قرار المحكمة الدستورية بخصوص مشروع قانون المسطرة المدنية : تمرين دستوري يعيد بعض التوازن للسلط    لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    استعراض عسكري مشترك في "بواكيه" يثمن العلاقات المغربية الإيفوارية    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    فرنسا تباشر تجهيز مطار غدامس الليبي في خطوة تكرس عزلة الجزائر    حماس تتهم نتنياهو بالتضحية بالرهائن    حكيمي يرشح لجائزة "الكرة الذهبية" مع 8 لاعبين من باريس سان جرمان    منتخب المحليين يستعد لمواجهة كينيا    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار            وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    عمر هلال يبرز بتركمنستان دور المبادرة الملكية الأطلسية في تنمية دول الساحل    لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    نشرة إنذارية: موجة حر وزخات رعدية قوية مصحوبة بالبرد وبهبات رياح مرتقبة من الخميس إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        أكبر حريق غابات في فرنسا منذ 80 عاما لا يزال خارج السيطرة رغم تباطؤ انتشاره    البنية التحتية للرباط تتعزز بمرآب تحت أرضي جديد    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    ارتفاع أسعار الذهب بفضل تراجع الدولار وسط آمال بخفض الفائدة الأمريكية    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرويسي وأجندات الجهة الرابحة
نشر في هسبريس يوم 08 - 08 - 2013

لست ادري هل اناديك بالسيدة خديجة تيمنا بمن تتسمين باسمها، غير اني اعلم أن ام المؤمنين خديجة براء من الملحدين ووكالين رمضان ومن المجاهرين بالدعوة إلى السفاح والزنى والخيانة الزوجية باسم الحرية الجنسية ومناصري الشذوذ والسحاق باسم حقوق الإنسان، أم اناديك بالسيدة الرويسي لكنني على يقين أن المرحوم عبد الحق الذي رفع هذا الإسم في سماء التضحية والنضال والكفاح يئن في قبره خجلا من تدنيس هذا التاريخ وهذه الذاكرة بالإرتماء في أحضان الإستئصال ثم المرور إلى سرعة قصوى في خدمة أجندات الإنقلاب والإنقلابيين.
لكن لا مشاحة في الإسم وسأناديك بالسيدة خديجة الرويسي طالما أن الإسم بريئ من الممارسات المفلسة لحامليه.
أعرف أن مقالي هذا لن يحظى بربع الإهتمام الذي حظي به مقالك في وسائل الإعلام وفي المواقع الإلكترونية لأنني لا أملك معشار ما تملكين من نفوذ وسطوة على هذه المواقع بما يدفع البعض تملقا أو تزلفا إلى تقديم خدمة غفعلامية مدفوعة الجر المعنوي او المادي في هذه الغزوة اللفظية ولأنني لا أملك ما أزود به هذه المواقع من إعلانات ملونة أو نفوذ على المستشهرين لكي أوجه بوصلتهم إلى هذا الموقع أو ذاك لقاء الخدمات التي تقدم إلي في مثل هذه الخرجة لكني أراهن على ما تبقى من مصداقية ومن شرف مهني في ممارسة حقي في الرد حسبما يقول بذلك القانون وأنظر ما ذا يفعل رؤساء ومدراء التحرير بشأن هذا الحق في نشر وجهة نظري في المواقع التي نشرت مقالك.
استعير هذا العنوان أعلاه "الرويس واجندة الجهة الرابحة" من صرخة المناضل والحقوقي السيد الصبار ضدك في أعقاب عودتكم من الحسيمة مقرا بحقيقتك وهي انك دائما مع "الجهة الرابحة" وهي شهادة حق في شخصكم ممن يعرفك حق المعرفة والعهدة على الراوي.
