صعّد الجيش الإسرائيلي من هجماته الجوية والبرية على مدينة غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في ما وصفه مراقبون ب"حرب الأبراج"، إذ دُمّرت عمارات سكنية كاملة وأُجبر آلاف المدنيين على النزوح مجدداً نحو وسط وجنوب القطاع. ففي أحدث الغارات، دمّر الطيران الحربي الأحد "عمارة الرؤية" المكوّنة من سبعة طوابق تضم نحو 30 شقة، بعد إنذار السكان بالإخلاء الفوري. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من تسوية برج "السوسي" المؤلف من 15 طابقاً وأكثر من 60 شقة، وقبله بيومين برج "مشتهى"، في سلسلة ضربات مكثفة حوّلت أبراج غزة إلى ركام.
إلى جانب القصف، أعلنت إسرائيل توسيع عمليتها البرية في المدينة ضمن ما تسميه "عربات جدعون 2″، وحددت ما تزعم أنها "منطقة إنسانية" في مواصي خان يونس. هذا القرار فجّر موجة نزوح جديدة السبت، إذ أفادت وكالة الأناضول بأن عشرات العائلات غادرت باتجاه الجنوب عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط خوف ومعاناة شديدة. الأممالمتحدة أكدت تسجيل نحو 3 آلاف حالة نزوح إضافية من شمال القطاع إلى جنوبه خلال يومين، محذّرة من أن المدنيين يُجبرون مراراً على الانتقال في ظروف إنسانية متدهورة، بينما تواصل إسرائيل عرقلة دخول المساعدات. ووفق وزارة الصحة في غزة، أسفرت الغارات الإسرائيلية الأحد عن مقتل 146 فلسطينياً وإصابة أكثر من 600 آخرين. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى ما يزيد عن 64,300 قتيل و161,800 جريح، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض. مع استمرار الغارات وتحول الأبراج إلى أهداف رئيسية، يتزايد القلق من أن تكون هذه الاستراتيجية تمهيداً لاجتياح أوسع لمدينة غزة، في وقت يواجه فيه سكانها خيارات مستحيلة بين البقاء تحت القصف أو النزوح نحو مناطق مجهولة المصير.