طنجة تستقبل العالم وشوارعها ما زالت تبحث عن التهيئة    وكالة الحوض المائي اللكوس تطلق حملة تحسيسية للتوعية بمخاطر السباحة في حقينات السدود    تنظيم استثنائي لعيد الأضحى بالمجازر.. هل يتجه الناظور لتطبيق النموذج المعتمد وطنياً؟    بعد وساطة من أمريكا.. باكستان والهند توافقان على "وقف إطلاق نار فوري"    "كان أقل من 20 سنة".. المنتخب المغربي يواجه سيراليون وعينه على مونديال قطر    نهضة بركان يستعد لنهائي الكونفدرالية وسط ترتيبات مكثفة بملعب بنيامين    طقس السبت .. زخات رعدية بالريف الاطلس المتوسط    مهرجان مغربي يضيء سماء طاراغونا بمناسبة مرور 15 سنة على تأسيس قنصلية المملكة    الموت يفجع الفنان المغربي رشيد الوالي    تقارير.. ليفربول وآرسنال يتنافسان على ضم رودريغو    اعتصام وإضراب عن الطعام للعصبة المغربية لحقوق الإنسان المقربة من حزب الاستقلال بسبب الوصل القانوني    ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري بين الهند وباكستان إلى 53 قتيلا    المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في مهمة ميدانية بالصحراء المغربية    الرياض تحتضن منتدى المدن العربية والأوروبية بمشاركة مغربية وازنة    الرئيس الموريتاني يستقبل رئيس مجلس النواب المغربي    حمد الله يكشف المستور.. رفضت التنازل لبنزيما وهددت بالرحيل    الفيفا يرفع عدد منتخبات كأس العالم للسيدات إلى 48 بدءاً من 2031    ثلاثة فرق تضمن مباشرة أو عن طريق مباريات السد الصعود إلى دوري الأضواء    بالقرعة وطوابير الانتظار.. الجزائريون يتسابقون للحصول على الخراف المستوردة في ظل أزمة اقتصادية خانقة بالبلاد (فيديوهات)    زيارة ناصر الزفزافي لوالده المريض تلهب مواقع التواصل.. ومناشدات واسعة للعفو    "لجنة طلبة الطب" تتوصل إلى تفاهمات جديدة مع التهراوي وميداوي    القضاء الأمريكي يجمد تسريح موظفين    بينالي البندقية.. جلالة الملك بوأ الثقافة والفنون المكانة التي تليق بهما في مغرب حديث (مهدي قطبي)    غزة تموت جوعا... كيلو الدقيق ب10 دولارات ولتر الوقود ب27    العراق يعيد 500 عسكري من باكستان    المغرب يدفع بصغار التجار نحو الرقمنة لتقليص الاقتصاد غير المهيكل    إمبراطور اليابان الفخري يغادر المشفى بعد فحوص ناجحة    النصيري يستعيد بوصلة التسجيل بتوقيع هدف في مرمى باشاك شهير    إيران وأمريكا تستأنفان المحادثات النووية يوم الأحد    زلزال بقوة 5,3 درجات يضرب العاصمة الباكستانية    فاجعة انهيار مبنى بفاس تعيد ملف السكن الآيل للسقوط إلى الواجهة وتكشف غياب المنتخبين    مرصد يساءل تعثر التربية الدامجة في منظومة التربية والتكوين بالمغرب    بينما تسامحت مع زيارة نتنياهو لأوروبا.. 