السيدة خديجة الرويسي لا يسعني إلا أن أتفهم نوبات الهستيريا والصرع التي تنتابك كلما اشتد حبل المشنقة على فلول الإستئصال وبالأخص على صديقك جلاد العهد الجديد الذي تخرجين أنيابك في مواجهة أي رد فعل شعبي على كل كارثة يجر إليها البلاد لكن ما لا أفهمه هو أن لا تخجلي من نفسك وأنت تستعيدين ماض يتبرأ منك إذا نطق ومنه سنوات الرصاص وشهداء 81 و84 لان ما ارتكبتم في العشرية الحمراء منذ 2003 انسى المغاربة ماضي الرصاص بحاضر الجمر الذي لم يندمل ولم يجبر كسره بعد، وما زالت مطالب عدم إفلاتكم منه قائمة لا تسقط لا بالتقادم ولا بالربيع العربي الذي طوح بكم على ذاكرة النسيان.
مهما زورتي من حقائق ومهما اختلقتي من اكاذيب فيما نقلتيه افتراء على لساني وما نسبتيه تدليسا إلى شخصي وأمعني في إلصاقه بالهيئة التي أتشرف بالإنتماء إليها من موقع الخدمة وليس من موقع الزعامة حول جلاد العهد القديم، فلن يبعد عنكم وعن سائر جلادي العهد الجديد مسؤولية ما وضعتم فيه البلاد ومؤسساتها الدستورية من كوارث سواء في عشرية التحكم أم في سنتين من التشويش على تجربة الإصلاح في ظل الإستقرار الآن وفي الوقت ذاته فإن هستيريتك لن تثنيني كما كل الأحرار من قول ما يعتقدونه بخصوص التضحية بكبش فداء حتى وإن كان جلادا قديما لأن الظلم محرم على الجميع بما فيهم المجرمين الذين يتمتعون بحقهم في المحاكمة العادلة وفي حقوق قضاء ما يستحقون من عقاب في احترام لآدميتهم إلا إذا كنت قد نسيتي ادبيات حقوق الإنسان ولم تكوني امتطيتها للأغراض التي حققتها بوسائل أخرى من بينها التراكتور.
رغم نفينا المتكرر للإنتماء للإخوان المسلمين إلا ان إصرارك على رمينا بهذا الشرف النبيل وطالما انك لا تندرجين عندما ولا حزبك في خانة من يعنينا توضيح مواقفنا وانحيازاتنا الصحيحة، كل ذلك يجعلنا نقول لك أنا مع الإخوان المسلمين وماذا بعد؟ هل الإخوان المسلمين متهمين بالتهم التي تجرونها خلفكم بالأمس واليوم ؟ هل الإخوان المسلمين يمتلكون في رصيدهم الناصع تهمة التواطؤ والتآمر مع الإنقلابيين في انقلابي 70و71 التي عرتكم فيها رسالة المرحوم الفقيه البصرري؟ أم أن الإخوان المسلمون متهمون بحمل السلاح على دولتهم كما حصل معكم في وقائع متكررة منها أحداث 73 أم أن تهمة الإخوان المسلمون هي الإستئصال الذي استأسدتم به على بلادكم طيلة العشرية الحمراء إلى ان قض الربيع العربي احلامكم أو بالأحرى الكوابيس التي كنتم تكتمون بها انفاس الشعب المغربي وأحراره يوم كان جلادوكم يتصرفون في مفاصل الدولة والأجهزة ويسب سفاؤكم مسؤولي الدولة في استغلال للثقة التي لا يستحقوونها.
أظن أن تهمة الإخوان المسلمون في زمن الربيع وفي زمن الثورة المستمرة في مصر هي الشرف وهي الشهامة وهي الرجولة ولو ان المرحوم عبد الحق الرويسي ما زال حيا لاأظنه يتأخر في افنتماء إليهم أو على الأقل الإنخراط في تحالفهم ضد حكم العسكر وفاء للقيم التي من أجلها ضحى، خاصة إذا اطلع على الحال التي وصل إليها من يتاجرون بدمه وباسمه في سوق نخاسة الإستئصال والتحكم.
أنا لا يعنيني صراعك الشخصي مع الجلاد القديم الذي جرى التضحية به ليواري سوأة الجلاد الجديد الذي جن جنونك في الدفاع عنه لسبب بسيط هو أنه صراع بين جلادين قديم وجديد ولنك لم تعودي حقوقية تجعل كل فاعل حقوقي في موقع التضامن معه منذ ارتضيت ركوب الجرار وترك رطوبة الزنازين ودربالة المنفيين التي يرتديه او يرتاده من ابتلي بحب الشعب على إيقاع الشعار المبدع الذي انتجه تراث تضعينه اليوم تحت قدمك ووراء ظهرك.
نعم أدرك أن مثل هؤلاء الجلادين بما حازوه من خبرة في ممارسة الإستبداد هم من منعكم من إرساء دعائم مشروعكم الإستئصال الدموي المسمى زورا "بالمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي" وهم من منع فاشيتكم من ان تستحكم على كل القطاعات الحيوية بعد أن دانت لكم بالطاعة صنوف شتى من الأجهزة والإعلام والأحزاب والرقاب وجعلوا فرائسكم ترتعد كلما فكرتم في الإقتراب ناحية بعض المجالات حسب ما تناقلته وسائل إعلام وألسن كثيرة في وقته، وذلك خلال جولاتكم الجماعية المكوكية في الصحراء او في تجاوزكم للحدود المسموح بها لمعالجة فضيحتكم بمخيم إكديميزيك.
الخلاصة يااستاذة خديجة الرويسي هي أنكم بصفتكم جلادي العهد الجديد لم تختلفوا عن جلادي العهد القديم سوى في نقص الخبرة وووفرة التنطع و"السنطيحة" التي جعلتكم ترتكبون أفدح الأخطاء وتدفع بكم إلى ترك الخراب والمصائب أينما حللتم وارتحلتم وفي اي ملف تضعون فيه أيديكم المخضبة بالقمع ولأنهم يشكلون "سلفية امنية"مع الإعتذار للناطق الرسمي باسمكم السيد رشيد نيني على هذه السرقة الفكرية لهذا المسطلحبينما انتم تشكلون اليوم "خلفية أمنوية" في فهمكم وممارستكم الخفية والظاهرة مهما وضعتم من مساحيق التجميل الحزبي ومهما ارتديتم من اقنعة مدنية او حقوقية مزيفة.
في حقيقة التعاطف مع الجلاد ومعنى الوفاء للأصدقاء
مهما يكون كذبكم فلن يصدقكم أحد على ما ادعيتي من أن "الهلالي عبر عن أسفيه لإقالة صديقه بنهاشم. ومهما اولتم لموقفي الرافض لكبش الفداء ايا يكن على أنه تعاطف وصداقة ووفاء فلن تستطييعي خداع احد لان الجميع جرب عليكم الكذب والغش والتزوير ولأنك لم تكوني أمينة في نقل النص قبل ان تعلقي عليه وهو قوليمن باب ما تكرر تقرر أنني "لأول مرة اجدني متعاطفا ولو بشكل مؤقت مع جلاد قديم تمت التضحية به ليواري سوءة اخيه الجلاد الجديد. وتعاطفي طبعا لا يلغي حتمية عدم إفلاته من العقاب" .
وأضفت أن "المغاربة بحسهم الفطري وحاستهم السادسة أدركوا أن المذنب في ما جرى في ملف شرف الطفولة وشرف المغاربة بدون شك يوجد في القصر ويحظى بمكانة خاصة هي التي تكون في الغالب مصدر الكسل والإهمال والتقصير إن لم يكن أشياء أخرى". ودعوتك وحزبك بالكف عن ممارسة "التمسرح الذي يقوم به حزبه الفلولي فهو يزيد من تنكية الجراح لا أقل ولا أكثر" وذلك ضمن تفاعلي مع شطحاتكم الحزبية التي حاولتم بها بغباء تنزيل أجندة لون من الصحافة الفرنسية يدفعها التنافس غير الشريف أو الغيرة مع نظيراتها الإسبانية عندما اختارت الأولى صرف الأنظار عن رواية الباييس إلى الحكومة تحت ذريعة ترك الملكية وحدها في العاصفة ونحن نعلم انه لو قامت الحكومة بغير ما قامت به على النحو الذي قامت به لتحركتم وقلتم ان الحكومة تحشر نفسها في ما لا يعنيها وغيرها من السمفونيات المشروخة.
وقد ختمت تغريدتي القصيرة بالقول أنه "قد تكون التضحية بجلاد بلغ من العمر عتيا فتوى ذكية مؤقتا لكن الخطورة فيها هي أنها تمارس تدليسا متعمد ضد المؤسسات ". وهي القناعة ذاتها التي شاطرني بشأنها عدد لا يستهان به من الكتاب والساسة والحقوقيون والمحتجون وأصحاب الرأي الحر والتعليق التعاليق.
أما تشكيكي في تحميل المسؤولية لبنهاشم بخصوص اتخاذ قرار العفو عن دانييل فما زال قائما وصحيحا ومشكلتكم هي أنني لم اعد وحدي في هذا التشكيك بل أصبح شبه إجماع على هذا الإستفهام العريض في ضوء توالي روايات الإعلام المهني داخليا وخارجيا، وبدليل ما صدر ويصدر من ردود فعل متواصلة وهاهي جرائد وطنية ومنها الإتحاد الإشتراكي تطالب هي الأخرى بتعميق البحث في الموضوع حتى بعد صدور القرار، بل وهو عين الموقف الذي صرح به الحقوقيون الفعليون الذين لم يبدلوا ولم يغيروا وعلى رأسهم وعلى رأسهم السيد عبد الحميد امين وعموم شباب الحراك الشبابي بمختلف مكوناته.
وقد أضفت إلى جريمة التشكيك هاته قولي "لقد اثبت المغاربة أنه بقدر الإحترام والتقدير الذي يكنونه لمؤسساتهم الدستورية بقدر رفضهم لأن يمارس خطأ باسمها خاصة إذا تعلق الأمر بالنظام القيمي والأخلاقي الذي يسمو على ما سواه من الإنظمة الإجتماعية الأخرى، لذلك ما زال المسؤولون عن صياغة البلاغات أو المتشددون منهم على وجه الدقة يسعون فقط إلى ربح الوقت ويزجون بمصدر ثقتهم في أتون الحرج والإحراج .فما ذا بعد ؟
إنني اكرر الفقرة الأخيرة التي يبدو أنها المسؤولة مباشرة عن نوبة الهتيريا التي انتابتك وهي أن "قرار واحد ينتظره المغاربة منذ مطلع الربيع العربي هو إبعاد الرجل المستقوي المعروف من اي مسؤولية عمومية بل ومحاكمته على ازيد من 14 سنة من الفشل المركب والإساءة إلى مصدر ثقته والإحراجات المتكررة للملك والملكية. فزوري وحوري الكلام كما شئت فانت معذورة على كل حال خاصة عندما تنتابك هذه النوبات التي رفعت من وتيرة زيارتها المتكررة إليك "الله يسحن العوان" .
