قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن نتائج حزبه في الانتخابات كانت قاسية وتشكل انتكاسة ونكبة، داعيا أعضاء حزبه إلى نسيان الماضي، وأن يشتغلوا على تصور يمنع تكرار ما حدث في المستقبل مع أي حزب. واعتبر بنكيران في كلمة خلال اجتماع للجنة الوطنية لحزبه أن على الأحزاب ألا تركن للصمت بمجرد خروج نتائج الانتخابات، معتبرا أن غياب طعن في النتائج غير كاف، بل ينبغي أن يكون اطمئنان لدى الأحزاب بالنتائج التي حققتها سواء فوز أو خسارة. وأشار إلى أن كلامه ليس طعنا في الانتخابات، فمن كان من حقه أن يطعن في النتائج هي القيادة السابقة، ولم تقم بذلك لتقديراتها، وقد تحملت المسؤولية وقدمت استقالتها. وسجل الأمين العام للبجيدي أنه إذا كان مستعدا لتقبل خسارة حزبه، فإنه غير مستعد لتقبل نتائج أحزاب أخرى، تحولت بين عشية وضحاها من 300 ألف صوت إلى ثلاثة ملايين، متسائلا "كيف داروا ليها؟". وحول ما إذا كانت الدولة ستقوم بأمور ما ضد حزب العدالة والتنمية، قال بنكيران "الدولة إذا كانت غاتبدا شي حاجة تبداها، حنا ماشي أحسن من للي ماتو أو سجنوا أو امتحنوا عبر التاريخ لسبب أو آخر". وأضاف "هزمونا لكنها ليست هزيمة لأنهم دارو البريكول، ومايمكنش ديما ينجحوا بهاد الطريقة، مكاينش شي دولة تقدمات ماوقفاتش على الصح". وشدد على أن الدولة ليست محتاجة لمن يواليها فقط من الأحزاب، ولكن أيضا لمن يعارضها وينصحها عند الضرورة وإلا سنكون في دولة ديكتاتورية، مستدركا "أنا ضد الملكية البرلمانية"، معتبرا أن الديمقراطية المغربية مؤطرة بعلاقات بين الشعب والملوك، تكون فيها تجاوزات ينبغي تصحيحها. واعتبر بنكيران أن وضعية حزبه اليوم ليست كالأمس، مشيرا إلى أنه حتى في الوضعية القديمة كان الحزب ضعيفا ولم يكن قويا، رغم الكثرة العددية. وأشار إلى أن طي الخلاف الداخلي للحزب، لن يكون عبر حوار داخلي يعود فيه الأعضاء للتراشق، بل ينبغي تجاوز المرحلة داخليا بخوض المعارك ضد الفساد والاستبداد وسجل أن نتائج الانتخابات أتت بمخلوقات غير معروفة، أصبحت رؤساء مدن وغيرها، وأصبح الفائزون يأتون بأزواجهم وأقاربهم للاشتغال، مؤكدا أنه رفض عندما صار رئيسا للحكومة أن يشغل زوج ابنته معه رغم كفاءته، معتبرا أن العمل السياسي أصبح مهددا بالزوال لأن الفساد استشرى، وغلب أصحاب المصالح أصحاب الأفكار. واعتبر أن حكومة أخنوش ليس من الضروري أن تكمل خمس سنوات من عمرها، خاصة إذا ظلت على نفس وضعها اليوم، مؤكدا على ضرورة أن يكون حزبه مستعدا دائما. وعبر بنكيران عن كونه ضد المثلية الجنسية، والعلاقات الرضائية مؤكدا أنها زنى لا اجتهاد فيه. وبخصوص القضية الفلسطينية، سجل الأمين العام للبيجيدي أنها ليست قضية سياسية وإنما عقدية "ونحن والفلسطينيون بحال بحال فالمؤمنون إخوة، والشريعة تفرض علينا أن نكون إلى جانبهم حتى في الموت، لكن هذا لا يعني أن ندين دولتنا لأنها أيضا إشكالات، ليس من الضروري أن نتفق مع الدولة ولكن لا يمكن أن ندينها". ودعا إلى تقدير ظروف الدولة في قضية التطبيع، بالنظر إلى قضية الصحراء والتحرشات الجزائرية المستمرة، إذ لا يريد النظام في البلد المجاور أن يتوقف عن ظلم المغرب.