كثيرون هم من يناقشون قضية شرب الخمر في رمضان، وعدم وجود دليل في الشرع على تخصيص ترك شربه بأربعين يوما قبله. لكن شتان بين الفريقين: أهل التقى والإيمان: المعظمون لحرمات الله، الذين ينطلقون من ذلك لتأكيد تحريم الخمر سائر السنة والدعوة لتركه في رمضان وغيره وإن كان شربه في مضان أعظم جرما وأشد إثما كالزنا وسائر الذنوب والموبقات والمعاصي. أولياء الشيطان: من الفاسدين المفسدين المنتهكين لحرمة رمضان والمتعدين لحدود الرحمن، الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الجتمع والذين ينطلقون من ذلك لتشجيع المدمنين على معاقرة أم الخبائث في رمضان كما في غيره. فشتان شتان بين الفريقين وإن اتحد المنطلق، (وَلِكُلٍّۢ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) و"وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى". فأهل الإيمان يكفيهم قول الحق سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [الْمَائِدَة]. وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية قد حرمت الخمر. وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ" صحيح مسلم. وأهل الإيمان يرهبهم ويخوفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن شَرِبَ الخمرَ وسَكِرَ لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أَرْبَعِينَ صباحًا، فإن مات دخل النارَ، فإن تاب، تاب اللهُ عليه، وإن عاد فشَرِبَ فسَكِرَ، لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أَرْبَعِينَ صباحًا، فإن مات دخل النارَ وإن تاب تاب اللهُ عليه، وإن عاد فشَرِبَ فسَكِرَ لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أَرْبَعِينَ صباحًا، فإن مات دخل النارَ، وإن تاب تاب اللهُ عليه، فإن عاد كان حَقًّا على اللهِ أن يَسْقِيَه من رَدْغَةِ الخَبالِ يومَ القيامةِ قالوا يارسول الله وما رَدْغَةُ الخبالِ؟: عُصَارةُ أهلِ النارِ" رواه ابن ماجة.