قرار الإقالة واللجوء إلى القضاء
السيدة خديجة كان بودي ان اعرف وجه التناقض بين أن أعبر عن رأي بخصوص ما جرى وبين التوجه القضاء وأريد أن أقول لك أن الفكرة ليست "بطالة" وهي من صميم الممارسة الديمقراطية ودولة الحق والقانون غير ان ما يضيق من هذه الممارسة هو المشروع السياسي الذي تحملونه في الجناح الحزبي للدولة العميقة والذي يرفع الطلب على النظام السلطوي وعلى منظومة الإستبداد فهل تستكثرين على الناس اللجوء إلى القضاء لمخاصمة قرارات في جوهرها ذات طبيعة تنفيذية بالمعيار المادي ايا كانت الجهة الصادرة عنها، لكن ما أاكده لك هو أنه عندما اقتنع بجدوى اللجوء إلى القضاء في قضايا من هذا النوع فلن أجد أفضل من الطعن في قرار تنصيب من راكم الفاشل المركب على مدى 14 سنة ويفتقد لأي مؤهل علمي او خبرة عملية في مسؤولية على قدر من الأهمية والخطورة كالتي يشغلها بدون استحقاق أو كفاءة من تدافعين عنه باسنانك، ثم في مقام ثاني سوف اطعن فيما يصدر عنه من تصرفات بسبب الوضعية غير القانونية للصفة التي يتصرف بها في قضايا من اختصاص هيئات أخرى منظمة بمقتضى الدستور والقانون أي وفي صفة وأهلية قيامه بما يقوم به بدون سند.
الرويسي وعقدة الإخوان المسلمين
لم يجف قلم نائبك في البيت الذي غابت عنه الحكمة منذ انقلابك على قيم التضامن والنضال السيد عصيد في ترويجه باتهامنا بتهمة الشرف الذي لا ندعيه حتى أعادت السيدة الرويسي ما تظن أنه جريمة مكتملة الأركان مضيفة إليها بعض البهارات من قبيل السرية والعالمية لكن الجميع يعرف أن السيدة الرويسي هي سليلة العمل السري وسليلة العنف البروليتاري في منظمة إلى الأمام السرية وخلاياها النائمة والمستيقظة وألويتها الحمراء الممية وفروعها المحلية شبه العسكرية أو شبه المدنية المتسربة إلى مفاصل الدولة العميقة وأجهزتها المعلومة أو إلى مواقع النفوذ والسلطوية في الإعلام وبعض أجهزة القضاء والإدارة الترابية والمجلس الدستوري والمجالس والهيئات التي يبدوا أنها فصلت على مقاس من أيقن ان لا مكان له في المؤسسات المنتخبة .
فأنتم سادة العمل السري وسدنة العنف وحمل السلاح في وجه الدولة، ومنكم تعلم المتطرفون العدمية الفكرية والسياسية والحدية والإطلاقية، وإليكم تحمل المسؤولية السياسية والمعنوية عن مخططات الانفصال ومشاريع رهن البلاد في الصراعات التي بلغت حد التآمر والمشاركة في الانقلابات العسكرية ماضيا وفقا لرسالة محمد الفقيه البصري ثم تبريرها ودعمها حاضرا كما جاء في بيانكم البئيس عقب انقلاب العسكر في مصر عن الشرعية الديمقراطية.
نعم انا مع الإخوان المسلمون لكنك انت مع "الإخوان المفلسون" من النخبة المتعبة المتهافتة المتأمركة والتي فقدت ثقتها بمشروعها وتيقنت من نبد الشعب لها فاختارت اقصر طريق إلى التسلق الطبقي وامتطت الجرار لتدك حصون الفكر اليساري وقيم النضال الاجتماعي والحقوقي وتنغمس في الممارسات اليمينية الشوفينية حد ممارسة الاستئصال وتسويغ الانقلاب.
المصرنة والتونسة رمتني بدائها وانسلت
بدون حياء ترميني السيدة الرويسي بتهمة السعي إلى مصرنة المغرب وتونسته وتتغافلين عما قمتم به أنت وحزبك الفلولي بقيادة عراب التونسة والبنعلة في نسختها الأصلية للمصرنة خلال عشرية التحكم والإستبداد عندما استوليتم في غفلة من الجميع على اجهزة الدولة العميقة عبر خلق حزبكم وبلطجة الحياة السياسية وابتزاز المسؤولين في الدولة والإدارة الترابية لدفع النخب والأعيان إلى الإنتماء القصري لهذا المخلوق الحزبي الذي لم تعرف الحياة السياسية والحزبية المعاصرة نموذجا مثله غلا في مصر مبارك وتونس بنعلي حيث حصدتم في سبق ديمقراطي غير معهود على أكبر فريق نيابي في مجلس نواب لم تشاركوا في انتخاباته.
