ما زالت خدمات قطاع الصحة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة أسفي تثير تذمر المرتفقين الذين ما لبثوا يوجهون انتقادات وينظمون احتجاجات تستنكر ما يصفه المحتجون ب"معاناة مرضى جائحة كورونا، وارتفاع الوفيات، بسبب قلة الأوكسجين الذي يشكل علاجا ضروريا للحالات الحرجة التي ترقد بقسم الإنعاش"، بتعبيرهم. واحتجاجا على الخدمات "المتدنية" بجناح وباء "كوفيد 19′′، نظمت عدد من العائلات احتجاجات، الثلاثاء، إثر وفاة أقاربها، إذ بلغت حصيلة الوفيات 7 حالات في أقل من 12 ساعة بسبب كورونا، حسب المحتجين الذين أرجعوا هذا الوضع إلى قلة الأوكسجين؛ ما دفع عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر الأمن الخاص إلى التدخل، لتهدئة الأوضاع بهذا المرفق العمومي. ومن جهته، أدان الفرع المحلي بأسفي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب ما نعته ب"الفوضى والاستهتار بأرواح المواطنين بالمستشفى الإقليمي لعاصمة عبدة، في ظل غياب أي تجاوب سواء مع مطالب الساكنة المتعلقة بالصحة، والتي جوبهت بعدم الاهتمام ولا مبالاة المسؤولين بوزارة الصحة مركزيا ومحليا"، وفق مضمون بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه. وطالبت الوثيقة بتدخل الجهات المسؤولة على أعلى مستوى، لوقف ما أسمته هذه الهيئة ب"التسيب والاستهتار السائد بمستشفى الموت بأسفي"، مؤكدة عزمها تسطير برنامج نضالي احتجاجي خاص، وحملت وزير الصحة شخصيا والمسؤولين المحليين بالإقليم ما آل إليه الوضع الصحي الحالي بالمدينة الذي أصبح نقطة سوداء، بسبب قلة الممرضين والممرضات الذين لا يتم تعويض المحالين على التقاعد منهم، ونقص في طاقم الأطباء"، حسب الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب. وتعليقا على هذه الاحتجاجات ومضمون هذا البلاغ الحقوقي، رفض مصدر مسؤول بهذا المستشفى، طلب عدم الكشف عن هويته، ربط الوفيات بقلة الأوكسجين، مضيفا: "الضغط على استهلاك الأوكسجين لم يكن سببا في وفاة المرضى؛ ف3 منهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل هذا الحدث، و4 بعده بساعات". وأرجع المتحدث نفسه الأمر إلى الحالة الصحية للهالكين، والمجهود الذي بذلوه في لحظة انخفاض ضغط هذه المادة الحيوية للحالات الحرجة". وأوضح هذا المصدر في تصريح لهسبريس أن "معظم الحالات تأتي إلى المستشفى الإقليمي متأخرة، بعد تمكن الوباء من جسدها، وبلوغ تدمير رئتهم ما بين 60 و70 في المائة؛ ما يجعل علاجهم صعبا، لأن الفيروس يكون حينئذ قد اخترق أبدانهم". وطالب هذا المسؤول المواطنين بتحمل مسؤوليتهم وعدم إلقاء اللوم على الطاقم التمريضي والطبي والدولة بتصرفات هم مصدرها؛ من قبيل عدم احترام التدابير الاحترازية، والتأخر في اللجوء إلى المؤسسات الصحية، والاكتظاظ حتى بالأماكن الشاسعة"، بتعبيره. من جانبها، أكدت المديرية الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي أن مستشفى محمد الخامس بإقليم آسفي تم تزويده بالتجهيزات الضرورية من أجل التكفل بمرضى "كوفيد 19" بما فيها الأوكسجين، وأن جميع حالات الوفاة التي سجلتها الجهة هي ناتجة عن مضاعفات المرض، مشيرة إلى أن وزارة الصحة تسهر وتحرص على تزويد جميع المصالح الاستشفائية بكل ما يلزم من أجل تدبير الجائحة، حسب بلاغ توصلت به هسبريس. ونوهت المديرية سالفة الذكر بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الأطر الطبية والتمريضية والتقنية والإدارية من أجل محاربة هذا الوباء، سواء من حيث تتبع الوضعية الوبائية والتكفل بالحالات المصابة أو في إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح.