رفعت نساء من دوار "أكافاين" في إقليمتارودانت أصواتهن احتجاجًا على أزمة عطش خانقة، أثناء مرور موكب عامل الإقليم في زيارة رسمية إلى مدينة إيغرم، في مشهد رمزي يعكس عمق معاناة السكان مع ندرة المياه. ووفق شهادات محلية تداولها ناشطون على مواقع التواصل، فقد استغلت النساء المناسبة للتعبير العفوي عن استيائهن من جفاف الصنابير وغياب حلول ملموسة، بينما تواصل الأسر دفع فواتير الماء رغم توقف الخدمة منذ أشهر. بعض المصادر تحدثت عن محاولات لتضييق الاحتجاج من خلال تهديد المشاركات بتسجيل أرقام بطائقهن الوطنية، لكن المحتجات تمسكن بموقفهن، معتبرات أن وعود السلطات المتكررة منذ أكثر من عقد لم تغيّر من الواقع شيئًا.
تأتي هذه الخطوة في سياق أزمة مائية غير مسبوقة يعيشها المغرب بفعل سنوات متتالية من الجفاف والتحولات المناخية، إذ شهد صيف هذا العام ما بات يُعرف ب"احتجاجات العطش" في عدة مناطق قروية، حيث خرج السكان، نساءً ورجالاً، للتظاهر مطالبين بتأمين حقهم في الماء الشروب. وغالبًا ما تقتصر الحلول على صهاريج متنقلة أو تعبئة مؤقتة للخزانات، بينما يضطر العديد من القرويين إلى قطع مسافات طويلة مشيًا أو باستخدام الدواب للحصول على بضع لترات من الماء. ويرى مراقبون أن مشهد نساء إيغرم أمام ممثل السلطة لم يكن مجرد فعل احتجاجي عابر، بل جرس إنذار جديد بشأن أزمة بنيوية تهدد الاستقرار الاجتماعي في مناطق واسعة من البلاد، ورسالة استغاثة مفتوحة إلى السلطات من أجل التدخل العاجل لتأمين الحق في الماء الذي بات يختزل معاناة يومية لآلاف الأسر.