عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال عن قلقها واستغرابها من تسجيل 21 حالة وفاة في يوم واحد بشكل مفاجئ، بمستعجلات المستشفى الجهوي لبني ملال، وطالبت بفتح تحقيق لتحديد الأسباب ومحاسبة المسؤولين. وقال حقوقيو بني ملال في بلاغ، إنهم أجروا مقابلة مع مديرة المستشفى والمسؤول عن التواصل في المديرية الجهوية للصحة، حيث تم التأكيد على وفاة 17 شخصا بقسم المستعجلات، و 4 حالات قبل الوصول إلى المستشفى، وتم التصريح بأن أربع حالات تفوق أعمارهم 70 سنة، وأن أغلبهم يعانون من أمراض مزمنة.
وقال البلاغ إن مسؤولي الصحة بالمدينة أرجعا السبب الرئيسي للوفيات لارتفاع درجات الحرارة، وأفادا أنه تم التكفل بهم وتقديم جميع العلاجات الضرورية لهم. ومقابل ذلك، سجل فرع الجمعية الوضعية المزرية لقسم المستعجلات، وحالة الاكتظاظ التي يعرفها هذا القسم، والنقص الكبير في الأطقم الطبية والممرضين والممرضات، والخصاص الحاد في التجهيزات الطبية والأسرة وعدم توفير مكيفات الهواء، إذ لم يزود قسم المستعجلات بها إلا بعد وقوع هذه الكارثة الإنسانية، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية بما فيها الأدوية الخاصة بالأمراض التنفسية والأمراض النفسية والعقلية. واستغربت الجمعية الحقوقية من تسجيل هذا العدد الكبير من الوفيات في يوم واحد، علما أن الجهة تعرف دائما ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ولم يسبق أن سجل هذا العدد الكبير من الوفيات. واحتج حقوقيو الجمعية على ضعف الخدمات المقدمة للمرضى، والاكتظاظ الذي يعرفه قسم المستعجلات والذي تنتفي فيه شروط احترام الكرامة الإنسانية نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية والأسرة، مع ضعف التجهيزات الطبية وعدم توفير مكيفات الهواء. وطالبت الجمعية في بلاغها بفتح تحقيق جاد ومسؤول للكشف عن الأسباب الحقيقية لهذا العدد الكبير من الوفيات ومحاسبة كل شخص قصر في مسؤولياته وتثبت في حقه الإهمال.