة وأخرى مطمورة .وفي ما يخص أهداف هذا القرار فاه اعاد التزام مجلس الأمن البحث عن حل سياسي مقبول عادل ودائم من طرف كل الأطراف سيسمح لكل سكان الصحراء بتقرير مصيرهم على خلفية الترتيبات المتفق بشأنها والمدعومة بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة للخروج من المأزق الحالي دون ان يحدد إطار هذا الحل والياته ، رغم معرفة أعضاء مجلس الأمن بتناقض المواقف بين المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر في ملف الصحراء.. ولغايات جيو سياسية واقتصادية في المنطقة العربية والإفريقية ربط القرار حل قضية الصحراء بتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الساحل .
-4- القرار حل النزاع حول الصحراء : من بين الآليات التي ركز عليها القرار لحل هذا النزاع المزيد من التفاوض بين المغرب والبوليساريو وكل دول الجوار تحت مظلة الامم المتحدة، والإبقاء على كل عمليات حفظ السلام بما في ذلك بعثة المينورسو، واتباع مجلس الأمن مقاربة إستراتيجية لأدوات حفظ السلام ، وبناء الثقة بين الطرفين تنفيذا لخطة المكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين المحدثة في يناير 2012. لكن القرار سكت عن تحديد اجندة لتسوية النزاع ، وعن مآل نزاع الصحراء في حالة ما فشلت الأطراف في ايجاد حل له .
-5- القرار والوضع العام بالصحراء: عبر القرار عن قلق مجلس الأمن اتجاه المغرب والبوليساريو عن الانتهاكات للاتفاقات القائمة ،داعيا اياهم -و بلغة صارمة – احترام التزاماتهم ، ومشيدا في نفس الوقت بالمقترح المغربي لسنة 2007 ، ومرحبا بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية لتحريك قدما بالعملية صوب التسوية، وايضا بمقترح جبهة البوليساريو لسنة 2007 . ونلاحظ – هنا- كيف وضع القرار المغرب ومقترحه وجبهة البوليساريو ومقترحها في نفس الكفة وفي هذا انتقاص من قيمة المغرب كدولة عضو في الامم عكس جبهة البوليساريو التي ما هي بدولة ولا بكيان بل مجرد منظمة عميلة للنخبة العسكرية الجزائرية التي تستثمرها كآلية لتصفية حسابات سياسية وتاريخية مع المغرب .
6- وضع حقوق الإنسان في الصحراء : طالب التقرير بضرورة احترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية ومخيمات تندوف، وتشجيع الأطراف للعمل مع المجتمع الدولي لوضع وتنفيذ تدابير مستقلة وذات مصداقية لضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا . و اخطر ما جاء في هذا القرار في باب حقوق الإنسان هو مساواة الوضع الحقوقي بالمغرب بالوضع الحقوقي بتندوف ضاربا عرض الحائط دسترة حقوق الإنسان بالمغرب وبكل مجهوداته في هذا الباب رغم إشادة القرار بالمجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان وباللجان العاملة في الداخلة والعيون، والتعاون المغربي مع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.ولم تقف خطورة القرار عند هذا الحد بل انه أكد ان مجلس الأمن لن يقبل استمرار الوضع الحقوقي الحالي بالصحراء ، لذى نتمنى ان تأخذ الدولة المغربية ما جاء حول الوضع الحقوقي بالصحراء في هذا القرار مأخذ جد لان أي خطا يرتكب من طرفها ستؤدي فاتورته باهظة لان القوى والمنظمات التي لم تتوفق في توسيع مهام المينورسو ستغير إستراتيجيتها نحو إثارة الفتنة داخل الصحراء المغربية لتعيد مسالة حقوق الإنسان وحرية التجمع السلمي وإنشاء الجمعيات بالصحراء للواجهة الدولية .
-7- توصيات القرار : بعد اطلاع مجلس الامن على تقرير الأمين العام المؤرخ 8 أبريل 2013 (S/2013/220)، خرج بالتوصيات التالية :
-1- تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل 2014؛ والأكيد ان هذه تمديد الولاية البعثة بالصحراء المغربية ستكون من اخطر وأصعب الولايات بالنسبة للمغرب خصوصا بعد فشل المخطط الجزائري والمنظمات الدولية الحقوقية المتواطئة معها في توسيع مهام اختصاصات المينورسو البعثة الأممية لتشمل حقوق الإنسان لإغراض جزائرية تتجاوز حقوق الإنسان للمس بسيادة المغرب.
-2- ضرورة الاحترام التام للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وفي هذا الباب سيمر المغرب بمواقف صعبة بالنسبة للاستفزازات والمناورات التي ستقوم بها جبهة البوليساريو وعملائها بالصحراء المغربية بأمر ورعاية وتمويل من الجزائر..