وإذا كانت المصرنة التي تتهمينني بها تحيل إلى الصمود الأسطوري السلمي في اكبر اعتصام ولأطول مدة وفي احلك ظرف وتقديم أكبر فاتورة في ذلك في لائحة الشهداء والمصابين دفاعا عن الديمقراطية ورفضا للانقلاب على الإرادة الشعبية وصيانة للشرعية الدستورية والحكم المدني فهي تهمة يشرفني حملها تاجا على رأسي، بينما المصرنة والتونسة التي اخترتم عن طواعية الدفاع عنها ولم يتهمك أحد بها فهي البلطجة والفلولية والانقلاب العسكري والاستئصال للمخالفين واستغلال القضاء والرموز الوطنية في الكسب السياسي والإنتخابي غير المشروع فمن منا يخجل من تهمته ومن يتشرف بها لنترك الجواب لذكاء المنصفين.
يكفي الإخوان المسلمون شرفا وعزة وشهامة أنهم فرسان ميادين الصمود والممانعة في مقارعة عسكرة الحياة المدنية وفي مقاومة سلمية لعمليات بلطجة الإعلام والقضاء والجيوش واختطاف النخب ويكفيهم عزة وكرامة أنهم في معسكر التضحية والكفاح وخصومهم في معسكر القتلة والجلادين، يكفيهم شرفا أنهم يودعون بالوغاريد قوافل الشهداء من خيرة القادة والأطر ويكفي خصومهم ذلة وخسة أنهم يكدسون لوائح مجرمي الحرب بمتهمين ججددا ويكثفون لوائح قطعان الجلادين بالسماء الجديدة ويكفيهم شرفا أنهم يثرون الأدب الشعبي بالشعارات والهتافات المبدعة والألحان الشجية بينما يبدع خصومهم في إغناء قاموس الكراهية والعنصرية والشتيمة للمصريين والسوريين والفلسطينيين في قنوات الدجل وإعلام الفلول.
يكفيهم شرفا وعزة أنهم يخطون باجتهادهم العلمي وتنزيلاتهم العملية فقها سياسيا إسلاميا جديدا للثورة والتثوير الهادئ السلمي وفقها للحرية وفلسفة جديدة للحياة العزيزة والكرامة في زمن العولمة في وقت ينظر فيه خصومهم للانقلابات العسكرية وللوظائف الجديدة للعسكر بوصفهم "حماة للديمقراطية" وللبلطجة السياسية كمدرسة جديدة "للنيويسارية المتوحشة".
أن يكونوا إخوانا مسلمين فذلك سببا كافيا في أن اكون معهم وأن يكونوا إسلاميين فهو سبب مجز لأنحاز إلى صفهم أما ان يكونوا وسطيين معتدلين وسلميين فذلك سببا لأشرف بمعيتهم أما ان يكونوا ديمقراطيين ومناهضين للتحالف العسكري الأتوقراطي فهو ما يشرفني ان اكون معهم واعتبر معركتي معركتهم ومصيري الديمقراطي مرتبط بمصيرهم . قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود والترمذي " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .
فهل تفصحين عن سبب انحيازك إلى "الإخوان المفلسون" من المتياسرين المرتمين في أحضان السلطوية والاستئصال والمنظرين للانقلاب العسكري، هل نأمن جانبكم بعد أن دعمتم الانقلاب وأغريتم به من ان تكرروا ما سبق ان تورطتم به مع افقير حسبما أكده قريب سابق منكم وليس خصمكم وهو السيد محمد الفقيه البصري رحمه الله. ألم يكن المنقلب هو اشد الرجال قربا من الملك الراحل ورجل ثقته وكبير مستشاريه نعم اننا نخشى على بلادنا منكم ومن مشروعكم ومن مبالغاتكم في التملق ومبالغاتكم في إظهار الطاعة.
إذا كان وصفي لمن أقيل بالجلاد القديم الذي لا يحول تعاطفي المؤقت معه من إفلاته من العقاب ترينه وفاء وصداقة فأبشري سوف اجرعك من هذا النوع من الوفاء الذي تستحقين وسوف يكون الوفاء الذي يقض مضجعك كلما زارتك توبة الهستيريا التي تفقدك صوابك وتخرجك عن طوع الحكمة التي تتقمصينها.
تستشهدين بمفاهيم من قبيل اليمقراطية والحداثة وتنسين انك انقلبت على كل هذه القيم يوم ارتضيت أن تكوني قطعة غيار في ماكينة الاستئصال المخزني فقط لكي تحققي ما عجزت عن تحقيقه بالعمل الديمقراطي الشعبي ومن مواقع الانحياز لقيم اليسار وقيم التضامن وقيم الإنسانية التي ناضل من أجلها المرحوم اخوك وتخونينها اليوم في كل تصرف من تصرفاك من موقع الحزب الفلولي الذي تشغلين باسمه مقعدا هو في النهاية ريع سياسي اكثر من استحقاقا نضاليا وثقة شعبية.
فتنعمي بالمنصب البرلماني وبالأجرة والتعويضات المجزية والسفريات المتكررة التي لم تصلي إليها باسم اليسار أو باسم أفكار من قبيل بناء الأداة الثورة تحت هدير نيران العدو" التي كنتم تحشون بها عقول الشباب لكي تمتطوا ظهره في ما بعد للظفر بما ظفرتم به.
لم يعد مشروعا لكم ان تتحدثوا باسم اليسار وقرصنة قيمه طالما أنكم رضيتم بتأيس مخلوق حزبي فلولي هو الفرع المحلي للتنظيم السري الفلولي العالمي الذي يضرب في عمليات مرتدة في مصر بالانقلاب وفي تونس بالاغتيال وفي المغرب بالتشويش وبالزج بالملكية في المآمرات والإحراجات والدسائس.
تتحدثين بدون حياء عن الدعم الذي تلقيناه من الجلاد القديم لكن الدعم الحقيقي الذي كنا نتلقاه يوم كنتم تقتسمون كعكة الإنصاف والمصالحة وتفصلون المواقع لحملة السلاح السابقين في وجه الدولة هو تهشيم العظام وتكسير الأسنان في ما عرف بحرب الجامعات وحرب الشواطئ والدعم الذي تلقيناه في زمنكم بوصفكم الجلاد الجديد يوم كنتم تحكمون قبضتكم على مفاصل الدولة في أكبر عملية "لقعدنة الدولة" من "القاعديين" هو لوائح المرشحين منا للتغييب في السجون حتى لا نفسد عليكم التنعم في مواقع السلطوية والاستبداد وقد شرعتم في مخططكم الذي سميتموه "مشروعا مجتمعيا ديمقراطيا حداثيا" باعتقال السيد جامع المعتصم. قبل ان يهد الربيع العربي احلامكم بل الكوابيس التي كنتم تعدونها ضد الشعب المغربي انتقاما منه لقاء رفضه تزكية مآمراتكم.
الرويس ومرجعية دحر الإستعمار
تتحدثين عن محاربة الاستعمار وتقفزين على حقائق تاريخية راسخة فهل المرجعية البلانكية هي التي كانت وقودا في تحريض الوطنين في معارك دحر الاستعمار ام القرآن والسنة…


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.