20 دولة أوروبية تنشئ محكمة خاصة لمحاكمة بوتين    تطور دينامية سوق الشغل في المغرب .. المكتسبات لا تخفي التفاوتات    أسعار النفط ترتفع    سيدي بوزيد. استمرار إغلاق مسجد الحاج سليمان يثير استياء الساكنة    بوزنيقة تستقبل زوار الصيف بالأزبال.. ومطالب للداخلية بصفقة النظافة    "أسبوع القفطان" يكشف المستجدات    البعوض يسرح ويمرح في طنجة.. والجماعة تبحث عن بخّاخ مفقود!    افتتاح فعاليات المعرض الدولي السابع والعشرون للتكنولوجيا المتقدمة في بكين    أسود الأطلس... فخر المغرب الذي لم ينقرض بعد    النظام الجزائري يمنع أساتذة التاريخ من التصريح للإعلام الأجنبي دون إذن مسبق: الخوف من الماضي؟    رئيس موريتانيا يستقبل راشيد العلمي    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان السينمائي مصطفى تاهتاه يكشف كواليس حياته لاخبار بلادي
نشر في أخبار بلادي يوم 30 - 09 - 2010

يعيش مع عشرين قط وقطة وثلاثة كلاب بمنزل بسيط بعيدا عن التجمعات السكنية، هربا كما قال لنا عند زياتنا له بمنطقة تامصلوحت حوالي 30 كلم عن مدينة مراكش، عن ( صداع بنادم) وان اختياره لهذا المكان كان رغما عنه وليس هو من اختاره. ظنه البعض أن مسه الجنون، وصار ( هدويا)، إلا أن ذلك غير حقيقي، فجع في فقدان ابنه البكر ذي العشرين سنة، طعنه الأًصدقاء وتلامذته من الخلف، ورد له الفنان أنور الجندي الاعتبار وأعاده للممارسة التمثيل. فبرهن أنه جدير بذلك، مثل في أفلام سينمائية كبيرة، مثل ( في انتظار بازوليني) مع المخرج المغربي داوود أولاد السيد، و ( النبي نوح) مع مخرج لبناني كما أكمل قبل أسبوع تصوير مسلسل القاع قاع مع السوريين.له انفة الفنان الحقيقي، ولا يرضى بدق أبواب المسؤولين من اجل استجادتهم. وندد بكل من يهين بمهنة التمثيل، من الطفيليين على الميدان. إنه الفنان السينمائي مصطفى تاهتاه الذي أجرت معه ( اخبار بلادي) هذا الحوار.
+ من مدينة مراكش إلى بيت بسيط بمنطقة" تامصلوحت" كيف تفسر لنا هذا التحول لفنان كبير مثل مصطفى تاهتاه؟
تاهتاه: كما يقول المثل، للضرورة أحكام، الذي وقع بسيط جدا، البعض يظن أن الفنان يختار العزلة والبعد عن المدينة، أنا العكس، فقد ورث نصيبا كان ضئيلا جدا لا يتعدى 7 ملايين سنتيم، وهذا المبلغ لا يمكنني به وفي مدينة مراكش أن تضمن بها حتى الرهن، وأنا ضد الرهن لأن معناه عدم الاستقرار، فأنت كل سنة يمكنك أن تغير مسكنك، وبهذا لا يمكنك أن تملك عنوانا قارا. فجائتني الفكرة.. والله لم أعرف هذا المسكن إلا بعد أن حملت له أمتعتي، أنا لا املك أثاثا فاخرا، إنه أثاث بسيط جدا كما ترى، ولم أعرف هذا البيت إلا بعد أن حملت له أمتعتي، فرب صدفة خير من ألف ميعاد ومن ألف مٌكتاب.ووجدت راحتي هنا، فالبيت لم يكن يتعدى حجرة واحدة ومرحاض عار بدون جدران( تدخليه تتبان). ومع المدة ( جاب الله شي رزيق) فشيدت مرحاضا بالحيطان وأضفت غرفة أخرى. فأنا جد سعيد بهذه المنطقة، أولا فأنا في مكان بعيد على الناس عن الأحياء، وأنا جد سعيد بالقطط التي تعيش معي والذي يصل عددهم 20 قط وقطة و3 كلاب. وجلهم كانوا متوحشين وكانوا يبيتون في الخلاء، والآن أصبحوا أليفين ويعيشون معي بالمنزل.
+ ألم يكن من الأحسن أن تعيش في منزل يليق بك كفنان سينمائي كبير كما هوالحال للبعض الآخر من الفنانين؟
تاهتاه: أنا مقارنة، وأقولها بصراحة، لأني أعرف أن هذا "المنبر صريح وأعرف كل ما يتعلق به وما يعيشه الإخوان في الدار البيضاء من مضايقات "، أنا اعرف بعض الفنانين وليس البعض بل أعرف الكل، لأني عاشرت أناسا في هذه المهنة
قبلهم، يعيشون في ظروف رفاهية، كلهم لديهم فيلات وسيارات – اللهم ولا حسد- ولكن بماذا حصلوا على ذلك، بطبيعة الحال ليس بالمهنة، كلهم تقربوا إلى الديوان الملكي، تقربوا إلى الولاة، تقربوا إلى بعض البرلمانيين، فاستفادوا من بقع أرضية ومن رخص النقل( طاكسيات أو حافلات) وأنا أعرفهم جيدا، وليس لهم أية علاقة بهذا الميدان، لأنهم بعدما استفادوا من هذه الإمتيازات، انسحبوا ولكن لما يحاورهم أحد يتباكون ويشتكون، أنا أعرف بعض الفنانة يعيشون أحسن من بعض الأطر الكبيرة في الدولة. أنا لا أبالغ. وأنا والله العظيم ما استفدت من هذا البلد إلا بشيء واحد هي محبة الناس والجمهور التي لا قيمة لها.. أنا لا أتألم و لا استجدي أحدا.
+ ألم تكن هناك محاولات للاستفادة ؟
تاهتاه: كان هناك بعض الإخوان طالبوا مني رسالة لبعثها إلى الديوان الملكي لكي تستفيد، فقلت لهم لا، من يريد أن يمنحك لقمة فهو يعرف أين يجد فمك، أنا لا أستجدي نهائيا، لقد استفدت من امتياز بسيط و وحيد، فأثناء عرض ملحمة
( نحن) فقد كان لدي دور رئيسي فيها مع الأستاذ الطيب الصديقي، وهي ملحمة ضمت جميع الممثلين المغاربة، أثرت انتباه المرحوم الحاج عبد السلام الزياني، الذي خيرني بعد أن علم بعطالتي، بين العمل كموظف في الإذاعة الوطنية( حينها كانت وزارة الداخلية هي التي تتحكم في كل شيء) وبين الوظيفة بمسرح محمد الخامس، فنصحني الفنان الطيب الصديقي بالالتحاق بالمسرح، بالفعل اشتغلت مدة أربع سنوات بمسرح محمد الخامس بالرباط كموظف مقابل 1000 درهم شهريا، لم تكن تكفيني حتى للإقامة، تزامنت هذه الوظيفة بالاشتغال في بعض المسلسلات والأفلام ومسرحيات، وفي فترة لم يبق لدي عمل، فوجدت أن راتب 1000 درهم لم يعد يكفيني حتى في الإقامة، فانسحبت.
+ وجود الإتلاف المغربي للثقافة والفنون ألم ينظر في وضعيتك؟
تاهتاه: الإتلاف له طموحات كبيرة جدا، ولكن متى ستتحقق، مشكلة الإتلاف.. أعطيك مثالا، بطاقة الفنان التي منحت لنا، ما فائدتها، ليس لها أي امتياز، وبالخصوص إذا وجدنا من هب ودب حصل عليها، لأن اللجنة المكلفة بتوزيع هذه البطاقات الفنية، بطاقة الفنان، ليس لها ذاكرة، فهل شخصا في عمره 40 سنة يحكم في شخص لديه 50 سنة من التجربة في الميدان؟ ليس لهم ذاكرة ولا يفهمون. والمشكل الثاني والأساسي هو تغيير الوزراء، لابد من الوزير أن يبقى في منصبه مدة طويلة، فنحن نرى وزير لم يمر من زمنه في المنصب سوى سنتين ويعوضونه بشخص آخر، فالأول لديه خطة عمل ومشاريع ربما هي في صالح الفنان، وحينما يشرع في العمل بها يأتي وزير جديد وهو الآخر يأتي بحطة عمل أخرى وجديدة ويغير كل ما سبقه من عمل، هذا لايمكن، فحتى الشارع إذا سألته من هو وزير الثقافة لا يعرفه. لا بد من بقاء الوزير في منصبه لمدة طويلة و يمكن حين ذلك أن يعطي نتيجة، لم نعد نعرف لا الوزراء و الولاة والعمال، لا يبقى شيء على حاله خصوصا في الثقافة.
+ مصطفى نعود إلى مدينة مراكش، هذه المدينة ماذا منحتك؟
تاهتاه: فنيا أنا لا أشتغل بمراكش بطبيعة الحال البداية كانت بمراكش ولكن احترافيا أنا لا أشتغل بها، منحتني أولا اللهجة المراكشية وهذا امتياز في التشخيص، منحتني محبة المراكشيين، ومنحتني شيئا لا يمكن أن يمنح لأي أحد ثقة النفس والأنفة التي هي رأس مال أي فنان، الفنان الذي ليس له أنفة واعتزاز بالنفس واحترام الناس، ليس فنانا.. هذا ما منحتني مراكش، وغير ذلك والله العظيم ( يصمت برهة) « حشومة على مراكش.. حشومة على المسوؤلين ديال مراكش أنهم ما يلتفتوش لي.. عيب عليهم " لماذا، ربما لأني لا أدق بابهم لا أتقرب إليهم ربما هذا هو السبب، أنا لم أدق في حياتي باب مسؤول من ذوي السلطة أو من المنتخبين، لأنهم هم من ينبغي عليهم دق باب منزلي، ومن يكذبني بهذا الأمر يواجهني. ويعطي الحجة، لم أدق باب أحد، ولن أدق بابهم. من يريدني يعرف باب بيتي.
+ هل هناك جهات معينة أو أيادي خفية تحاول إبعادك عن الساحة؟
تاهتاه: أنا أولا، لن يبعدني أي أحد، لأنه مازال حضوري متميز في الساحة الفنية، إنما المسؤولين هنا، وبصراحة فالانتماء الحزبي هو الحاصل الآن، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه هذه البلاد، إذا كان لهم هما ثقافيا يمكنهم أن ينادوا عنا ويسألوا، فأنا لا يمكن أن استجديهم، وأنا لا انتمي لأي حزب. وأكيد أن هناك أيادي خفية، وهذه غيرة وحسد، وأنا أستثني بعض الإخوان الشرفاء، أما البعض الآخر يسبونني ويشتمونني وينعتونني بالفوضوي. وإذا أتتك مذمة من ناقص، فتلك شهادة بأني كامل. من هم هؤلاء؟ ومن أين تأتي؟ من تلامذتي الذين لقنتهم المهنة ووجهتهم، وهم من يغيرون مني ويحاربونني. ( فكم علمته الرماية ولما كذا كذا رماني، وكم علمته نظم القوافي، ولما قال شعرا هجاني). وهذه هي الدنيا والبقية للأصلح، وأتحداهم، لقد رأيت مواقفهم في المشاركة الأجنبية لايستطعون قول جملة بالفرنسية أو الإنجليزية، و أيضا في أفلام سورية، دون المستوى، إذن لماذا تغيبون عن المشاركة أيها الممثلون المراكشيون الجدد و القدامى، لماذا لا تشاركون في الأعمال السورية، لسبب بسيط، هل أنتم ضدهم، لا، لا تستطيعون أن تجاروا أعمالهم، إذا أردت العمل معهم عليك أن تكون متمكنا من اللغة العربية، السوريون يأتون بدكتور مدقق في اللغة العربية، أخجل أن أقول أن هناك من الممثلين من يخطئ حتى في البسملة.