-3- دعوة جميع الأطراف إلى التعاون التام مع عمليات البعثة، بما في ذلك التفاعل الحر مع كل المحاورين، واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمن حركة البعثة دون أي عائق، وضمان الولوج الفوري للأمم المتحدة والعاملين معها ، وفقا للاتفاقات القائمة؛والأكيد ان هذه الفقرة تمثل قنبلة موقوتة امام السلطات المغربية التي أصبحت تتحمل مسؤولية امن وحركة البعثة ،وستواجه السلطات تحديات في كيفية مراقبة حركة أفراد البعثة وافراد باقي البعثات الحقوقية ،وهنا يفرض سؤال نفسه : هل ستتحرك هذه البعثات بالصحراء كأرض خاضعة للسيادة المغربية ام انها ستتحرك بالصحراء باعتبارها أرضا متنازعا عليها ؟ وكيف ستتصرف المنظمات الدولية الحقوقية ومجلس الامن في هذه الحالات؟
-4- الترحيب بالتزام الطرفين بمواصلة عملية التحضير للجولة الخامسة من المفاوضات، على أساس الواقعية وروح التوافق بين الأطراف كما نصت على ذلك توصية تقرير 14 أبريل 2008 (S/2008/251) ؛ ونلاحظ هنا تركيز القرار على مبدأي الواقعية والتوافق للتقدم في هذه المفاوضات، دون تحديد أسس هذه الواقعية وهذا التوافق خصوصا عند جبهة البوليساريو التي لا تمتلك سلطة قرار التفاوض دون استشارة الجزائر. وهنا نلاحظ كيف اغفل القرار مشروع الحكم الذاتي المغربي الذي لم يذكر نهائيا في هذا القرار رغم إشادة المجتمع الدولي به.
-5- مطالبة الطرفين مواصلة إبداء الإرادة السياسية والعمل في جو ملائم للحوار من أجل الدخول في مرحلة مكثفة وجوهرية من المفاوضات، وبالتالي ضمان تنفيذ القرارات 1754 (2007)، 1783 (2007)، 1813 (2008 )، 1871 (2009)، 1920 (2010)، 1979 (2011)، و2044 (2012)، ونجاح المفاوضات؛وهنا نلاحظ هنا غموض لغة القرار ومتاهاته السياسية وتحيزه لجبهة البوليساريو فتوفر الإرادة السياسية لا يمكن ان يحصل عند جبهة تتواجد داخل التراب الجزائري ويتحكم فيها القادة العسكريون الجزائريون ، وتعيش على فتات أموال نفط وبترول وغاز الجزائر ،وهذه الحقائق لا تغيب عن أذهان أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للامم المتحدة ومبعوثه الخاص للصحراء وجل قادة دول العالم لان الكل يعرف ان المشكل بالصحراء ليس بين البوليساريو والمغرب بل بين الجزائر والمغرب.
-6- تأكيد دعم والتزام الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل لمسألة الصحراء الغربية . وهنا نتسائل هل القوى العظمى والأمم المتحدة ومجلس الأمن لهم إرادة حقيقية لحل هذا المشكل المفتعل ؟ هل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء بيدهم قرار حل هذا النزاع خارج مصالح القوى العظمى ومصالحها الجيو سياسية والاقتصادية ؟
-7- إهابة مجلس الامن بالطرفين مواصلة المفاوضات تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة، بغية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، والتي سوف توفر تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وفي هذه الفقرة يجب على المغرب ان ينتبه الى لغة القرار الذي يتحدث عن الصحراء الغربية بمفهوم القانون الدولي وهو ما يجعل سيادة المغرب على صحراءه بين قوسين.
-8- دعوة الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم الملائم لهذه المحادثات؛
-9- مطالبة الأمين العام أن يطلع مجلس الأمن على أساس منتظم، ومرتين في السنة على الأقل، على الوضع القائم وتقدم هذه المفاوضات تحت رعايته، عن تنفيذ هذا القرار، والتحديات لعمليات البعثة والخطوات المتخذة لتجاوزها، يطلب كذلك إلى الأمين العام أن يقدم تقريرا عن الحالة في الصحراء الغربية قبل نهاية فترة الولاية.ونلاحظ هنا كيف تحدثت هذه الفقرة من القرار عن التحديات والعراقيل التي ستواجه بعثة الامم والتي في الغالب انها ستركز فيها على أفراد البعثة الأممية المتواجدين بالصحراء المغربية وليس المتواجدين بمخيمات تندوف ، هذه البعثة التي هي بنفسها في حاجة لمن يراقبها لاحترام مهامهاكما تنص على ذلك ميثاق الامم المتحدة بعيدا عن كل الإغراءات والانحيازات كما رأينا مؤخرا في احداث العيون.
