حافلة تعود صناعتها إلى فترة الخمسينات ، كانت انطلاقتها الأولى بعد الإستقلال السائق أجنبي، والركاب ليسوا طبعا كلهم مغاربة، حتى الأجانب يوجدون على مثن الحافلة ، يضعون مسار شعب بأكمله في قيادة هذه الحافلة لتسير في طريق وعرة من المطبات و المنعرجات، استقلال غير مكتمل في حدوده وفي برامجه على العموم الحافلة بقيت صامدة بإصلاحات كثيرة ، مرة نغير السائق ونغير عجلة بعجلة، ومرة نضع العجلة الاحتياط، مرة نغير بعض قطع غيار المحرك ونغير المحرك نفسه ،لنحافظ على نفس الحافلة المتهالكة التي تخضع لفحص أكثر من ميكانيكي، ندخل عليها بعض الإصلاحات الخارجية لتبدو جديدة، بصباغة جديدة ، مع تغير أضواء الإنارة ، الطريق تتغير والحافلة في مضمونها أعطاب لا تنتهي، الحافلة تعرضت أكثر من مرة لحادث سير، يموت من يموت ،يجرح من يجرح وينجو من ينجو ، مع خسائر مادية طبعا و الوقت أيضا. الحافلة يخضع إطارها العام من جديد للإصلاح تحت تسميات متعددة، لكن طبعا الشكل الغالب هو عنصر الاستعجال دائما ، طبيعي جدا أن نطلق هذا الوصف لأن هناك حالة من البطء ، أمام تحولات متسارعة، الحافلة المعطوبة ينبغي أن تواكب الإيقاع المرتفع ، حتى و إن كنا نؤمن أن منطق الطريق والقاعدة الأساس في لغة قانون السير، أن في العجلة الندامة ، نجعلها ندامة وندالة في ذات الوقت ندامة في حق الإجهاز على أجيال وأجيال بتعليم فاسد ونضيع فرص الاستثمار الحقيقية في العنصر البشري من خلال تمكينها من تعليم مفيد، و نذالة لأن مستقبل أجيال لم يكن في أيادي أمنة. من سنحاسب عن ضياع أجيال وأجيال؟ هل نحاسب الأجيال التي ضاعت لأنها الحلقة الضعيفة في مخلفات الإصلاح. ونمنح أوسمة لمخططات فاشلة ؟ هو هرم مقلوب في مجمله لسياسة تعليمية انهارت أمام عبث مسترسل دون مبدأ المسؤولية تقتضي المحاسبة. هل سنركب نفس الحافلة المعطوبة بضحايا جدد ، بعد أن نجدد فيها الإصلاح من جديد؟ أم نرمي الحافلة إلى مزبلة التاريخ وركوب أخرى جديدة. القصة لم تنته بعد. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.