+ نبقى بمراكش، فقد عرفت المدينة تنظيم الدورة التاسعة لمهرجان الدولي للسينما، غير أن الملاحظ أن الجمهور لم يلاحظ حضورك رغم الأعمال السينمائية التي قمت بها لماذا هذا الغياب؟
تاهتاه: أولا مهرجان السينما، يجب أن يحضره السينمائيين، وأخجل أن أقترح هذه الفكرة وخصوصا أن في إدارة المهرجان يوجد صديق عزيز علي هو الكاتب العام العجيلي، علي أية مقاييس تتم دعوة الضيوف، نعرف بأن الأجانب يدعوهم ابن عمومتهم الأجانب، ولكن بالنسبة للمغرب يجب أن تتم دعوة المساهمين في السينما وفي الأفلام السينمائية الجديدة، يجب أن يعلم الجميع أن السينما ليس هي تلفزيون. المهرجان يدعو فناني التلفزيون، وهم بالمناسبة حتى رغم دعوتهم للمهرجان فهم لا يشاهدون فيلما واحدا، العديد منهم يحضر لحفل الافتتاح من أجل الصور، لأن الأمير مولاي رشيد سيحضر للحفل، ويحضرون في حفلة الإختتمام، هم لا يشاهدون فيلما واحدا أقول، أنا لا أقصد أحدا ولكن أنا عن دراية. فيكف يمكن لهذا الشخص أن يشاهد فيلما كوريا ومترجما بالفرنسية وهو لا يعرف حتى العربية، هذا غريب جدا، إنهم يأتون لمراكش لقضاء أسبوع معززين مكرمين بالفنادق، ويجولون بالمدينة ويأتون بالليل ليناموا، وأيضا المشاركة في الحفلات الخاصة ( والعرضات و الله يجازي كل من يستدعي الضيوف والمهرجين).
+ إذن، لماذا لم تحضر للمهرجان؟
تاهتاه: أنا لم أحضر، رغم أن أخي وصديقي وأستاذي أنور الجندي ( الله يطول عمره)، أكد على حضوري في المهرجان، غير أني أقسمت أني لن أحضر له، وقلت له بصريح العبارة( أن سبع أيام ديال لمشماش دابة دوز) وماذا بعد، ماذا يستفيد مراكش من هذا المهرجان أو البهرجة؟ لا نستفيد شيء، أريد ولو لموسم واحد، أن نخصص هذه الميزانية التي وصلت الآن إلى 8 المليار سنتيم أي 800 مليون درهم التي صرفت على هذا المهرجان، لا نصرفها، هذا نداء للمسؤولين، لنوفرها ولو لسنة من أجل إعادة بناء القاعات السينمائية التي هدمت والتي أغلقت، من أجل أن يعود الجمهور، فالسينما هي الجمهور، وليس هي المهرجان، هل بعرض فيلم بساحة جامع الفنا يعتبر مهرجانا.. السينمات أغلقت، القاعات بالمغرب كله أغلقت، لنوفر هذه الميزانية لسنتين ف 16 مليار سنتيم لبناء قاعات ليس بحجم القاعات الفاخرة، هناك قاعات بالأحياء الشعبية وسترى الجمهور يلجها. فأنا في مراكش أحترم كثيرا المسؤولين على قاعة سينمائية بسيطة جدا، ونحن اعتدنها صغارا وهي في عمرها أزيد من 50 سنة هي سينما ( الهلال) بحي سيدي يوسف بن علي، مازالت أبوابها إلى الآن مفتوحة، وتبرمج أفلاما كبيرة جدا. مع العلم أن هناك قاعات سينمائية أغلقت.
+ من خلال هذا الحديث ألمس تحصرا على حالتك، الفنان مصطفى لو سألناك من هم الذين ظلموك في هذه الحياة كيف ترد؟
تاهتاه: أنا ما ظلمت أحدا وما ظلمني أحد، أظن أنني ظلمت نفسي، أولا باختياري هذه المهنة في هذا البلد، هذا ما أود قوله، لم يظلمني أحد، لدي أصدقاء الذين يعترفون بمهوبتي المتواضعة، و أخص بالذكر وأنا ألح عليه في هذا الحوار، هو الأستاذ أنور الجندي، الذي حاول أن يتصل بي فردوا عليه: (مصطفى تاهتاه، والو راه غير جلابة وجورنال هازهم في ايديه، راه حماق) لم يثق بذلك، ونادى علي ولازلت إلى حدود الآن مستمرا في العمل معه، فهو الذي رد لي الاعتبار، لم يظلمني أحد، ( ما ظلموك غير دياولك).
+ لماذا؟
تاهتاه: لأنني لا أعاشرهم، لماذا لا أعاشرهم؟ لأنهم في جلساتهم في بعض المقاهي لاتتعدى المناقشات سوى النميمة في الناس، أو كما ينعتونني باني فوضوي، لا، هل هذا يمتلك كفاءة أم لا؟ إذا كان كفؤا مرحبا به في العمل، لكن متى يشفيني عن هذا الظلم ، هو عندما أتعامل مثلا مع الإنتاجات الأجنبية، مثل الإنجليز والإيطاليون والأمريكيون والسوريون كذلك، يجب أن تعلم التقدير الذي ألقاه منهم.. في الأول يحتقروني لأن بنيتي الجسمانية ضعيفة، لكن أي دورة للكاميرا أثير انتباه المخرج، فيعطي تعليمات معينة: اهتموا بذلك الشيخ.و فعلا أجد الإهتمام.
+ كيف هو هذا الإهتمام، ما هي نوعيته؟
تاهتاه: أعطيك مثلا، أخيرا شاركت مع بعض المخرجين اللبنانيين في سلسلة خاصة عن الأنبياء، واستغربت على قيمة هؤلاء الناس الذين يؤدون مهنتهم باحترافية كبيرة وبموضوعية، فعند اختيار الممثلين أمام المخرج، أتيت بلباس عاد، فطلب مني أن أقرأ حوارا معينا، ومنحني برهة من الزمن من أجل أن أطالع الحوار، فقلت لا، أريد أن أشخصه أمامك الآن، قرأت ذلك الحوار وانسحبت، وبعد نصف ساعة، اتصل بي الصديق(بن شكرة)، الذي كان مكلفا بدعوة الممثلين، قال بأنه تم اختياري لأداء دور ( النبي نوح عليه السلام). لم تتصور تلك القيمة التي منحني ذلك المخرج، بحيث منحت إقامة لوحدي وسيارة خاصة بي، وتعويضا محترما جدا أضفت به غرفتين بمنزلي وأديت ما بذمتي من ديون، وهؤلاء المخرجين المغاربة، يجب أن ( تقصر معاهم).. وتقيم معهم جلسات حمراء، ويجب أن تكون بليدا أولا، ولا تناقشهم حتى لو كانوا على خطأ.
+ ونحن نسترجع معك عبر شريط لمجموعة من لقطات من أعمالك التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، أذرفت الدموع خصوصا في لقطة من فيلم ( الساس)، وأنت تؤدي دور الكاتب العمومي، لماذا بكيت عند هذه اللقطة بالضبط؟
تاهتاه: أولا، لأن هذه اللقطة هو واقعي الحقيقي، أنا والله العظيم ما اتجهت إلى هذا النوع من المسرح الفكاهي، الذي نسميه مسرح الصالون، إلا لأعيش، أنا داخلي كله هموم، عيناي ورائها بحر من الدموع، وسبق لي أن فجرت هذه الحالة في أعمال سابقة مع الفنان عبد الحق الزروالي ( في الوجه والمرآة) وكانت مسرحية في تلفزيون ناجحة جدا، و في
( زورق من ورق) كممثل وكمخرج، وسأقول لك أن دموعي بين عيني.
+ لماذا ، هل هو الخوف من المجهول؟
تاهتاه: لأني أخاف.. أخاف، سأقولها لك ولأول مرة، أخيرا وفي هذه الأيام، لما أضع رأسي على الوسادة، والله العظيم ليس أمامي سوى شبح الموت، أقول دائما سيفاجئني الموت، هل سأصبح أم لا.. وهمي الوحيد، هو زوجتي وابنتي الوحيدة، بعد أن فقدت ابني ذو العقدين، وكانت صدمة قوية في حياتي، فقدت إبنا عزيزا علي بعد فاجأته صعقة كهربائية ومات في الحين فوجدته جثة هامدة. وعندما يأتيني خبر موت بعض الفنانين، أقول إن دوري قريب جدا.
+ الفنان مصطفى كلمة تود أن توجهها للمسؤولين عن هذا الميدان؟
تاهتاه: من يريد أن يعطيك لقمة، فهو يعرف أين يقع فمك، ومن هذا المنبر أوجه تحيتي لمن رد لي الاعتبار، وأعتبره تكريما في حياتي، فلولاه لما عدت لهذا الميدان، ألا وهو الأخ الفنان أنور الجندي الذي أتمنى له الشفاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.