-10- الترحيب بالتزام الطرفين والدول المجاورة لعقد اجتماعات دورية مع مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين لتوسيع تدابير بناء الثقة، وفي هذا الصدد، أيد القرار طلب الأمين العام تعيين ستة ضباط شرطة تابعين للأمم المتحدة لتنفيذ برنامج موسع للزيارات العائلية؛
11. - حث الدول الأعضاء على تقديم تبرعات لتمويل تدابير بناء الثقة التي تتيح للزيارات بين أفراد العائلات المشتتة، فضلا عن تدابير بناء الثقة الأخرى المتفق عليها بين الطرفين؛ وفي هذه الفقرة نلاحظ سكوت القرار عن الحصار المفروض على الصحراويين المحتجزين بتندوف ومنع حتى المنظمات الدولية التجول بحرية داخل مخيمات تندوف عكس المغرب الذي يترك الباب مفتوحا امام المنظمات الدولية لقاء الانفصاليين بالصحراء ولو بكبفيات متواطئة واستفزازية.
-12- طلب الأمين العام مواصلة اتخاذ التدابير الضرورية لكفالة الامتثال التام داخل البعثة لسياسة الأمم المتحدة بعدم التسامح مطلقا إزاء الاستغلال والإيذاء الجنسيين وإبقاء مجلس، ويحث البلدان المساهمة بقوات على اتخاذ إجراءات وقائية ملائمة تشمل التدريب على الوعي قبل مرحلة نشر القوات، وغيرها من الإجراءات لضمان المساءلة التامة في حالات مثل إتيان أفراد قواتها سلوكا؛.
-13- يقرر أن تبقي المسألة قيد النظر.
يتبين من قراءة قرار مجلس الأمن الاخير رقم 2099 ليوم 25 ابريل 2013 حول الصحراء انه قرار يحتوي على جوانب غامضة لا تخدم مصالح المغرب ، وتمت صياغته بلغة مطاطية ومخادعة ستزيد من تعقيد الامور بالصحراء .لقد قدم القرار مشاريع حلول تكتيكية وليس إستراتيجية لملف معقد تحكمه مواقف ومرجعيات واسس متناقضة كانت دائما موضع الخرق والانتهاكات والارتباكات والإخفاقات التكتيكية والاضطرابات الاستراتيجية.
ونؤكد هنا انه رغم عدم توسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان فان هذه الحقوق تبقى من اهم القضايا التس ستشعل النار بالمنطقة في أي لحظة نتيجة غياب الإرادة الدولية في طي الملف واستمرار الدولة المغربية في ارتكاب الأخطاء القاتلة واتخاذ القرارات التكتيكية في تدبير ملف الصحراء .
ويجب الاعتراف ان عدم توسيع مهام "المينورسو" لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان بالصحراء لن يغير شيئا وانه لا يعد نصرا نهائيا بل انه بداية لحرب أصعب واخطر قد تكلف المغرب تكلفة باهضة وهناك اكثر من مؤشر لهذا الكلام حيث لا حظنا انه مباشرة بعد التصويت على القرار بمجلس الأمن بدأت المظاهرات والاحتجاجات بالصحراء تتخذ أشكالا جديدة اخطر من قبل التصويت على القرار وهو ما جعلنا نتسائل: كيف ستدبر الدولة الوضع الجديد بالصحراء؟ الى أي حد ستصمد السلطات المغربية لاستفزازات ؟ ما أعدت الأحزاب السياسية لمواجهة هاته التحديات ومن منها يمتلك معطيات ومعرفة وبدائل دقيقة لملف الصحراء؟ اين هم شيوخ القبائل وأعضاء الكوركاس ونخب واعيان الصحراء من التطورات الاخيرة من ملف الصحراء؟ كيف ستدبر السلطات المغربية ملف حقوق الانسان بالصحراء؟ كيف ستتعامل مع أفراد البعثة الاممية والمنظمات الدولية الحقوقية اثناء زيارتها للصحراء؟ اين هي الإستراتيجية الإعلامية بقناة العيون لمواجهة إشاعات وادعاءات خصوم الوحدة الترابية؟ وهل تمتلك الدولة استراتيجية لتدبير ملف الصحراء ما بعد تصويت مجلس الامن عن هذا القرار؟
تلك مجرد اسئلة بسيطة حول موضوع وطني بحاجة الى خطاب الصدق والصراحة والشجاعة ، موضوع في حاجة الى عقول وموارد بشرية وتدابير ومقاربات جديدة وحكامة جيدة ، موارد بشرية مؤمنة ان عامل الزمن في القانون الدولي يمكن ان يتحول الى عامل استنزاف قاهر قد يدمر كل شيئ اذا ما استمر المسؤولون عن ملف الصحراء المغربية متشبتين بتصوراتهم التكتيكية وبخطاباتهم المتجاوزة وحساباتهم الضيقة ومقارباتهم المغلقة حول قضية حساسة مثل قضية الصحراء المغربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.