برادلي مانينغ جندي أمريكي شاب يبلغ من العمر 23 عاما وجد نفسه في قلب العلبة السوداء للتقارير الأمريكية العسكرية والدبلوماسية حول غزو العراق. من داخل المطبخ الجيش الأمريكي ببغداد وجد الشاب المثلي الذي عانى في طفولته من مضايقات رفاقه وزملاءه في المدرسة نفسه في أحسن موقع لإسقاط القناع على أسرار البيت الأبيض. اليوم بعد أن كشف المستور والمحظور في العلبة السوداء تنتظره محاكمة بسبب إسقاط ورقة التوت عن عورات و أسرار الدبلوماسية الأمريكية. براداي المولود في أوكلاهما كان قد التحق بالجيش عام 2007 وهو يعلم أحسن من غيره أن القانون يمنع في أمريكا الجنود المثليين من الإعلان عن ميولاتهم الجنسية في الجيش. الكونغرس رغم وجود نسبة كبيرة من السياسيين الليبراليين المدافعين عن الحرية الفردية ما زال عاجزا عن تغيير قانون يلاءم صورة أمريكا المحافظة التي تسعى دائما لحضور الدين و الأسرة في سياسيتها عامة. الجندي المطلوب للعدالة الآن متهم بنقل معلومات سرية على جهاز الكومبيوتر الخاص به و بأنه جمع بطريقة غير مشروعة أكثر من 150 ألف برقية دبلوماسية حسبما جاء في محضر الاتهام . وفي المجموع فهو متابع بأربع تهم تتعلق بانتهاك النظام العسكري وثمانية تهم جنائية. برادلي مانينغ يقول إن " هيلاري كلينتون وعدت بأن ألاف من الدبلوماسيين سيصابون بنوبة قلبية عندما يستيقظون صباح يوم ما و يجدون كل الوثائق الدبلوماسية السرية متوفرة و يمكن البحث عنها من قبل العموم " يضيف برادلي وكأنه لا يعبأ للمصير الذي ينتظره أمام المحاكم "المعلومات يجب أن تكون حرة فهي ملك للقطاع العام ". ما ينشره ويكيلكس حرائق يهرول المتورطون في ملفاتها إلى إخماد نيرانها التي تشتعل, البيت الأبيض سارع إلى اعتبار ما ينشره الموقع "عملا غير مسؤول وخطير". وهي ملفات سرية من ضمنها تقارير البانتاغون والخارجية الأمريكية وملفات تتعلق بالعلاقات التركية الإسرائيلية المتدهورة والعدوان الإسرائيلي على غزة و أسرار الجنود القيادة العسكرية في بغداد وأفغانستان وأسرار الملف النووي الإيراني. الآن يبدو أن جوليان أسانغ مؤسس موقع ويكليكس يبدو مثل الرجل السوبر مان الأقوى تأثيرا في السياسية العالمية لكن الكل ينسى جنديه "المجهول" الذي صنع بطولته.